من جهته امتدح القائم بالأعمال الفرنسي كريستيان بيك، خطوة تحرير المواطن الفرنسي، وقال، "باسم الحكومة الفرنسية نعبر عن شكرنا وامتناننا للحكومة السودانية بتحرير الرهينة ووصوله بصحة جيدة". وتابع، "نهنئكم بأن تحرير المواطن الفرنسي تم دون دفع فدية مالية، وأن السلطات الأمنية قبضت على الخاطفين".وزاد، "نشيد بالتعاون بين جهاز المخابرات الفرنسي والتشادي والسوداني في حل هذه الأزمة". يقول مدير المخابرات العامة السابق الفريق حنفي عبد الله إن جهاز الأمن والمخابرات السوداني ظل يقوم بمجهودات كبيرة في مجال محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة. ويشير حنفي إلى أن اختطاف الرهائن يندرج في إطار جريمة الاتجار بالبشر التي باتت مصدراً لتمويل أنشطة العمليات الإرهابية، ويلفت حنفي إلى أن ما يقوم به جهاز الأمن يأتي انطلاقاً من قناعته بضرورة توفير الأمن ومحاربة الاٍرهاب. ويشير حنفي إلى أن عمليات تحرير الرهائن تقوم على ركيزتين أساسيتين، تقوم الأولى على توفر المعلومات الدقيقة عن الخاطفين عبر رصد اتصالاتهم وتتبع تحركاتهم، وهذا يكون عبر معدات تقنية حديثة حالت العقوبات والحصار امتلاكها بشكل مباشر إلا أن السودان نجح في الحصول على بعضها بطريقته الخاصة، أما الثانية فتقوم على التفاوض الفعّال ويلفت إلى أن الأجهزة الأمنية بات لديها كادر مؤهل لمثل هذه العمليات قادر على التواصل مع الخاطفين بفعالية وإطلاق سراح الرهائن دون مقابل مادي. عملية خاصة السلطات الأمنية السودانية أعلنت منذ ليلة السَّبْت أنها تمكنت عبر عملية خاصة في منطقة كساب بالقرب من مدينة كتم بولاية شمال دارفور من تخليص الرهينة الفرنسي. من جانبه أوضح والي شمال دارفور عبد الواحد يوسف أن حكومة الولاية، وبعد أن توفرت لها المعلومات الصحيحة بإدخال الرهينة الفرنسي إلى أراضي الولاية قامت بإرسال قوة مشتركة من الجيش والشرطة والأمن وقوات الدعم السريع إلى محلية كتم حيث يحتجز الرهينة، مشيراً إلى أن القوة استطاعت تحرير الرهينة من غير خسائر. بدوره أكد مدير جهاز الأمن والمخابرات بولاية شمال دارفور العميد عوض الكريم خالد القرشي أن قيادات جهاز الأمن ظلت تتابع أمر الرهينة منذ اختطافه، وتم تكوين لجان بالمحليات، وأنه سيتم تقديم الخاطفين للمحاكمة وفق القانون السوداني". وأشار إلى أن عملية رصد وتتبع الخاطفين وتبادل المعلومات بشأنهم تمت عبر تنسيق وتواصل رفيع ومباشر بين الأجهزة الأمنية في السودان وتشاد وفرنسا حتى تم القبض على الجناة واستعادة المختطف. وأوضح أن العملية التي تمت بنجاح أكدت على أهمية التنسيق وتبادل المعلومات بين الأجهزة وتكثيف التعاون الإقليمي والدولي في اتجاه مكافحة الحركات الإرهابية والسالبة ومحاصرة الجريمة المنظمة والأنشطة المضرة باستقرار المنطقة. يقول مدير المخابرات العامة السابق الفريق حنفي عبد الله إن عملية تحرير الرهينة الفرنسي أكدت على الاحترافية العالية التي تتمتع بها الأجهزة الأمنية السودانية. ويشير حنفي إلى أن عمليات تحرير الرهائن تكون في العادة معقدة وتواجه مخاطر كبيرة مما يستدعي توفير معلومات دقيقة وتنفيذ عملية جريئة تتفادى تصفية الرهائن أو إصابتهم بأي أذى. و يرى مدير الاستخبارات الأسبق؛ الخبير الأمني اللواء حسن ضحوي أن السودان بات يتمتع بواحدة من أفضل أجهزة الأمن والمخابرات في القار الإفريقية بشهادة الدول الغربية، وأن السودان لديه خبرة جيدة في التعامل مع قضايا الرهائن مشيراً إلى عملية جبل بوما في ثمانينات القرن المنصرم والتي أدهش تنفيذها حتى واشنطن، فضلاً عن عملية اختطاف طائرة إثيوبية في مطار الفاشر حيث تم تحرير الرهائن وتوقيف الخاطفين دون أي خسائر. وتعود آخر عملية خطف استهدفت فرنسيين في تشاد إلى 9 نوفمبر 2009. وخطف الفرنسي لوران موريس العامل لحساب اللجنة الدولية للصليب الأحمر شرق تشاد في عملية تبنتها مجموعة من إقليم دارفور اسمها "صقور تحرير إفريقيا"، وأفرج عنه في 6 فبراير 2010 بعد 89 يوماً. ويعود حنفي ويقول إن السودان بات يتمتع بسمعة عالمية جيدة في مجال محاربة الاٍرهاب والجريمة المنظمة، ويضيف هذه الاحترافية نتاج عمل طويل ومستمر من التدريب الجيد وتوفير الإمكانات وحسن توظيفه.