بدأ شريكا نيفاشا المؤتمر الوطني والحركة الشعبية،امس مناقشة ترتيبات ما بعد الاستفتاء، وعكفا على دراسة اربعة مقترحات طرحها رئيس لجنة الحكماء ثامبو امبيكي بينها «تشكيل اتحاد كونفيدرالي أو سوق مشتركة اذا اختار الجنوبيون الانفصال في الاستفتاء القادم»،وبينما أكد الامين العام للحركة الشعبية باقان أموم ان الاتفاق حول ترتيبات ما بعد الاستفتاء سيضمن سلاماً دائماً للبلاد ويعيد بناء علاقات جديدة قائمة على الثقة،اعلن القيادي في المؤتمر الوطني ادريس عبد القادر ان استئناف المفاوضات حول قضايا ما بعد الاستفتاء سينطلق بجوبا يوم 19 يوليو الجاري بجوبا. واوضح امبيكي ، في تصريحات صحافية ،ان الخيارات التي طرحها تضمنت،اولاها الوحدة ليظل السودان كما هو الآن اذا اختار الجنوبيون ذلك،وثانيها الانفصال الذي يتعين فيه على المواطنين الحصول على تأشيرات لعبور الحدود ،والثالث بحث إمكانية إقامة دولتين مستقلتين تتفاوضان بشأن إطار عمل للتعاون يشمل اقامة مؤسسات حكومية مشتركة في ترتيب كونفيدرالي،والخيار الاخير يقضي باقامة دولتين منفصلتين مع «حدود مشتركة مرنة تسمح بحرية تحرك الاشخاص والبضائع.» واعتبر امبيكي، لدى مخاطبته الاحتفالية التي انطلقت أمس بقاعة الصداقة بحضور نائب رئيس الجمهورية علي عثمان ونائب رئيس حكومة الجنوب رياك مشار، بمناسبة اعلان التفاوض حول ترتيبات ما بعد الاستفتاء، والتي غابت عنها قوى جوبا ، اجراء الاستفتاء خطوة نحو تحقيق تطلعات حياة أفضل ،الفرصة الاولى منذ الاستقلال لاعادة بناء العلاقات وتحديد البنية والعمل المشترك للتعايش داخل السودان ،وأكد ان المهام الناجمة والانفصال لن تكون أقل عبئاً عن الوحدة، قاطعاً بأن الانفصال لن يؤثر على قضية المياه. وقال أمبيكي، انه سلم طرفي التفاوض المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وثيقة اطارية تحوى أربعة خيارات ، وطالبهما بالتعامل مع خياري الوحدة والانفصال كأمر واقع ، وحث الشريكين للسعي نحو ايجاد علاقة حميمة. وأكد أمبيكي ان الاتحاد الافريقي سيلعب دوراً مختلفاً عن الخمسين عاماً الماضية، واشار لسعيه لوحدة افريقيا ، وحمل الشريكين مسؤولية اخراج البلاد مما أسماه بالمأزق. وفي السياق، أكد الامين العام للحركة الشعبية باقان أموم ان الاتفاق حول ترتيبات ما بعد الاستفتاء سيضمن سلاماً دائماً للبلاد ويعيد بناء علاقات جديدة قائمة على الثقة، وحذر من اعادة أبيي لمربع الحرب في حال عرقلة الاستفتاء بالمنطقة بالتزامن مع استفتاء الجنوب. وأكد التزام الحركة بالعمل المشترك مع المؤتمر الوطني، وتعهد بالوصول لاتفاق معه لضمان السلام وحماية أوجه الحياة المختلفة واحترام الحقوق الوطنية للمواطن اضافة للتاريخ المشترك . وجدد باقان تأكيداته باتجاه الجنوب نحو الانفصال، وأكد ان الجنوبيين يعوون تماماً تاريخهم وتطلعاتهم وأضاف «لذا لا يمكن أن يؤخذوا على حين غرة». ورحب بالمبادرات المتعلقة بالوحدة، وقال ان معظم الجنوبيين ان لم يكن كلهم يرحبون بجهود حكومة للوحدة، من خلال التنمية طويلة المدى، واعتبر الاستفتاء اختباراً حقيقياً للديمقراطية. وأكد أموم، في مؤتمر صحفي، ان خيارات أمبيكي التي دفع بها تمثل قضايا ذات صلة بما بعد الاستفتاء، وقال قمنا بدراسة الخيارات ونضع اللمسات الاخيرة لهذه الاقتراحات، ولأفضل علاقة يمكن التوصل لها بين الشمال والجنوب،ورأى ان الاستفتاء سيسمح للجنوبيين باعادة ضبط علاقاتهم المضطربة مع الشمال سواء اختار الجنوبيون الوحدة او الانفصال، وأكد ان الشريكين سيبحثان العلاقة بين الدولتين سواء الكونفدرالية أو انعدام العلاقة بين الشمال والجنوب نهائياً. وأضاف «ولكن قطعاً شعب الجنوب سيختار فقط بين الوحدة أو الانفصال» ، لكنه قطع بأن الحركة تبحث عن علاقة جيدة ، واعتبر الاستفتاء فرصة لترميم العلاقة بين الشمال والجنوب،واضاف «اذا كان الخيار هو الانفصال فحينئذ سنؤكد انه سيكون هناك تعاون جيد بين الدولتين المستقلتين، قد يأخذ «التعاون» شكل اتحاد كونفيدرالي وقد يأخذ شكل سوق مشتركة.» وأكد ان التفاوض سيكون بين الطرفين دون وسيط، وذكر ان اجراء الاستفتاء غير مشروط باكمال الاتفاق حول قضايا ما بعد الاستفتاء. وقال لنا الرغبة في حسمها قبل الاستفتاء، ولكن اذا لم تحسم واحتاجت لمناقشة بعد الاستفتاء سيتم ذلك. وفي ذات المنحى، قال القيادي بالمؤتمر الوطني ادريس عبد القادر، ان استئناف المفاوضات حول قضايا ما بعد الاستفتاء سينطلق بجوبا يوم 19 يوليو الجاري بجوبا. وأشار إلى ان جميع اللجان الفرعية ستلتقي هناك لمناقشة كافة المحاور بمساعدة الاحزاب الداخلية والخارجية ، وذكر ان الطرفين سيبحثان خلال اليومين المقبلين المبادئ الهادية للتفاوض. وأكد ان الاستفتاء سيمثل فرصة ليصوت الجنوب بقناعة لصالح أحد الخيارين بعد الوقوف على مآلات كل خيار.