أوضح ممثل المؤتمر الشعبي د.بشير آدم رحمة أن رئاسة الجمهورية أدارت ملف العلاقات السودانية الأمريكية بطريقة احترافية، اشتركت فيها الجهات المختصة، وتميز بوجود مركز للقرار وهذه المسألة يجب المحافظة عليها في الخطوات المقبلة، وقال إن مستجدات الاهتمام الأمريكي بالبلاد جاءت تنفيذاً لمفهوم استراتيجي جعل السودان يُتخذ احتياطياً سياسياً واقتصادياً للقرن ال(21) باعتباره صورة مصغرة لإفريقيا، وهو مهم للاستقرار السياسي والعسكري بها، بدليل أنه عندما طلب الإنجليز صوراً لخرائط البلاد بالأقمار الصناعية تم إعطاؤهم كل الصور ما عدا منطقة دارفور، وأضاف رحمة أن فترة ال(6) أشهر المقبلة تتطلب إيقاف الصراعات الداخلية، وزاد أن "الكُرَة" في معلب المعارضة المسلحة ومراعاة آلام ومعاناة شعب السوداني في معاشهم، بجانب ضرورة بروز دور القضاء وتحقيق العدالة وتحسين سجل حقوق الإنسان والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، وإيقاف الاعتقالات، وأيضا إتاحة حرية النشاط للمجتمع المدني وحرية الصحافة والإعلام وعدم مصادرة الصحف، مع ضبط الخطاب الإعلامي خاصة بالولايات والطلاب، إضافة إلى المشاركة السياسية لخلق مناخ للممارسة الجيدة لها، ثم الاستفادة من أمريكا بالضغط على حملة السلاح والمعارضة، ودعا رحمة طلاب المؤتمر الوطني والآخرين إلى إيقاف العنف بينهم وتجنب الاستفزاز وعدم إثارة الفتن وضبط النفس، لأن الخاسر في هذه الحالة هو السودان. طرد شياطين المعارضة وابتدر أمين التعبئة بالمؤتمر الوطني عمار باشري، حديثه بتهنئة للشعب السوداني لصموده وجسارته التي مكنت القيادة من المضي في هذا الاتجاه، ثم حيا اتحاد الطلاب لمشاركتهم باعتبارهم أصحاب سهم في هذا الجهد، مؤكداً موقف المؤتمر الوطني بعدم نضوب معينه من المبادرات واستمرارها وابتكار الحلول.. وقال إن "دعوة الوطني للحوار جاءت صريحة وصادقة للالتفاف على كلمة واحدة، كما إن رفع العقوبات أكبر داعم ولن ننتهز الفرصة كحزب حاكم لممارسة التضييق والمماحكات السياسية". وزاد باشري أن الحصول على النجاح لم يخضع لتنازلات، وما تم جاء بالقناعات الحكومية ومناقشات تمت بالمنطق، مبيناً أن المرحلة المُقبلة تتطلب من الحكومة والمعارضة معاً المضي في مشروع الحوار الوطني والتوقيع على الوثيقة الوطنية باعتبارها خارطة طريق وهي ملك "للشعب السوداني" لكل من يرغب في الشراكة السياسية من أجل السلام وإيقاف آلة الحرب، وزاد باشري: "إن الرافضين للحوار في نداء باريس رغم التحفظات عليه المطلوب منهم إعادة النظر وقراءة المشهد السياسي ومعطيات القوة الموجودة، واتباع الحجة والمناصحة في إيقاف العنف والحرب، كما يجب على الصادق المهدي ترتيب أوراقه في منظومة الحوار، وأضاف أن المراهنة على فترة ال(6) أشهر تُعَدُّ عملية ممارسة بالمنطق والعقل وإبداء حسن النية بإيقاف إطلاق النار تسودها روح التفاؤل والتوافق للوصول لحد أدنى للاختلاف، وهذه دعوة للمعارضة وليسار عرمان "بطرد الشيطان من رأسه" للنجاح في امتحان "كلنا سودانيون"، وأضاف: "سنتفق على إدارة الحكم ومخرجات الحوار الوطني"، مشيراً إلى أن الخيار الوحيد للمعارضة لتحقيق الوفاق الوطني هو الحوار. مسيرة التفاؤل ومضى في ذات السياق القيادي بحزب الأمة عبد الحفيظ عباس وقال: "أعتقد من هنا نبدأ مسيرة التفاؤل"، معتبراً أن ما حدث لا يعبّر عن الطموح ولكن يقود إلى استقرار والسلام والرفاه للشعب، ما يستوجب التوافق على فهم جديد للممارسة السياسية وإعلاء مصلحة المواطن، داعياً إلى إحداث نقلة نوعية في الخطاب السياسي، وترك لغة التحدي والتعالي ونشر روح التسامح والمشاركة والوحدة، بجانب أهمية التماسك الداخلي والانفتاح الإقليمي والدولي التي لا يمكن فصلهما عن البعض مع ضرورة الاتصاف بالموضوعية وإدارة الوقت، وزاد قائلاً إن التعامل مع أمريكا جاء للمصالح المشتركة، مشيراً إلى أن المتغيرات الجديدة وضعت الحكومة والمعارضة في "المحك" والنظر بعين الإدراك إلى أن الأوضاع تغيرت ويجب على الجميع التفاؤل، إضافة إلى أن رفع العقوبات فتح "البوابة" وإعطاء إشارة "صفراء وخضراء" للانطلاق. رسالة تحذيرية أرجع ممثل منبر السلام العادل ساتي سوركتي متغيرات الموقف الأمريكي تجاه البلاد الى معطيات وحقائق تاريخية وجغرافية فرضت نفسها عليها، وقال: "يجب علينا التعامل وفقها"، وأضاف: إن سلوك أمريكا سياسياً يترتب حسب مصالحها، وزاد أن هذا الموقف لا يعني أن أمريكا صارت (صاحبتنا) بل يجب أخذ المحاذير ومتابعة المتغيرات، مبيناً أن المحور الأساسي لإنجاح هذا العمل توفير الحرية، والعدل، والتنمية. ممنوع التراجع وأشار الأمين السياسي بالمؤتمر الوطني حامد ممتاز إلى أن ما حدث ليس "فرحة عابرة أو شهادة براءة"، بل هو انتصار للإرادة السودانية وضياع الفرصة على كل "متربص وصاحب أجندة"، وقال إن العلاقات السودانية الأمريكية تحتاج إلى بُعدٍ ومدِّ النظر إليها، وأن الحديث عن "تنازلات وإجراءات تحت الطاولة لم يحدث، وجاء التفاهم بناء على مصالح واضحة جداً وإقناع، واسترداد لحقوق مستحقة لدولة عضوٍ في الأممالمتحدة"، وأضاف أن التراجع ليس وارداً وما تحقق تم برغبة في السلام وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، داعياً الشعب السوداني للتواثق على إنجاز الأهداف الاستراتيجية بما يدفع يالتمسك بالحل السلمي والترشح بالديمقراطية، مشيراً إلى أن العمل ستواصل لرفع اسم للبلاد من قائمة الإرهاب.