الطيب مصطفي إتق الله كتب زميلنا الأستاذ الطيب مصطفى بأخيرة الانتباهة أمس في عموده الراتب (زفرات حرى) مقالاً غير تقليدي عقد فيه مقارنة غير موفقة بين الراحل المقيم فقيد الوطن الأستاذ فتحي خليل وبلدوزر البحر الأحمر السياسي المخضرم محمد طاهر حسين كال فيه سيلا من الشتائم والألفاظ النابية للسيد البلدوزر على خلفية إتهامه إتهاماً مبدئياً من محكمة النظام العام بممارسة أفعال فاضحة ، أولاً المُطلع على مقال الطيب سيُحار من وجه المقارنة بين الرجلين إذ أن كيف تكون المقارنة بين حي وميت ثم أن الأول الراحل كان محامياً وكان والياً للولاية الشمالية وأن البلدوزر كان معلماً وبرلمانياً وسياسياً في البحر الأحمر ليس هناك من ثمة رابط بين الرجلين من حيث الجغرافياً ولا التأريخ ، ثانياً كاتب المقال إستشهد بآيات من القرءان وإستدل بأحاديث شريفة وبدى بمظهر الحادب والحريص والقيّم على تطبيق الشرع وإحقاق الحق بل وقال أنه ليس شامتاً في البلدوزر لكنه سرعان ما خالف جوهر الدين وحاد عن الطريق عندما ختم مقالته بعبارة (رحم الله فتحي خليل فلو كان الأمر بأيدينا لادخرناه واستبدلناه بال ... !!) ولا يفوت على فطنة القارئ الكريم أن النقاط على السطر بحسب موقعها في الجملة المقصود بها السيد بلدوزر البحر الأحمر.. لم أسمع فجورا وسادية وجهلا وحماقة مثل هذه في العالمين من قبل ؟ ربما أكون أنا مخطئ فهل منكم من سمع حتى في العهد الجاهلي عن رجل راشد يدعو ويتمني موت أحد بهذه الفجاجة بل ويقول لو كان الأمر بيدي لأدخرت هذا وإستبدلته بذاك ، هذه مدعاة ليجدد العبد حقه لله رب العالمين أن جعل الآجال والأرزاق بيده لا بيد أحدٍ من خلقه . حقاً لقد صدق د عبدالله علي إبراهيم عندما قال في حق الإنتباهة (هذه صحف يجدر أن يكتب عليها كما في علب السجائر:مضرة بالعقل والوجدان السليم؛ أما صحافيوها فقد ضلوا طريقهم عن إصلاحيات الأحداث، والآن صار الوقت متأخرا كثيرا لإعادة تأهيلهم أخلاقيا وإنسانيا. وقد كتب على الشعب السوداني أن يتحمل التلوث من كل النواحي والجهات) ما كنت أشغل نفسي بالرد على رجل سادي وجاهل ومتكبر لم يعرف ولم يطبق من الإسلام في نفسه وأخلاقه من شيء سوي تلك النصوص المبتسرة التي يقتبسها من الكتاب والسنة ليعضد بها منطقه المعوج والمسيء للإسلام والمسلمين فلو كان يملك من الدين مثقال خردل لعمل بدين الله في ستر المسلمين هل لأنه لم يقرأ مثلاً حديث إبن عمر رضي الله عنهما عندما قال : صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع : (( يا معشر من آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته)). أخرجه الترمذي ، إني والله أشفق للطيب مصطفى مما يكتبه فالرجل إستمرأ الخوض في الأعراض والتطاول على الشرفاء ودرج على إستخدام عبارات غاية في السوء والركاكة والفجور في حق خصومه من قبيل الإنبطاح والإنبراش والإستسلام كأن الوطن وقضايا الوطن ضيعة لشخصه المبجل لم يصل بعد سن الرشد في التعبير عن أفكاره رغم تقدم سنه ما زال يعبر عن آرائه بإسلوب الصحفي المراهق فكرياً والثائر تعبيرياً ، صدقوني إذا بقيت الإنتباهة وسارت على ذات نهجها لعامين فلن يتبقي من الوطن شبران مع بعضهما البعض فيا عقلاء وحكام وشرفاء هذا الوطن أدركوا قيماً تتهاوى ووطناً يتشتت وأخلاقاً تتبعثر ووطنيةً تتضاءل وتخندقاً يتنامى بفعل الشرخ الذي تفعله الإنتباهة في جسد هذا الوطن المثخن بالجراح والمثقل بالهموم.