في آخر أمسياته الرمضانية استعرض منتدى دال الثقافي بمقره بصالة مركز التميز بالخرطوم بحري، تجربة الشاعر الصادق الياس التي وسمها بعنوان «إنت يا بسام»، تحدث فيها الدكتور عبد العزيز أحمد سعد، فيما قدم النماذج الغنائية الفنان عز الدين صديق. وبدايةً قدم الدكتور عبد العزيز أحمد سعد نبذة تاريخية عن الصادق الياس، وقال هو من مواليد الجريف غرب، نشأ وترعرع فيها ودرس في خلوة الفكي علي، ثم عمل في صناعة الأثاثات المنزلية، ثم بدأت تتفتح مواهبه الشعرية كشاعر يعشق الطبيعة والنيل مع جيل من الشعراء يعتبر الجيل الثاني ما بعد شعراء الحقيبة، وأضاف أن هذا الجيل كان يقوده الشاعر الكبير اسماعيل حسن، وأشار الى أن الصادق نشأ مع جيل متميز أبرزهم الشاعر اسحق الحلنقي وحسن الزبير ومحمد يوسف موسى، وحسب قوله أنهم استطاعوا تقديم أغنيات جميلة لعدد من الفنانين في تلك الحقبة من بينهم الفنان أحمد الجابري وصلاح ابن البادية ومصطفى سيد أحمد ومجذوب أونسة وزكي عبد الكريم وأبو داؤود وآخرون. واستعرض الدكتور عبد العزيز عدداً من الأغنيات التي كتبها الصادق الياس وتغنت بها مجموعة من الفنانين، وأكد أن نقطة التحول الكبيرة في تجربة الصادق الياس الشعرية كانت أغنية «إنت يا بسام» التي تغنى بها الفنان زكي عبد الكريم في عام 1965م، وقال: وفي ذات الوقت كانت هذه الأغنية نقطة تحول أيضا وانطلاق في تجربة زكي عبد الكريم الغنائية. وكشف أن زكي كان من ضمن فناني برنامج الربوع اضافة الى أغنية «رسائل» التي قدمها الصادق في بداية حياته الشعرية الى الفنان أحمد الجابري الذي كان يعتمد على كلمات وألحان عبد الرحمن الريح، ومن ثم أعطاه أغنية «ملام» التي أرجعت الجابري الى الغناء بعد توقف دام لمدة أربع سنوات نتيجة لوفاة والدته. ومن جانبه تطرق الدكتور عبد العزيز الى الواقعية وبساطة الخيال عند الصادق الياس، وقال ان الصادق متأثر في شعره بمدرسة الشاعر عبد الرحمن الريح ومدرسة محمد بشير عتيق، ولكن الصادق أتى بمفردات جديدة في شعره ووصفها بأنها مفردات بسيطة تزخر بالحكمة، وحسب قول الدكتور عبد العزيز أحمد سعد فإن أغنية «الجريف واللوبيا» عبارة عن لوحة تشكيلية تم رسمها بالكلمات واستطاع الفنان الجابري أن يدخل عيها لحناً شجياً، ويرى أن تأثر الصادق الياس بالنيل والطبيعة كان واضحاً جداً في هذه الاغنية، وكذلك توقف الدكتور عبد العزيز عند تجربة الصادق مع الفنان علي ابراهيم اللحو، وأكد أنه أعطاه قرابة العشرين أغنية، وختم حديثه بأن الصادق كتب أناشيد للأطفال، هذا الى جانب كتابته أشعاراً الى الجيل الصاعد من الفنانين الشباب، مشيراً الى أغنياته التي تغنى بها كل من الفنانة ندى القلعة وأحمد الصادق وآخرين. صوت غنائي غير موجود وفي ذات السياق تحدث الصادق الياس عن الجابري وأشار الى معاناته الشديدة في اجازة صوته بعد مضي ست سنوات من التردد على الاذاعة السودانية، وقال إن الذي أجاز صوته بعد هذه السنوات الطويلة هو الأستاذ متولي عيد مدير الاذاعة في ذالك الوقت، وقال إن متولي عيد كشف للجنة إجازة الأصوات أن هذا الصوت الغنائي غير موجود في الاذاعة السودانية، وأضاف أن عبد الرحمن الريح بعد إجازة صوت الجابري أعطاه أربع أغنيات جديدة، كما استعرض الياس أيضاً تجاربه مع مجموعة من الفنانين الذين تغنوا بأغنياته، منهم الفنان صلاح بن البادية وسيد خليفة وخوجلي عثمان وصديق عباس وعثمان الأطرش والطيب عبد الله والأمين عبد الغفار في أغنية «إنت من وين يا هنا ومن زمان كايسك أنا» التي فاز بها بالمركز الثالث في مهرجان الثقافة الثاني بعد عثمان الأطرش ومصطفى سيد أحمد بالمركز الأول والثاني على التوالي.