٭ كانت حكايته الانسانية التي يكتبها كل صباح تجد الاستجابة السريعة من المجتمع وكان نقده اللاذع، يشخص كل الآلام بمهارة جراح وهو كالطبيب يقصد العافية. سيد أحمد خليفة كان صحفيا تعمل له الحكومة والمعارضة ألف حساب لم ينحاز للسلطة ولا للمعارضة كان انحيازه للوطن ولهذا كانت تخرج مقالاته صادقة وعفوية (صباح الخير يا...)! هذا العنوان الاجمل الذي كان يزين به مقالاته ويكشف عن حس صحفي بديع وعندما تدخل لمقالاته تشد بخيط من المطاط وتقرأ المقال من السطر الأول للسطر الاخير. ومع جمال الاسلوب والمعاني اكتسب سيد أحمد خليفة ميزة التأثير في (الرأي العام) كان قوياً ومنافحاً عن الحق ومنحازاً للمساكين يروي في كل مقال ابداع الصحفي والكاتب، ومن شفرة نجاح خليفة انه كان قادرا على المواكبة في مراحل حياته الصحفية عاصر جيل الرواد فتألق بأسلوبه وجرأته وعاصر جيل الوسط فتفوق بقدرته على التحليل وعاصر جيل الشباب فتميز بقراءته الموضوعية للمشهد الاعلامي وحرصه على التواصل مع الشباب. نحن امام حالة صحفية نادرة ففي رصدنا للأقلام الصحفية نستطيع أن نقول ان أي صحفي ناجح له فترة للتألق والتميز ولكن سيد أحمد خليفة كان متميزا في كل مراحل حياته الصحفية وظل حتى آخر أيامه يكتب بحيوية الشباب وخبرة الشيوخ وصنع من صحيفة الوطن مع طاقمه الرائع مدرسة صحفية يشار لها بالبنان. لم أكن محظوظا وأتشرف بالعمل مع الاستاذ سيد أحمد خليفة ولكن كان هناك تواصل أعمق بيننا تواصل وجداني وروحي كنت أتابع كتاباته باهتمام واستطيع أن أقول انني احد تلاميذه من واقع متابعتي الدقيقة لما يكتبه ولاسلوبه ولطرائقه في العمل الصحفي.. افتقدت الصحافة السودانية برحيل الاستاذ سيد أحمد خليفة نجماً لامعاً ورقماً مهماً في مسيرة الاعلام السوداني قدم الكثير لصالح الوطن والانسانية ظل يكتب بوطنية خالصة عن السلام السوداني.. والوجع السوداني والهم السوداني وكان حريصا على لم الشمل والوحدة كان وطنياً مخلصاً وغيوراً.. نسأل الله سبحانه وتعالى لفقيدنا الرحمة والمغفرة ولأسرته المكلومة الصبر والسلوان ونخص بالعزاء ابنه الزميل الأستاذ عادل سيد أحمد.. «إنا لله وإنا إليه راجعون» [email protected]