مددت قمة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ورئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت حتى بعد غدٍ الجمعة، لتجاوز القضايا الخلافية بين الدولتين، وقالت مصادر رفيعة بالوفد الحكومي المفاوض ل(السوداني) عقب الاجتماع الخامس بين البشير وسلفا إن تمديد القمة لتأكيد الرغبة في اختراق كبير حول كافة القضايا الخلافية، في وقت توقع فيه الوفد الحكومي التوصل لاتفاق إطاري وشيك يحتمل توقيعه اليوم، وتراجع سلفا علي نحو مفاجىء عن المرونة التي أبداها بشأن منطقة(14 ميل) بعد لقاءه بقادة من الجيش الشعبي . تحركات عبد الرحمن الصادق وعلمت (السوداني) أن مساعد رئيس الجمهورية العقيد عبدالرحمن الصادق المهدي الذي يرافق الرئيس في أديس يقوم بأدوار كبيرة في سير التفاوض إذ التقي برئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت تحديداً (5) مرات متفرقة في يوم وصوله بالأحد واستمرت حتى الساعات الأولى من الفجر، كما التقى بعضو وفد التفاوض بجنوب السودان دينق ألور، واختتم لقاءاته بالمبعوث الأمريكي برليستون ليمان، وسفيرة الاتحاد الأوروبي روزالندا. وأفادت المعلومات أن المهدي لديه لقاء مع الوسيط الإفريقي أمبيكي في الساعات القادمة في اتجاه تقريب وجهات النظر. تضييق الشقة ورغم الاختراق الكبير الذي تحقق في اللقاء الرابع بين البشير وسلفا مساء أمس الأول حول الملف الأمني وخاصة منطقة 14 ميل إلا أن الطرفين لم يتوصلا لاتفاق نهائي حولها لكن الوفد الحكومي أكد أن شقة الخلاف بدأت تضيق. وقال السفير العبيد أحمد مروح من مقر المفاوضات بأديس أبابا أمس أن اتفاقاً إطارياً وشيكاً يحتمل توقيعه اليوم بين الطرفين حول بعض القضايا، وأكد أن شقة الخلاف بين الطرفين حول منطقة الميل 14 بدأت تضيق، وشدد على أن قضية أبيي يدور حولها نقاش بين الطرفين ورفض الحديث عن تفاصيل، وقال إن أي اتفاق ينبغي أن يراعي التعقيدات الداخلية للبلدين بما يحقق السلام بينهما. وتشير (السوداني) إلى أن القضايا الخلافية بين البلدين انحصرت في قضية (الميل 14) لكونها ترتبط بقضية الأمن وفق خارطة الاتحاد الإفريقي المقرر استخدامها في نشر القوات الدولية في المنطقة الآمنة منزوعة السلاح على حدود البلدين، بجانب عقبة القضايا الأمنية وقضية أبيي. وعلمت (السوداني) إنجاز اتفاقات رئيسية وأصبحت جاهزة للتوقيع في مجالات النفط والتجارة والحريات الأربع وعملية ترسيم الحدود التي ظلت المعضلة الأكبر على طاولة المفاوضات بعد التقارب الكبير في المواقف.. مما عزز فرص الاقتراب من اتفاق بين البلدين. طريق سالك وقال عضو بارز في الوفد الحكومي ل(السوداني) إن الطريق أصبح سالكاً أمام الوفدين للتوقيع على اتفاق ولو بالأحرف الأولى رغم بعض العقبات التي توقع تجاوزها بذات الروح الإيجابية التي تسود المفاوضات ورجح أن يوقع عليه حال التوصل إليه رئيسا الوفدين إدريس محمد عبدالقادر وباقان أموم وليس الرئيسان، وأشار إلى أن توقيع اتفاق من شأنه أن يمكن رئيس الآلية الإفريقية رفيعة المستوى ثامبو أمبيكي من رفع تقرير إيجابي لمجلس الأمن.. يقول فيه.. إن الطرفين تمكنا من الوصول إلى اتفاق حول مجمل القضايا الأساسية المختلف حولها، كما اتفقا، أيضاً على تشكيل آلية مشتركة تستمر في البحث في بعض القضايا التي لم تحسم بعد.