الكورة (انتهت)... والقروش (فايضة)...و(لو مافاطر ماتخاطر) الجمعة خلال التظاهرات التي شهدتها الخرطوم نهار الجمعة احتجاجاً على الفيلم المسيئ للرسول (ص) نجحت عدسة زميلنا المصور البارع بالصحيفة سعيد عباس في التقاط صورة لمتظاهر يرتدي جلابية عليها صورة الفنان محمود عبد العزيز وهو ما جعل زميلنا احمد دندش يربط هذا الأمر باعتبار أن الحوت معروف عنه حب الرسول (ص) من خلال مدائحه، لكن اعتقد أن المتظاهر اراد اشراك الحوت في موقف لو كان موجوداً بالبلاد لكان ضمن المشاركين فيه..اما اللقطة الثانية التي ابدع فيها المصور سعيد عباس –مافي زول يقول بكسر للمصور تلج لا عندي عرس قريب ولا حتا سماية- فهو مشهد احتفال لاعب الهلال مدثر كاريكا بهدفه في مرمي انتركلوب الانجولي حينما اظهر قميصا داخليا كتب عليه (الا رسول الله) وفي تقديري أن وقع هذه اللقطة كان سيكون اكبر تأثيراً وأبلغ لولا سحب الدخان المتصاعدة من وسط وجنوب الخرطوم فالاسلام دين حكمة وموعظة وبالتي هي احسن. السبت غيب الموت والي ولاية الشمالية فتحي خليل وحارسه الشخصي اثر تعرض سيارتهم لحادت حركة مشؤوم بطريق دنقلا كريمة ولعل من باب الصدف ان تنشر صحيفة (الصحافة) في ذات اليوم تحذيرات لمعتمد محلية ابوحجار بولاية سنار المهندس احمد عحب محجوب من خطورة الطريق القومي الرابط بين سنجة والدمازين. في ظل هذه المعطيات فربما يصبح شعار المسافرين "نسافر كداري" ولكن عليهم تذكر نكتة المسطول الذي تعرض لحادث حركة وحينما بدأ عسكري المرور التحقيق معه حول سبب الحادث رد عليه"والله يا جنابو ما غلطان الزول دا كنتكتا ليهوا بالنور ابا يزح ضربتا ليهوا بوري ابا يزح قمتا خشيت فيهو" وحينما واجه المحقق الشخص الثاني بهذه الحجة (المسطولة جداً) رد عليه الرجل"يا جنابو صحيح كنتك وضرب بوري لكن ازح وين ما هو جاني جوا دكاني" .. فأمشوا كداري وخلو بالكم من (الكنتيك) و(البوري) والاهم (الحفر). الاحد اكثر ما يعجني في وزير المالية الحالي على محمود "انو ما بيطمن اصلاً" فالرجل خلال اجتماع موسع ضم محافظ بنك السودان المركزي ومدراء عدد من الجهات ابرزهما الجمارك والضرائب عن توجه وزارته للاعتماد بنسبة 100% على الايرادات غير البترولية وجعل الايرادات البترولية بمثابة حافز اضافي للموزانة. اقترح على الوزير بدلاً عن "لبيد هذا المبلغ" بتوزيعه كحافز للشعب السوداني وعلى الأقل يكون حينها قد استن سنة حسنة "تحفيز الشعب بالفائض تقديراً لصبره على الضوائق"، أما إذا لم يحدث هذا الأمر ولم نر هذا الفائض فنقول له "لما تعجز تجونا ولما تفيض تنسونا بس الفيكم اتعرفت". الاثنين تعطلت طائرة ركاب سودانية متجهة لبورتسودان من مطار الخرطوم وفشلت في الاقلاع ولكن هذا ليس الخبر ولكن في قوة قلب الركاب الذين صعدوا اليها مرة اخرى بعد رفضهم عرض الشركة بنقلهم على طائرة اخرى صغيرة حيث لم تستطع التحليق وانطفأ نورها الداخلي –ربما احتجاجاً من الطائرة نفسها على عدم تقدير الركاب وتفهمهم لظرفها بأنها (فترت ودايرا ترتاح شوية وتنجما وداير تقع من التعب)- ولم يستطع ركابها الخروج منها إلا على اضواء هواتفهم المحمولة..المثير للدهشة أن بعض الركاب (ركبوا راس) واختاروا الاستمرار في هذه الرحلة العجيبة وغادروا لبورتسودان على متن طائرة صغيرة، فيما قرر الباقون العودة لمنازلهم ولدي قناعة انهم كانوا يرددون في دواخلهم (تاني تجي التوااااابا). الثلاثاء سنت ولاية الخرطوم تشريعاً قانونياً لمكافحة التبغ وهو بكل تأكيد امر جيد، لكن التساؤل المنطقي المطروح حالياً كم تبلغ نسبة العوائد الرسمية الاتحادية والولائية والمحلية والبلدية –يعني نحسبا من المصنع لحدي الطبلية- من مبيعات التبغ والتمباك وكم يخصص منها للتوعية باضراره –العلاج خلوه دا حكايتوا برا- فالتوعية الرسمية قياساً بحجم تلك الاموال والعائدات بالاخطار ضئيلة ولا تتجاوز بضع ملصقات وبدا وكأنها تستند وتراهن على التحذير المكتوب على صناديق السجائر أما التمباك فإن التوعية به عكسية وتحل بدلاً عنه (لو ما فاطر ما تخاطر). الأربعاء (الليلة ما فاهم اي حاجة عشان كدا مافي زول يسألني الحاصل شنو ومالك ما كتبتا عن هذا اليوم الجميل المشمس الحار جداً) والاهم من كدا هو دندش المساحة البيدني ليها كم عشان اكتب .. لتعلموا أن القصة والقصص في الاخر ما كلها (قروش). الخميس اسبوع النهايات الكوروية (انتهاء) ازمة البرنس و(انتهاء) مبارة القمة تعادلية في الميدان و(انتهاء) استاد المريخ على خطى جاره استاد الهلال في مبارة الكونفدرالية و(انتهاء) التسامح والاخلاق الرياضية بالاشتباكات بين جماهير الفريقين...رغم هذه النهايات والتي تستوجب نهاية اخيرة تطال عددا كبيرا من ما يسمي مجازاً (صحافة رياضية) –هذا النعت لا يشمل صحف واساتذة على درجة عالية من المهنية محل تقدير ضاعت اصواتهم في خضم ضوضاء الغوغائيين الذين سطوا على المهنة- ظلت تدق طبول الفتنة وترقص على ايقاعها نهاراً جهاراً تحت مرأى ومسمع الجهات المعنية...في خضم ما حدث مساء الخميس فإني ابشركم بأحداث شبيهة لكارثة بورسعيد بنسق سوداني وشر مستطير وإن الفجيعة اولها تهديدات بالفيس بوك واوسطها مجزرة واخرها مقبرة فاتعظوا قبل التهلكة، وعلى الجهات المعنية أن توقف هذا العبث الأن وفوراً، فإن لم تفعلوا فارتقبوا طوفانا قريبا قادم في الطريق.