٭ محمد البدوي أبو صلاح يذكرني بطفولتي في دار اتحاد المهن الموسيقية بمدينة بورتسودان في جلسة تلقائية اشبه بونسة عادية وخفيفة بتطواف على حال الدنيا والفن والرياضة والثقافة والمجتمع.. مع الفنان «الوناس» عادل محمد علي مسلم، سبقتها زيارتنا اليه بمقر رئاسة هيئة الموانئ البحرية حيث يعمل موظفاً هناك، توجناها بجلسة مسائية أنيقة بدار «اتحاد الفنانين» فكان هذا المدخل. الصغير محمد البدوي أبو صلاح كثيراً ما يذكرني بطفولتي عندما يقف على المسرح ليغني وهو يعزف على «العود» بصحبة الفرقة الموسيقية، هذا المشهد يقفز الى ذاكرتي دائماً، ويعود بي الى المرحلة الابتدائية بمدينة دنقلا، حيث كنت اغني وأعزف على آلة الهارمونيكا «اركورديون» منذ سن مبكرة، وكنت عندما أصعد إلى خشبة المسرح أشعر بنظرات غريبة من الجمهور تحكي حالة استغراب لطفل يعزف ويغني. ٭ بعد غيبة أول عمل خاص: وفي استرجاع لشريط الذكريات قال مسلم: أول مقابلة لي كانت مع جمهور بورتسودان في مسرح الثغر في حفل كان لصالح مركز التدريب المهني، وفي الخرطوم التقيت بجمهور ام درمان الذواق في حفل طلابي انا وخالد الصحافة، وأول عمل خاص تغنيت به كان من كلمات المرحوم عثمان محجوب ومن الحاني حمل عنوان «بعد غيبة»، والغريبة لم أتهيب من فكرة اول عمل خاص يكون من الحاني، لأنها كانت تجربة جديدة، وما كنت متوقع «اطلع بيها من البداية» لكن الحمدالله حققت نجاحاً وزادتني ثقة بنفسي وقدراتي. ٭ «وطن شامخ» آخر أعمالي والأجمل حتى الآن: بعد تطواف من الحديث عن الأعمال الجميلة، حاول عادل ان يرسم خريطة لأجمل الأغنيات التي يرددها فقال: تعاملت مع عدد من الشعراء من بورتسودان على رأسهم الراحل كمال محجوب، مبارك الماحي، عثمان علي، محمد عبد الله بابكر وسقاف عيسي. وفي الخرطوم تعاملت مع اسحق الحلنقي، أزهري محمد علي، حسن خندقاوي، محمد يوسف موسى وايوب عبد الرحيم، واغنية «وطن شامخ» آخر اعمالي، وابدع في تلحينها محمد حامد جوار، واعتقد انها الأجمل حتى الآن، وكل اعمالي عندي بمثابة ابنائي لا فرق بينها، ولكن ربما بأن آخر العنقود له معزة خاصة، إضافة الى أنها تعبر عن السلام وواقع المرحلة والتحديات التي تواجه البلاد. ٭ أغنية «علي كيفك» تحاصرني: ومن الأغنيات الجميلة التي اشتهر بها عادل مسلم، واصبحت تلاحقه من باب المداعبة، وذلك لظهوره واختفائه عن الساحة الفنية، واضحت بمثابة «علي كيفك تفوت علي كيفك تعال» أغنية «علي كيفك» التي ترسخت في اذهان المستمعين، وهي ثمرة تعاون بينه وأزهري محمد علي والملحن علي احمد، وسبب نجاحها يرجع الي بثها المتواصل عبر الوسائط الإعلامية المرئية والمسموعة، في اذاعة ام درمان وخاصة البيت السوداني «اف أم 100» وبحكم عمل المبدع الشفيع عبد العزيز في اذاعة البيت السوداني وقناة النيل الأزرق وجدت حظها في الانتشار بين «اف أم 100» والنيل الأزرق، وهما وسيطا اعلام مؤثران لهما شريحة عريضة من المتابعين، وذكر أن «على كيفك» لها قصة طريفة في أروقة اتحاد المهن الموسيقية بأم درمان، فالعازفوون كثيراً ما يداعبونني بمقولتهم «على كيفك تفوت على كيفك تعال» نسبة لزياراتي المفاجئة وغير المعلنة واختفائي ايضاً بحكم العمل. ٭ اعترف بتقصيري في حق جمهوري.. ولكن !! عادل مسلم جمهوره في حالة سؤال دائم عنه، وعن سر اختفائه من الساحة الفنية وظهوره المتقطع، كشف عن معاناته مع ظروف العمل التي لا يعرف تفاصيلها الكثيرون، واعتبرها سبباً رئيساً ومباشراً لاختفائه عن الساحة الفنية. ٭ ظروف العمل وحدها التي تقف بيني وجمهوري: وقال: تحرمني ظروف عملي من التواصل الحي مع جمهوري عبر الحفلات والمسارح، فانا موجود في بورتسودان، واعمل موظفا في هيئة الموانئ البحرية، وفرقتي الموسيقية في الخرطوم، وزوجتي وأطفالي مقيمون في كسلا، وحتى «الأورغ» الخاص بي الذي استخدمه غالباً في التلحين موجود في الخرطوم، حيث اعيش حالة من الشتات بين بورتسودانوكسلاوالخرطوم، ومازلت أحاول تحريك اجراءات نقلي الى الخرطوم منذ ثلاث سنوات، ولكن الوعود لم تثمر حتى الآن. ٭ الوزير السموءل خلف الله وعدني قبل الوزارة ومازلت انتظر: لم ينقطع أمله في اكمال اجراءات نقله الى الخرطوم حتى يكمل مسيرة الإبداع، ولكن مازال ينتظر وجمهوره ايضاً مازال يترقب!! وقال: امتلك عدداً من النصوص المميزة ولكنها حبيسة الأدراج بالخرطوم، ولم اجد وقتا حتى الآن لإخرجها الي النور، ومازلت اشعر بان امامي الكثير لأقدمه، والفترة القادمة بالرغم من الظروف الا إنني ساجتهد فيها لتقديم اعمال جديدة، وقبل كل شيء عبركم اتوجه بالتهنئة الحارة للوزير السموءل خلف الله فهو من أهل الثقافة والفن. ومن حظنا ان يكون السموءل راعياً للثقافة والفن، بحكم التحامه وقربة من الوسط الثقافي والفني، وحقيقة هو مكسب كبير لنا، وسيجد منا كل تعاون يدفع بالثقافة والفن في بلادي الى الأمام باعتباره واحداً منا ويمثلنا خير تمثيل، واخيراً أرجو وكلي ثقة في السيد الوزير، أن يساهم في اجراءات نقلي الى الخرطوم، وسبق ان وعدني بأن يقف بجانبي قبل ان يصبح وزيراً، وهأنا اعوُّل عليه كثيراً في الفترة القادمة، وعلي دعوات الجمهور بأن يكتمل مثلث الإبداع بعد نقلي الى الخرطوم لأقدم لجمهوري الكثير إن شاء الله.