بوادر الخلاف بدت جلية خلال تداول خطاب الوالي، عندما وجه العضو التهامي عبد الباقي التهامي الدعوة للأعضاء بأن يفكروا في المداولات والتوصيات السابقة، وتنفيذ القرارات التي ذهبت أدراج الرياح -على حد وصفه-. وأوضح التهامي أن المجلس أجاز سابقاً قانونين لهيئة مياه ولاية الجزيرة وصندوق الدواء الدوار، وحددت القوانين استقلالية الهيئتين إدارياً وفنياً ومالياً، وتساءل التهامي: بأي حق تضع وزارة المالية يدها على موارد الهيئتين؟ إضافة إلى عمل صندوق التنمية الذي تم إسقاطه بالمجلس وهيئة الأيتام دون مشروعية، وقال: كل ذلك يحدث أمام أعين النواب. وشدد الرجل على ضرورة أن يصدر المجلس أمراً لإيقاف هذا الخلل المشين –على حد وصفه-. من جهته أوضح العضو عمار محمد زين، بأن خطاب الوالي أورد اعتماد 100 مليون لقطاع المياه، إضافة إلى ورود عبارة أن هذا العام هو عام الارتواء (وزيرو عطش) بالولاية بتوفير الماء الصحي النقي لمواطني الولاية. موت طفلة بالعطش: ويذهب الزين إلى أن الولاية تجاوزت الربع الأول من هذا العام، ولم نرَ أي عمل في قطاع المياه، مبيناً أن هناك محلية كاملة كمحلية القرشي تشكو لطوب الأرض من العطش، وأضاف: "الآن القرشي تعيش في عطش بدل الارتواء بسبب إهمال حكومة الولاية واهتمامها بالإنترلوك"، واصفاً الوضع بالمزري.. وأوضح الزين أن الطفلة زينب عبد الله آدم توفت غرقاً بإحدى البساتين عندما ذهبت تبحث عن المياه بالبستان متسائلاً: من المسؤول عن وفاة هذه الطفلة؟. ومن المسؤول عن عطش محلية القرشي بأكملها؟ وأضاف: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته". فيما اعتبر العضو عبد الله أبو ضريس، أن خطاب الوالي مميز، موضحاً أنه كعضو عاصر عدداً من الحكومات التي تعاقبت على حكم الولاية ولم تتجاوز نسبة التنمية من 8% إلى 15%، وأضاف: الآن في عهد إيلا تجاوزت نسبة التنمية ال100% في كل المجالات وكل المحليات. وطالب أبو ضريس الأعضاء بالحديث بتجرد عن إنجازات حكومة الولاية، وأضاف "ما حدث من تنمية في محلية القرشي بطريق القرشي المناقل يعتبر معجزة"، ودعا الأعضاء إلى أن يلتفتوا إلى دعم المشاريع الخدمية والتنموية بمحليات الولاية، شاكراً في ختام حديثه والي الولاية. انتقاد حاد: العضو إبراهيم العباس وجه انتقادات حادة لخطاب الوالي وقال إن خطاب الدورة جاء في عدد 23 صفحة منها خمسة صفحات مقدمة تتحدث عن زيارات رئاسة الجمهورية وبعض القيادات إلى الولاية في الفترة السابقة، وتابع: "الخطاب لم يكن به مصداقية". موضحاً أنه في مجال التربية والتعليم ورد إنشاء وإعادة وتأهيل 70 مدرسة، مبيناً أن هذا العمل لم يتم في هذا الربع من هذا العام، وإنما تم في العام 2016م وأضاف: "مافي مبرر أن يتم إدارجه في الربع الأول من هذا العام". وأكد العضو ورود عبارة اكتمال إنشاء 7 استادات للناشئين بمحليات الولاية، وعلق بأن هذه الاستادات لم تكتمل وهي عبارة عن أعمدة منصوبة في تلك المواقع، وأضاف: بالتالي أين المصداقية في اكتمال الاستادات وهي أعمدة منصوبة منذ العام 2016م؟، وسخر عباس من دعم وزارة الشباب والرياضة، معتبراً أنه انحصر في ناديي الأهلي والاتحاد مدني وأضاف: الأهلي حالياً متذيل في الممتاز، وتساءل أين العدالة في توزيع الدعم؟. وشدد العباس على ضرورة أن تكون هناك مصداقية في خطاب الوالي، وطالب بأن تكون هناك مصداقية في بيانات الوزراء. عدالة في التنمية: قال العضو عمر شمبك إن خطاب الوالي ذهب في ذات الوتيرة السابقة بعدم وجود عدالة في التنمية، وقال إن هناك اختلالاً في الميزانية بعدم تطبيق ما يتم إجازته. فيما أشاد العضو يوسف الضو بهيئة نظافة ولاية الجزيرة وقال إن ما تم من عمل في مجال النظافة بمحلية ود مدني ومحليات الولاية انعكس إيجاباً على المظهر العام، وطالب الأعضاء بستجيل إشادة بعمل هيئة نظافة الولاية. واعتبرت العضو عواطف يوسف أن ما جاء في الخطاب حيال المجال الصحي عن تأهيل وصيانة عدد من المراكز الصحية، لم يذكر كلمة إنشاء مراكز صحية، بالرغم من أن هناك مناطق في حاجة للمراكز خصوصاً الطرفية متسائلة: أين الحديث عن السياحة العلاجية التي أصبحت شعاراً فقط؟. فيما قال العضو رحمة عبد الله، إن الخطاب جيد في الشكل ومختل في المحتوى، وأضاف: الخطاب خلا تماماً من الأرقام التي تعتبر مؤشرات للقياس، وكنا نتوقع خطاباً مختلفاً يعمل على معالجة التنمية، مبيناً أن ما جاء في الخطاب في محور الدعم الاجتماعي انحصر على 21 ألف أسرة بالولاية عبر صندوق هيئة رعاية الأيتام، كاشفاً عن أن الهيئة تعمل بدون قانون، موضحاً أن 35% من أسر الولاية أيتام، وأضاف: رقم الأسر يفوق ال180 ألف أسرة يتيمة بالولاية. وأضاف أن هيئة رعاية الأيتام مهددة بالتوقف، فضلاً عن أن تمويلها يتم عبر ديوان الزكاة بالولاية، وهذا التمويل أثَّر سلباً على 7 مصارف أخرى خصوصاً مصرف الفقراء. فيما قال العضو الطيب التاي إن ما جاء في خطاب الوالي من تنمية يمثل طفرة خصوصاً في مجال الشباب والرياضة، وأن التنمية شملت كل القطاعات، وشدد على ضرورة أن تكون هناك أولوية في مجال المياه خصوصاً وأن المواطنين في هذه الفترة يعانون من مياه الشرب، خصوصاً وأن هناك عدداً من المناطق تعتمد في مصادرها لمياه الشرب على الترع وهي مياه غير آمنة للشرب، وتتسبب في نقل حزمة من أمراض المياه المعروفة. ترجيح عدم الإجازة: فيما اعتبر مراقبون للوضع بالولاية ل(السوداني) أمس، أن ما جاء في مداولات خطاب الدورة من انتقادات لضعف الأداء في الربع الأول من هذا العام، يشير إلى ذات الاتجاه السابق بعدم إجازة خطاب الوالي في دورة الانعقاد الثالثة الذي قدمه نائب الوالي عماد الجاك، وحدث جدل قانوني ودستوري لعدم وجود اتخاذ أي تدابير دستورية في حالة إسقاط خطاب الوالي بالمجلس التشريعي، وبالتالي استمرار الصراعات والخلافات بين الجهازين، وشدد المراقبون على ضرورة تدخل المركز خصوصاً حزب المؤتمر الوطني بمعالجة القضايا الخلافية بين الجهازين لاستقرار إنسان الولاية.