دخل الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر على خط التوقعات بجولة ثانية للانتخابات الرئاسية المقبلة، اذ قال كارتر، انه يعتقد بوجود «احتمال كبير» ان تجري دورة ثانية من الانتخابات الرئاسية. وقال «لا نعلم بعد ما اذا كان الرئيس البشير سيحصل على الاغلبية في الدورة الاولى .. واذا لم يحدث ذلك، وهو ما ارجحه، فستجري دورة اعادة بينه وبين الشخص الثاني الذي يحصل على ثاني اكبر عدد من الاصوات». وسياسة تشتيت الأصوات افترعها امين عام حزب الموتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي حين دعا منذ وقت مبكر في ساعة العرض الانتخابي، الى نزول الاحزاب الانتخابات مشتتة لتشتت الأصوات على الرئيس البشير في الجولة الأولى ومن ثم تعود وتجتمع في الجولة الثانية على البشير خلف مرشح المعارضة، وكما يقول المثل فإن (الدبيب بيعرف مكان يعضي رفيقه) ولذلك تبدو وصفة الترابي ضد رفيقه السابق عمر البشير ناجعة حتى الآن بل وبدأت تكسب الاصوات لصالحها من خارج السودان بعد ان كسبت اصوات المعنيين بها (تحالف جوبا). وحين استطلع رأي البروفيسور صلاح الدين الدومة، يقول لي أن سياسة تشتيت الأصوات تمضي وتدعمها الأرقام في ما يتعلق بالجولة الأولى( والجولة الثانية آتية لا ريب فيها)، ويقول استاذ العلاقات الدولية بجامعة ام درمان الاسلامية في حديثه معي عبر الهاتف امس ان الانتخابات اذا كانت حرة ونزيهة برغم ما جرى من تلاعب في الاحصاء السكاني وتشكيك في السجل الانتخابي فان تشتيت الأصوات سينجح في الجولة الأولى، ويشير الى أن عشرة من مرشحي المعارضة اذا حصلوا على 50% بواقع 5% لكل فان الحادي عشر سيتساوى مع الرئيس البشير أو على الأقل يحد من حصوله على نسبة خمسين في المائة زائد واحد، وبالتالي نكون دخلنا الى جولة ثانية. ويلفت الدومة نظري الى استطلاعات الرأي العام التي تثبت تفوق بعض المرشحين على الرئيس البشير، فأجد عبر البحث القوقلي أن مواقع الكترونية سودانية تكشف في استطلاع للرأي حول حظوظ المرشحين في سباق الرئاسة عن تفوق كبير لمرشح الحركة الشعبية ياسر عرمان على بقية المرشحين في السباق، حيث أشار موقع (سودان تريبيون) باللغة الانجليزية أن ياسر عرمان أحرز نسبة 74،5% من أصوات المشاركين في الاستطلاع في وقت سجل فيه مرشح المؤتمر الوطني عمر حسن احمد البشير نسبة 14،5% فيما سجل عرمان على موقع سودانايل باللغة العربية نسبة 42،2% وأحرز البشير نسبة 26،4%. ويذهب الدومة الى افتراض أنه حتى لو حصل المرشحان البشير وعرمان على نسبة 26% لكل، فإن نسبة ال 48% التي ستذهب للمرشحين العشرة الآخرين سترجح في الجولة الثانية نسبة فوز عرمان، لأن من سيصوتون للبشير سيكونون هم أنفسهم ولن يزيدوا، ويعلق الدومة على انضمام الرئيس الامريكي الأسبق الى زمرة المرجحين لنجاح خطة تشتيت الأصوات، بأن كارتر بنى قوله على جملة معلومات وصلته ومن ضمنها الأرقام المذكورة. حسنا، حتى هنا والخطة (أ) تسير كما ينبغي، الا أن المفاجئ في الأمر، وفي ما يشبه الحرب بأكثر من خطة، ما ذهب اليه الدكتور الترابي بعد لقائه كارتر في خواتيم الأسبوع الماضي من توقع باستبعاد البشير في الجولة الثانية من الانتخابات باعتبار انه سيحصل على المركز الثالث او الرابع في الجولة الاولى، حيث لمّح الترابي في تصريحات صحفية عقب لقائه الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر الى ان مواطني الجنوب والشرق والغرب ومثقفي الخرطوم لن يصوتوا للبشير وقال ( لو كنت مكان البشير لأصابني القلق ليس من المحكمة الجنائية فقط ولكن في هذه البلد قد لا اجد اكثر من 50% للفوز). ومع ذلك ربما يكون الترابي بقوله ان البشير قد لا يكون ثاني المتقدمين في النتيجة وانه (قد يكون ثالثهم ورابعهم من اول جولة والقانون يبعد الثالث والرابع كما تعلمون) انتقل الى مرحلة اخرى من معركته المأساوية مع تلاميذه السابقين، مما يفتح الباب للتلاميذ النجباء الناجحين في زحزحته لمواقع الخاسرين دائما، أن يغيروا الملعب والخطة على طريقة الرابع من رمضان،ولكن بوسائل سلمية هذه المرة.