يستعرض الملتقى الفكري عددًا من الأوراق حول التعاطي الاستراتيجي مع قضية الاستقرار السياسي وإدارة حوار شامل تجاهها بالإضافة إلى الاهتمام بالتعليم وتقديم رؤى مستقبلية لدور العملية التعليمية في الاستقرار السياسي، إلى جانب طبيعة تشكيل النظم السياسية وتأثيرها على استقرار الدولة وأثر النزاعات على التنمية، والتحديات التي تواجه القارة كالتطرف، والإرهاب، والقرصنة والهجرة غير الشرعية، يضاف إلى ذلك إفرازات الصراعات من أزمات كأزمة النازحين واللاجئين. وبخصوص الموضوع أشار الأمين التنفيذي لأجهزة الأمن والمخابرات السيسا شيملس ولد اسماعين خلال مؤتمر صحفي انعقد أمس بقاعة الصداقة إلى أن الهدف الأساسي من إنشاء السيسا هو توفير المعلومات لقادة الدول في إفريقيا وتوفير المعلومات الاستخباراتية فيما يتعلق بالنزاعات في إفريقيا في الوقت المناسب وتقديمها لموفوضية الاتحاد الإفريقي مشيرًا لدى حديثه في التنوير الصحفي أمس إلى أن السيسا تعمل تحت منظومة الأمن والسلم في الاتحاد الإفريقي لافتًا إلى أن عضوية السيسا مفتوحة لكل أجهزة الأمن والمخابرات والدول الأعضاء في المنظومة موضحًا أن هناك 51 عضو جهاز مخابرات في السيسا. وأوضح شيملس أن رئاسة السيسا ستنتقل للسودان من خلال المؤتمر الرابع العشر المنعقد في 28_29 من سبتمبر، وأن الدولة المضيفة هي التي تنتقل لها الرئاسة، لافتًا إلى أن هذا المؤتمر هو الثالث الذي يستضيفهُ السودان مشيرًا إلى أن ذلك يدل على حرص السودان على الأمن والأستقرار في إفريقيا، وتابع: "من الأهداف الأساسية تفعيل آلية الإنذار المبكر التي من خلالها يتم التنبيه على التحديات التي تواجه القارة". تحديات القارة قضايا كثيرة لا زالت تتشعب بين الحين والآخر ولم تكن إفريقيا بمنأى عنها وهو ما يتعلق بتنظيم الدولة الإسلامية. وقد أوضح شيملس أن الدور المناط بالسيسا هو مراقبة أنشطة (داعش) وتحديدها ومدى تأثير نشاط التنظيم على السلم والأمن في القارة ووضع سيناريوهات لما سيحدث موضحًا أن السيسا لا تتدخل بشكل مباشر في عملية تسليم المطلوبين إذ ينحصر دورها في جمع المعلومات وتنوير الأجهزة الأمنية بها، داعيًا لدى حديثه في المؤتمر إلى التنسيق والتعاون بين الأجهزة الأمنية وذلك لمحاربة الهجرة غير الشرعية. إلى جانب ذلك تؤدي الحركات المسلحة دورًا سالبًا في زعزعة الاستقرار في الإقليم بحسب شيملس مشيرًا إلى أن نشاط الحركات المسلحة بات محل اهتمام العديد من قادة الدول وأن الكثير من السياسات المعلنة وُضِعَتْ لإسكات صوت المدافع، موضحًا أن الدور الذي تقوم به السيسا تصنيف الحركات المسلحة ونشاطها إذا كان سالبًا وعقب الاتفاق على التصنيف يقدم تنوير للدول الإفريقية على عدم تقديم أيّ دعم لهذه الحركات، لافتًا إلى تحقق الكثير من النجاح وأن الحركات المتمرة التي تمارس نشاطها في السودان هي حركات سالبة، وتابع: "يتم الضغط على أيّ دولة تدعم هذه الحركات". العقوبات الاقتصادية وفيما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية على السودان أوضح شيملس أن السيسا، أدت دورًا بارزًا في تحقيق الرفع الجزئي الذي تم مشيرًا إلى أن العقوبات تشجع على الانضمام للحركات المسلحة والجماعات الإرهابية، مؤكدًا أن السيسا طالبت بضرورة الرفع الكلي للعقوبات الأحادية على السودان. ويرى شيملس أن القضاء على الإرهاب يقتضي القضاء على منابع تمويله وتجفيف مصادرها مؤكدًا أن الإرهاب هو التحدث الماثل أمام القارة الإفريقية إذ نفذت "بوكو حرام" أكثر من 30 عملية ارهابية في النيجر ، لافتًا إلى أن الإستقرار السياسي مرهون بالقضاء على الإرهاب. من جانبه أشار اللواء إبراهيم منصور لدى حديثه في المؤتمر إلى أن للأجهزة الأمنية دور أصيل في تمليك المعلومات وتحقيق شراكة استراتيجية لمكافحة الإرهاب، وأضاف: "الاستقرار السياسي شراكة بين الأجهزة الأمنية من أجل وضع آليات وتوصيات لاستشراف مستقبل إفريقيا"، وأشار إلى أن المؤتمر يستضيف عددا من الخبراء من مختلف الدولة الإفريقية والعربية مثل الرئيس النيجيري السابق لوسونج أوباسانجو، ورئيس بوركينا فاسو السابق ميشيل مايكل، والرئيس التنزاني الأسبق علي حسن موني، والوزير السابق الأخضر الإبراهيمي، والمفكر النيجيري إبراهيم قمباري، وعشرات الأكاديميين والخبراء السياسيين والقانونيين والوزراء السابقين. وأوضح إبراهيم منصور أن 49 دولة أكدت مشاركتها في الملتقى منهم 30 من رؤساء الأجهزة الأمنية، وتسعة نواب لرؤساء الأجهزة الأمنية وعشرة من رؤساء الوفود.