تبقت أشهر قليلة لانتخابات الاتحاد السوداني لكرة القدم حيث تجرى فى يوليو المقبل ومنذ الآن بدأ السباق المحموم بين الاداريين لاحتلال كراسي الحكم الوثيرة والتى منذ عقود ظل يسيطر عليها شداد ومجموعته، معتمدا على بعض المتنفذين الذين اتوا به الى كرسي الرئاسة اكثر من مرة بعد أن كان قاب قوسين أو ادنى من الخسارة فى الانتخابات . شداد ظل يتمسك بكرسي حكم كرة القدم فى السودان ذلك رغم أنه لم يقدم ما يشفع له للاستمرار فالكرة فى عهده تراجعت وتخلفت بصورة مريعة حيث كرس الرجل وقته للصراعات والمشاكل وادعاء البطولات والتى فى النهاية قادتنا الى ما نحن عليه الآن من تخلف فى كرة القدم . فى النصف الاول من تسعينيات القرن الماضى تم ابعاد شداد من اتحاد كرة القدم ذلك وفقا للقانون وبدأت العافية تدب فى جسد الكرة السودانية ولكن للاسف ظل الرجل يناور حتى تمكن من العودة مرة أخرى لرئاسة الاتحاد على اكتاف المهندس عمر البكرى ابوحراز الذى تعامل بحسن نية مع الوفد الذى زاره قبل انتخابات 2001 والذى كان فى مقدمته معتصم جعفر الذى طلب من ابوحراز التنازل لشداد للترشح للرئاسة باعتبار أنه يود ان يختم حياته الرياضية وهو رئيس لاتحاد الكرة وبحسن نية لم يترشح ابوحراز الذى كان يتمتع بثقة معظم اعضاء الجمعية العمومية مفسحا المجال لشداد بل طلب من اعضاء الجمعية التصويت لشداد الذى كان يدعمه الوزير رزق والوزير الولائى بشمال كردفان الكودة فى ذلك الوقت ليفوز وينقلب على ابوحراز الذى ابتعد متحسرا . بعد ابعاد ابوحراز وتولى احمد الحاج المعزل لمنصب نائب رئيس اتحاد كرة القدم تم ابعاد الاخير ايضا بحجة ان صحته لا تسمح له بالعمل ليتم تصعيد معتصم جعفر الذى كان يشغل منصب امين المال . الاستاذ مجدى شمس الدين السكرتير الحالى للاتحاد سجل نجاحات كثيرة خلال مسيرته فى هذا المنصب والتى امتدت ل15 عاماً تقريبا فالرجل شعلة من النشاط يفهم فى امور الكرة جيدا بالاضافة الى انه محامى وفوق ذلك هو متحدث لبق يعرف كيف يصنع الاحداث ، و للرجل سلبيات وهو ايضا يتحمل جزء من الفشل الذى لازم اتحاد الكرة طيلة العهد الشدادي واحسب أن انجح فترات مجدى بالاتحاد عندما كان الاتحاد يقوده ابوحراز ولكن عندما اتى شداد اصبح الرجل اسيرا له لا يستطيع التحرك بحرية لذلك قل عطاؤه فى السنوات السابقة بسبب السياسات الشدادية ولكن الرجل انتفض اخيرا وواصل عمله بهمة ونشاط وخلق علاقات طيبة مع اعضاء الاتحاد الافريقي لكرة القدم لينال ثقة اعضاء الجمعية العمومية للكاف لينتخب عضوا بالمكتب التنفيذى لمدة اربع سنوات وهذا ما لم يصل اليه شداد طيلة عمله فى الكرة والذى امتد لاكثر من 40 عاما . فوز مجدى بعضوية المكتب التنفيذى للاتحاد الافريقي اثارت غيرة الكبير الذى فشل فى الوصول الى ما وصل اليه مجدى لذلك بدأت الحرب والمضايقات على الرجل لابعاده من الاتحاد متعللين بأن مجدى شمس الدين يحابي الهلال ويدعمه باعتبار انه اشرف على طلب ابداء الرغبة لانضمام المحترف النيجيري يوسف محمد بانغولا وهذا ما يتحدث به بعض المحسوبين على النادى الاحمر ممن يدعمون الكبير . سكرتير الاتحاد الحالى مجدى شمس الدين ظل يلوح بكرت الاغتراب كلما احس بأن هناك من يتربص به ويحاول ان يبعده عن منصبه وقبل ذلك تحدث عن رغبة الاتحاد البحريني التعاقد معه وكذلك الاتحاد الاماراتي والآن الاتحاد القطري ويبدو أن الرجل عقد العزم هذه المرة بالسفر الى قطر والعمل هناك . اتوقع فى المرحلة المقبلة أن يقدم شداد على تطبيق موجهات الفيفا القاضية بأن يكون منصب السكرتير فى الاتحاد تنفيذيا فقط وليس هناك سكرتير منتخبا كما فى الفيفا والكاف وكل الاتحادات الوطنية لكرة القدم سيقوم شداد بذلك فى حالة عدم اتاحة الفرصة له مرة اخرى للترشح .