كشف الناطق الرسمي باسم الحزب الاتحادي الديموقراطي الاصل، حاتم السر،عن ترتيبات يقوم بها زعيم الحزب محمد عثمان الميرغني، لمساعدة أطراف النزاع للوصول الى تسوية شاملة وكاملة ومستدامة للأزمة ، تقوم على دعوة الحكومة لمحاورة رئيس حركة العدل والمساواة الدكتور خليل ابراهيم في ليبيا «طالما تعذرت مشاركته فى الدوحة «،و اعلان وقف العمليات العسكرية من الجانبين. وأكد السر،في تصريحات له أمس، قدرة القوى السياسية على لعب دور اساسي فى حل أزمة دارفور، ودعا الى ايجاد المدخل الحقيقى لمشاركتها فى عملية التفاوض الجارية حاليا بالدوحة،مبيناً ان حزبه والامة والشيوعى والمؤتمر الشعبى والحركة الشعبية يمكن ان تؤثر ايجابياً على الحركات الدارفورية الرافضة للحوار واقناعها بالاسراع فى الجلوس . وعزا السر التأخير فى الوصول الى تسوية سلمية لأزمة دارفور الى غياب الرؤية الاستراتيجية، وضعف الارادة السياسية ،وذلك تبعاً لاصرار المؤتمر الوطنى على اقصاء بقية القوى السياسية من المشاركة فى التفاوض وحرمانها من لعب اى دور فى حل الأزمة،ورحب باعلان الدوحة منتصف يوليو موعدا لتوقيع الاتفاق بين الحكومة والحركات المشاركة حاليا فى المفاوضات، وامتدح تصريحات الوسيط الدولي جبريل باسولي التى دعا فيها الحكومة الى تقديم تنازلات. ورأى السر ان الحل ممكن وسهل اذا غيرت الحكومة من منهجها الاقصائى الحالى، وتركت تخبطها حيال التعامل مع اطراف مفاوضات الدوحة، مبدياً خشيته من أن يؤدي التعنت الحكومى الى استمرار النزاع في الاقليم لأمد قد يطول، وقال ان حزبه ظل في أرض التفاعل الايجابي مع قضية دارفور. وكشف أن ترتيبات تجري الآن داخل دائرة دارفور بالحزب لاعداد خطة اسعافية لمساعدة أطراف النزاع للوصول الى تسوية شاملة وكاملة ومستدامة للأزمة ، وألمح الى أنها تقوم على دعوة الحكومة لاحداث اختراق يتمثل في محاورة الدكتور خليل ابراهيم في ليبيا طالما تعذرت مشاركته فى الدوحة ،واعلان وقف العمليات العسكرية من الجانبين. وقال، ان دعوتنا للحكومة لمحاورة خليل في المنطقة التي هو فيها الآن والتفاوض مع عبدالواحد محمد نور هى في جوهرها ليست دعوة لبعثرة قضية دارفور، ولكنها خطوة مهمة في طريق ابرام تسوية شاملة ونهائية لأزمة طال أمدها كثيراً وأرهقت البلاد وجعلت من السودان مسرحاً للتدخلات الاجنبية. وحذر السر من ان البلاد الآن أمام تحدي يهدد انهيار التسوية التى سيتم الاتفاق عليها فى الدوحة، «ونخشى من أن يكون الضغط على زعيم حركة العدل والمساواة ومحاصرته سببا لانفجار ميداني عسكرى جديد يدفع ثمنه انسان دارفور المسكين». ورأى أن الاتفاق الذى سيبرم بدون مشاركة اطراف رئيسية فى الصراع برغم أهميته، الا انه لن يكون نهائيا ولا شاملا ولن يوقف الحرب وبالتالى لابد من مواصلة المساعى والجهود لمواصلة الحوار وصولا الى طى هذا الملف بصورة نهائية. وامتدح السر موقف العقيد معمر القذافي الذي وصفه بأنه يقف على مسافة متساوية من جميع الأطراف ويرجع له الفضل فى توحيد الحركات التى تفاوض حاليا فى الدوحة ،داعياً أطراف الصراع في دارفور أن ينصتوا لصوت الشعب و آماله و يراعوا آلامه، وينتهجوا الحوار الموسع مع كل أطرف القضية وصولا الى اقرار تسوية سلمية عادلة وعاجلة، معربا عن امله فى أن تُحل الأزمة في اطار قومي يشارك فيه الجميع.