قبل عشر سنوات _ تقريبا_كتبت مقالا في احدى الصحف السيارة يحمل العنوان اعلاه, ذكرت فيه ان المواطنين في احد المطاعم الشعبية فوجئوا بالوزير الدكتور الطيب ابراهيم محمد خير وسائقه وحرسه يدخلون عليهم تعالت الاصوات مرحبة بمقدم الدكتور ومن معه وكان كل انسان يريد ان يكرمه , فسلم الرجل علn الجميع وجلس في اقرب مكان واخذ يتجاذب مع الناس الحديث و بطريقته البشوشة المعروفة سيطر دكتور الطيب على المجلس وجذب الحضور فتحلقوا حوله وبادروه اجمل آيات الود والتقدير في حديث لم يخل من (المخاشنات) و (الملاسنات) السياسية، وهو (لم يقصر) فالرجل كادر سياسي ناضج منذ جامعة الخرطوم ومرورا بالجبهة الوطنية وانتهاء بالانقاذ ! الطيب ابراهيم ..نموذج ممتاز للقيادي الشعبي وله حضور قوي وفاعل في وجدان الشعب وقد جمع بين قوة الشخصية وبين شعبيتها ولطفها وتواضعها, والرجل _كذلك_ حورب واقصي بالاسلحة الخبيثة والذميمة ووقع (ثوره) بين ( مطرقة) الخائفين على مواقعهم من مقدمه و(سندان) الحاسدين، فكثرت (سكاكينه), فحاربوه بالاشاعات وما زالوا يحاربونه،فان عكف علي حفظ القران قالوا، صار مجنونا،ورووا الرواية تلو الاخرى للبرهان على جنونه، وان عكف على اعداد اطروحته للدكتوراة في التفسير عن( منهجية القرآن في الاستظهار الميسر) قالوا : (مدبرس) ومحبط , وكل ذلك يديره البعض بدافع الحسد والغيرة وغير تلك من الدوافع ! الطيب _ ككل البشر _ ليس كاملا فله محاسنه وله عيوبه ،وهو _ككل ابناء حواء _ يخطئ ويصيب، يعلو ويهبط ، لكنه في كل الاحاويل كان قياديا متميزا بشعبيته وتواضعه الجم وثقافته العالية ومقدرته علي البحث وصبر علي العمل! اضاعوه واي فتي اضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر ؟ سيملأ المرجفون المدينة ( خواء ) و( هراء) حينما يظهر الرجل مرة اخري ويعتبرون مثل هذه الكتابات محاولة (ترميم) لاعادته للميدان وسيواجه بحرب ضروس لست آسفا علي كوني تسببت فيها فجزء من الضريبة التي يجب ان يدفعها الرجل لهذا الشعب , تحمله الاذي والصبر على الاشاعات و (اغتيال الشخصية) ، وليعلم ان الحرب الخبيثة ستطاله ان جلس في بيته او جلس في مجلس الوزراء، وليعد بعدما اكمل رحلة العلم بين صفحات المصحف فمكانه خال وجمهوره موجود وكل سلاح خبيث اصبح غير فعال والساحة في حاجة له ولامثاله ،ولا شك ان الفترة التي قضاها بعيدا كانت بمثابة ( ورشة) للصيانة الفكرية والروحية و( خلوة) لمراقبة الموقف من منظور المشاهد لا من منظور الممثل والمشجع لا اللاعب ستجعله كالسهم يرجع للوراء ليعود اكثر اندفاعا وقوة. عد - اخي الطيب- رغم ان سودانك ليس كما تركته (مليون ميل مربع) ورغم ان اخوانك ليس كما تركتهم يهتفون ( هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه) فقد صار ( فقه المرحلة) ، سلطة للساق ومال للخناق! عد فالعود احمد! د. فتح الرحمن الجعلي