لماذا تقف بالضد من الحوار وإعلانك ذلك رغم صمتك الفترة الماضية؟ بالأصل أنا مبدئياً ضد الحوار مع المؤتمر الوطني، ولديَّ قناعات ليست خاصة بي وحدي ولكن ربما هناك من يشاركونني في الشعبي أو الأحزاب أو الحركات تلك القناعة، أن الحوار غير ذي جدوى والتجارب ماثلة أمامنا: اتفاقية أبوجا، الدوحة، نيفاشا، مع القوى السياسية الداخلية، وأثبتت أنهم ليس لديهم عهد ليوقعوا الاتفاقية، ويلتزموا باشتراطات، لكنهم بالأساس يضمرون عدم التنفيذ، أو يماطلون في التنفيذ، ويخدعون الناس ويخرجونهم ب5% أو 10% أو 15% ، والأمثلة كثيرة والمعلومات متوفرة.. كنا رافضين تماماً للدخول في تجارب نعلمها وظاهرة للعيان، ونقيس بالواقع الماثل. إذن، لماذا التزمت الصمت؟ حقيقة الأمر أنني والتزاماً لدكتور الترابي، تحاورت كثيرا مع الأجهزة التنفيذية، ومع الأمين العام (شيخ) حسن ولم نتوصل لأي اتفاق.. بناءً على ذلك التزمت للأمين العام بمفردي ودون أن يُطلب مني في جلسة للحوار استمرت قرابة الأربع ساعات في وجود دكتور الأمين محمد عثمان مدير عام منظمة الدعوة الإسلامية، والمهندس يوسف لبس وكان ذلك قبل عام من وفاته، وقلت لدكتور الترابي: إنه وبناءً على عدم التوصل لنتيجة فإنني تأدباً وإكراماً، أنا لن أتحدث لا عن الحوار ولا الحكومة ولن أنتقد مشروعك هذا، ولكن سأعطيك فرصة عسى بفضل الله سبحانه وتعالى وإصرارك أن يحدث فتح ما، رغم أنني غير مؤمل ولو بنسبة 1% في تحقق ذلك والتزمت الصمت. ولكن الترابي رحل منذ عام كامل، ولم تتحدث فلماذا الآن؟ عندما توفي شيخ حسن كان يمكنني أن أتحدث، وأصبحت في حِل من التزامي الشخصي له، وليس للمؤتمر الشعبي أو أي شخص آخر، احتراما للأمين العام.. وعندما جئت للعزاء كنت أريد أن أرفع يدي وأقول في السابق، ووفاءً للدكتور صمتنا عن هذا الخط في ظل عدم قناعتنا بجدواه، لأن الطرف الآخر (لا يستاهل)، كما أنهم سيماطلوننا والقوى السياسية معنا، وسيُحدثون لنا مشكلات وفتناً داخلية، وسيضعفون موقفنا السياسي وسيضعفون قواعدنا. فطلبوا مني لأجل د. الترابي وأنهم مكلومون بسبب الفقد الجلل ألا أتحدث. * وبالفعل صمت؟ لا.. تحدثت مرتين أو ثلاثاً محدودات، مرة في عزائه، وأخرى في ندوة علي الحاج مع حامد ممتاز، وفي حوار مع صحيفة أخرى، وتحدثت بحذر بفعل أجواء الحزن ولأن الوضع العام ما يزال ملبداً، على الرغم من قناعاتي بأن الطرف الآخر متمسكٌ بالسلطة ولا يُراعي تنظيماً ولا شيخاً ولا عهداً، ويمكن أن يتعامل مع الشيطان في سبيل البقاء في السلطة. حالياً ما الجديد، لتُفجِّرَ الأحداث؟ ما تمخَّض عنه الحوار الوطني ومخرجاته في 10 يناير الماضي والالتزام بتشكيل حكومة أخرى أياً كان اسمها بعد التزام الرئيس بذلك في الساحة الخضراء، إلا أنه لم يحدث إلى اليوم.. وكذلك الضغوط التي تُمارسها ما تعرف بآلية (7+7) على المؤتمر الشعبي أن يقبل أن يكون نصيبه مع المعارضة كلها 30% قبل أن ينكر الطرف الآخر ذلك ويقول إنه لم يلتزم بتلك النسبة لتصبح النسبة 15% في الجهاز التشريعي. ذلك جاء عبر التفاوض في ظل وجود القوى السياسية؟ لا عبر الضغوط والمماطلة، وحالياً يسعون لتشتيت الأنظار عن الحريات التي تعد القضية الأساسية بموضوع زواج التراضي وغير ذلك من أمور، كل ذلك يؤكد ما ذهبت إليه من أنهم غير مأمونين على تلك التجربة. د. عمار السجاد ل(السوداني): الناجي عبد الله (ماعندو حاجة) وما يزال أسيراً ل(كع كرع)! الناجي نحن من صنعناه (...) ومرحلته انتهت ما الذي دفعك للتصدي للناجي؟ لأن الناجي ليس معنياً بتقييم الحوار، وهو بالفعل أبعد نفسه عن الأمر وقال إنه ضد الحوار، وذهب إلى السعودية، فما الذي يجعله يصحح لنا؟ لا يحق له ذلك لأنه غير مؤمن بالعملية كلها أو (الحكاية) من أصلها، والمعنيون بالتصحيح موجودون. وما الذي يُغضب في ذلك؟.. خصوصاً أن هناك ثلاثة تيارات داخل الإسلاميين: تيار يرفض الحوار من حيث المبدأ وتيار يقر الحوار ويرفض المشاركة، وتيار يقر الحوار ويقر المشاركة؟ المشكلة أن الناجي أعلن منذ وقت مبكر أنه ضد الحوار، فلماذا يأتي حالياً ويعمل على التصحيح هو غير مؤمن بالخطوات، هو ليس معنياً بكل ذلك أو بتصحيح خطواتنا، لأنه غير مؤهل. هل تقصد أنه غير مؤهل من حيث الموقف السياسي أم من حيث القناعة الفكرية؟ نعم غير مؤهل وفي كل شيء.. ربما هذا رأي متطرف، ولكن بالفعل هو ابتعد عن العملية كلية فلن يأتي ليحدد لي ماذا أفعل. كثيرون يرون أن ذلك استهداف للناجي؟ هذه أول مرة أواجهه، الناجي نحن من صنعناه ونعرف عيوبه جيداً، وحاولنا إخفاءها لتقديمه كرمزية للمجاهدين والدبابين إبان صراعنا مع المؤتمر الوطني، لأننا كنا نحرص على أن يكون المجاهدين في صفنا، واستثمرنا فيه وحاولنا إبرازه، واجتهدنا فيه جماعياً. وما الذي تغير حالياً؟ مرحلته انتهت ويبدو أنه فهم الحديث بشكل خاطئ، ويريد أن يصنع مركز قوى داخل التنظيم، فكان لا بد من حسمه هو ومن معه بضربات قوية ل(يصحو) بمعية بعض الشباب ممن ركبوا الموجة، ونريه أنه (ما عندو حاجة) ويمكن أن يضرب ويمشي عادي، وتسري عليه أقدار السياسة. أنا لست حريصاً على إيذاء أي شخص أو إقصائه، ونريده أن يلتزم ليكون على العين والرأس، بدلاً عن الإصرار على أحاديثه تلك التي يسيء فيه الناس والقيادات والحزب والمؤتمر الوطني ولا يترك صليحا ما يؤكد أنه لا يعرف سياسة. ألا ترى أن ذلك يُعدُّ إقصاء لتيار عريض يمثله الناجي؟ ليس عريضاً، وإذا كنت أعرف أنه عريض لما قلت ذلك. لكن الناجي كان واضحاً وجلس مع الترابي عندما بدأ الحوار وطالبه بأن يعفيه؟ هذا صحيح.. فطالما رفع يده عن الموضوع ثم يأتي ويتحدث عن العملية فذلك يعد نفاقاً. لكنه يشير إلى النوايا الطيبة وسوء التقدير للمشاركين في الحوار؟ من هو؟.. هذا قرار مؤسسات فكيف يعلق عليه. هو جزء من المنظومة ككل؟ نعم هو فرد في منظومة ومرحب برأيه في هذا السياق، لكن القرار قرار مؤسسات. كلاكما من أهل الثقة والملفات الخاصة.. ألا ترى انعكاس اختلاف الأساليب التنظيمية على تفكير كلاكما تجاه الحوار؟ نحن حدث لنا تطور سياسي.. ففي السابق كنا (بندَقية) لكن حدث لنا تطور سياسي اتساقاً مع المرحلة السياسية الجديدة وابتعدنا عن البندقية والسكين.. بالتالي الناجي لم يحملها بمفرده بل أنا قبله في حملها قبل أن يعي اتجاهها، ولكها مرحلة انتهت، وأصبح عملنا سياسياً نتحدث ويتم اعتقالنا ونذهب للمعتقلات وهذا أمر عادي.. لكن ناجي لا يريد أن يدرك ذلك ويخرج من تلك المرحلة ولديه مشكلة، ما يزال أسيراً ل(كع كرع) ونقول إن هذه مرحلة انتهت وفارقناها إلى غير رجعة. هل تحليلات الناجي سليمة بخصوص عراقيل تتعرض لها التعديلات فيما يختص بالحريات؟ لا.. نحن ما نزال نمضي في ترتيب الحكومة القادمة، ولم نتوقف بقناعاتنا ومقترحاتنا، مع الأحزاب والحكومة وأحزاب الحكومة ومع حلفائنا كل الأمور تمضي على قدم وساق. لكن مع التلكؤ الماثل هل يوجد أمل؟ نعم مع التلكؤ ما تزال الأمور تمضي إلى الأمام.. حتى وإن حدث تراجع سيكون متفقاً عليه. لكن مؤخراً رشح أن الشعبي لم يسلم حتى قوائم المشاركين في الحكومة احتجاجاً؟ هذا حديث غير صحيح بالمرة. ألم تقل القيادة ذلك وتقرره؟ البتَّة.. هذا خطأ قاتل، بالعكس تماماً، واليوم في اجتماع (7+7) سنجيز تقسيم وتخصيص مقاعد الجهاز التشريعي سواء في المجلس الوطني والولائية وتحديد نسبة المعارضة في الجهاز التنفيذي وزارياً قومياً وولائياً ومحلياً. وما هي النسبة التي تقترحونها؟ ونحن نقترح 50% للمعارضة وسنرفع كشوفات المشاركين من الشعبي بعد تحديد نسبة المعارضة وتقسيمها على ثلاثة مراكز، مع العلم بأننا غير متطلعين للمشاركة ولن (نعصر) شركاءنا ونزهد في ذلك.