افتقد المجتمع الرياضي في السنوات الأخيرة العديد من الشخصيات التي مثلت اضافة كبيرة لهذا المجتمع الفاضل سواء بأخلاقهم أو مالهم وبكفاءتهم وضعوا بصمة على مسيرة الرياضة وبهم تميزت الاسرة الرياضية بأنها رمز للتعاضد والتراحم والتربية السليمة حتى اصبح كل رب بيت يطمئن على ابنه الذي يمارس نشاطه الرياضي او حتى كمشجع في النادي الذي يحبه . وكانت الاندية خاصة الهلال والمريخ قبلة للجميع لدرجة ان تجد هلالابي يقضي امسياته مع اصدقائه في نادي المريخ وتواجده هناك اكثر من تواجده في ناديه والعكس ايضا ويتبادل الجميع المداعبات فقط حتى الجلوس في المدرجات واضرب مثلا بالراحل مشجع الهلال عبد الهادي الدابي يرحمه الله الذي كان يجلس في مقاعد المريخ ويتبادل الدعابة مع المريخاب ويخرج الجميع دون تأثير بنتيجة المباراة وهذا مثال فقط. وللأسف تغير الحال وأصبح المناخ طاردا بعد أن ولجت الى مجتمعنا الرياضي فئة مثل الكلاب الضالة وأنا آسف على هذا المثل فهم ارتدوا ثوب التشجيع وفئة وجدت ضالتها في مهنة الصحافة الرياضية وفي غياب الرقابة الرسمية في مجلس الصحافة والرقابة الذاتية من رؤساء التحرير سودوا صفحات الصحف بالإساءات الشخصية لكل من لا يحقق لهم هدفهم ولكل من يخالفهم في الانتماء يؤلفون الحكايات ويصدقونها باتهمات باطلة لم يسلم منهم اللاعبون ولا الحكام ولا الاداريون ولا الصحفيون وشوهوا حتى صورة السودان في الاتحاد الافريقي وفي كل الدول التي تنافسنا. تسببت هذه الاساءات في ابتعاد الكثير من النبلاء بعد ان تعرضوا لإساءات دون ذنب جنوه فاختاروا الرحيل ونذكر منهم الحكيم طه علي البشير الذي يعتبر من ضمن أعظم الذين تولوا العمل الرياضي وهو يجمع مابين الفكر والمال لم يتوقف دعمه للهلال فقط ولكنه شمل كل المؤسسات الرياضية وهناك سعادة الفريق منصور عبدالرحيم أقوى من تولى منصب سكرتير نادي المريخ قدم الكثير من الأفكار والأمثلة كثيرة. وفي السنوات الأخيرة كسب المجتمع الرياضي قيادات جديدة وضعت بصمة واضحة في مسيرة كرة القدم ويرجع لها الفضل في كل ماحققته أنديتنا ومنتخبنا الوطني من إنجازات بفضل الاهتمام الكبير الذي توفر لفريقي الهلال والمريخ استجلاب مدربين اكفاء ولاعبين أجانب ووجد اللاعب المواطن حظه من المال الذي ساهم في توفير مناخ جيد ساعده على العطاء ونذكر هنا السيد صلاح ادريس رئيس نادي الهلال والسيد جمال الوالي رئيس نادي المريخ والسيد الأمين البرير رئيس نادي الهلال الحالي الذي تعتبر رئاسته إمدادا لفترته السابقة في مجالس الهلال. وفي الأندية الأخرى نذكر السيد مأمون النفيدي رئيس نادي الخرطوم والريح دمباوي رئيس نادي الموردة وغيرهم من النبلاء الذين نعتبرهم أعظم مكسب لمجتمعنا الرياضي وبالتالي يفترض أن نحافظ عليهم ولكن للأسف يتعرضون للإساءات حتى لم تسلم أسرهم وإن كان مجلس إدارة نادي المريخ قد أصدر بيانا يعلن فيه نية الرحيل عقب نهاية الموسم بعد الأحداث التي تفجرت في مباراة القمة الأخيرة وأدت الى دمار شامل في استاد المريخ وبطريقة تؤكد أنه عمل مخطط دون أن يراعي هؤلاء أن هذا الصرح صرح قومي يجب المحافظة عليه ودون مراعاة الى أن إدارة المريخ صرفت الكثير من أجل تحديث الإستاد ولا نعرف حتى الآن ماذا يستفيد الشخص من (اقتلاع ) كرسي وتحطيمه ؟. إن كان مجلس المريخ قد أعلن الرحيل فإنه لن يكون وحده وسيتبعه الكثيرون من الأندية الأخرى لأن الوسط الرياضي أصبح بالفعل طاردا ولكن هل نتركه لهذه الفئة الضالة؟. هي دعوة جديدة لمجلس الصحافة وللأجهزة الأمنية ولكل الحريصين على نقاء المجتمع الرياضي لقيادة حملة تصحيح بيئة الرياضة والبداية بالإعلام وبالطبع ليس كل الإعلام ولكن هناك أقلام وأسماء معروفة فإما أن يمارسوا المهنة بأخلاقها ورسالتها وإما أن يعودوا من حيث أتوا.