اتفاق السودان والجنوب يحدث انفراجا كبيرا في النقد الأجنبي تقرير: هالة حمزة أبدى العديد من القيادات والخبراء المصرفيين الذين تحدثوا ل(السوداني) تفاؤلا كبيرا للمترتبات المتوقعة من الاتفاق الذي أبرم بين دولة السودان والجنوب وما يؤديه من ارتفاع في قيمة العملة الوطنية مقابل الأجنبية وزيادة حصيلة البلاد من النقد الأجنبي وزوال الفارق بين السعرين الرسمي والموازي للدولار ووضع حد فاصل للشح الذي لازمه منذ الأزمة المالية العالمية ثم انفصال الجنوب. انخفاض تدريجي: وقال رئيس اتحاد المصارف السوداني ، المدير العام لبنك التنمية الصناعية مساعد محمد أحمد إن الاتفاق الذي تم بين الدولتين مؤخرا يوفر موارد مقدرة من النقد الأجنبي ويخلق انفراجا خارجيا كبيرا في علاقات السودان مع دول الجوار، معربا عن توقعاته بحدوث انخفاض تدريجيا في السعر الرسمي . وأعرب مساعد فى حديثه ل(السوداني) عن توقعاته بأن تشهد البلاد اعتبارا من هذا الاسبوع زوال الفجوة بين السعرين الرسمي والموازي للدولار أو انحصارها في أضيق الحدود نتيجة للاتفاق. إنهاء عدم اليقينية: وصف وزير الدولة بوزارة المالية د. عبد الرحمن ضرار في حديث إعلامي سابق الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الجنوب بأنه يسهم في خلق نوع من التحسن الاقتصادي لما له من آثار مباشرة على تراجع مستوى أسعار السلع المرتبطة بالدولار، وقال إن الاتفاق يمهد لإنهاء حالة عدم اليقينية والهلع المتزايد في الطلب على النقد الأجنبي ويُحدث استقرارًا كبيرًا برفع قيمة العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية وزيادة احتياطات البلاد من النقد الأجنبي، وخفض الإنفاق على الأمن وفتح فرص للعمل وإنعاش تجارة الحدود والتجارة البينية بين الدولتين لتحريك قطاعات الإنتاج، وتوقع ضرار وضع حد للمضاربات في سوق النقد الأجنبي بعد الاتفاق مع الجنوب. وقال الخبير المصرفي ،الأستاذ بأكاديمية السودان للعلوم المصرفية والمالية د.عبدالمنعم محمد الطيب إن الاتفاق من شأنه رفع قيمة العملة الوطنية بالقنوات المصرفية المرخص لها، مشيرا الى أهمية الدور الذي يؤديه البنك المركزي في هذا الصدد بوضع سياسات مصاحبة لغرض زيادة قيمة الجنيه فضلا عن ضخ النقد الأجنبي لأغراض الاستيراد المصرح به ، مشيرا الى أن الاتفاق يحقق مترتبات نفسية كبيرة من بينها حدوث ارتفاع في قيمة الجنيه (كما أشرت) وتحقيق الاستقرار السياسي والأمني ، فضلا عن المترتبات الاقتصادية في زيادة موارد البلاد من النقد الأجنبي من رسوم عبور النفط الجنوبي، والتبادل التجاري، فضلا عن الموارد الأخرى والتي تتمثل في جذب الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة، معربا عن توقعاته في زيادة قيمة الجنيه الى أن يصل الى (4،5)، مؤمنا على ضرورة أن يعمل البنك على ضخ النقد الأجنبي لاستيعاب الطلب الخارجي شريطة ألا يؤدي هذا الضخ الى تشويه الاقتصاد، والعمل على وضع نظرة مستقبلية لتوفير الموارد بالنقد الأجنبي بدلا عن النظرة الآنية. أما الخبير المصرفي ،المدير العام الأسبق لبنك الاستثمار المالي د.عمر محجوب أشار الى أن هذا الاتفاق يحقق نتائج ايجابية على الوضع الاقتصادي عموما وأسعار صرف العملات الأجنبية على وجه الخصوص، ويساعد في تخفيض أسعار صرف العملات الأجنبية وذلك لسببين الأول هو زيادة ايرادات الدولة من العملات الأجنبية مقابل ما تقدمه من خدمات نقل البترول الجنوبي، كما يسهم في إنعاش الحركة التجارية بزيادة الصادرات وزيادة إنتاج السلع البديلة للواردات مما يحقق زيادة في حصيلة البلاد من العملات الأجنبية ، وقال إن التأثير الواضح لهذه الاتفاقيات سيدعم بصورة كبيرة إذا ما انتهجت الدولة ممثلة في بنك السودان المركزي سياسات تشجيعية وداعمة للصادرات في ظل الإنتاج الكبير للحبوب المتوقع لهذا العام والرفع من شأن الصناعات البديلة للواردات. تدابير للصرافات: وقال رئيس اتحاد الصرافات المدير العام لشركة الهجرة للصرافة عبدالحميد عبد الباقي سراج ل(السوداني) إن الاتفاق بين السودان والجنوب يؤدي الى هبوط أسعار الدولار بنفس السرعة التي قفز بها لهذا المستوى غير المبرر، متوقعا استمرار الانخفاض في الدولار الى أن يصل الى (5،50) و(5،20) و(5) جنيهات نتيجة لتوافر كمية المعروض منه بالسوق، وأوضح رئيس اتحاد الصرافات أن بنك السودان المركزي منح الصرافات أمس الأول المرونة المطلقة في شراء الدولار من السوق على المستويين المحلي والخارجي وفقا لآليات السوق ومبدأي العرض والطلب. وأبان أن بنك السودان استجاب في اجتماع له بالاتحاد برئاسة نائب المحافظ بدرالدين عباس لطلب اتحاد الصرافات بشراء أرصدتها من النقد الأجنبي والتي تكونت خلال اليومين الماضيين والبالغ قدرها (3,200) (ثلاثة مليار ومائتي ألف دولار ) وبالأسعار التي تم شراؤها بها بواقع (5,930) جنيها، مشيرا الى أن استجابة البنك الفورية جاءت تخوفا من أن يؤدي الانخفاض المستمر في الدولار والذي أعقب توقيع الاتفاق بين السودان والجنوب الى الإضرار بالصرافات، مؤكدا استلام البنك للمبالغ المذكورة أمس مباشرة إثر تسلمه لطلبات الصرافات كافة بأرصدتها من النقد الأجنبي لشرائها. وأوضح عبدالحميد سراج نجاح الصرافات في اليوم الأول والثاني من توقيع الاتفاقية في استقطاب أكثر من (2) مليار و(200) ألف دولار من التحاويل الخارجية، مشيرا الى ارتفاع حجم المعروض من الريال السعودي والذي يبلغ سعره (1،53) جنيه للريال الواحد وكذلك الحال بالنسبة للدولار والذي يعاني من تزايد كبير في المعروض وقلة في الطلب وذلك تحسبا للانخفاض المتوقع في الأسعار يوميا. وفي السياق عبر تجار العملة عن تخوفهم الكبير من الانخفاض المستمر في قيمة الدولار والذي يهدد عملهم، وقال الحاج مصطفى الخضر ل(السوداني) إن الاتفاق خفض من أسعار الدولار بحجم كبير، مشيرا الى أن التجار يتحسبون الآن للقادم ويحجمون عن البيع تخوفا من الخسارة، كاشفا عن احتمال معاودة ارتفاع الدولار في حال تأخر ضخ النفط الجنوبي عبر الشمال، وإلا فسينخفض الى (4) جنيهات فقط إن استؤنف الضخ مباشرة.