كما تاجر النظام السابق نظام الحركة الإسلامية باستغلاله للإسلام ليغطي فشله كلما سئل عن تقصير، كذلك تاجر هؤلاء فكلما سئلوا: أين الخبز أين الوقود أين الكهرباء؟ كانت الإجابة : كل كوز ندوسه دوس تماما كما كان يفعل النظام السابق بتخدير للشعب حينما يسأل نفس الأسئلة بأنهم يريدون تطبيق الشريعة فهؤلاء ايضا يوعدون بالقضاء على الكيزان الذي هو مزاج كثير من الشعب السوداني حتى ممن هم من التيار الاسلامي وليس العلمانيين وحدهم للأسف الشديد. وبلا شك كلا التجارتين ممقوت ومرفوض ولا سيما البلاد على شفا جرف هار بسبب أوضاعها الاقتصادية المتردية. معلوم أن معظم المواطنين في مجتمعاتهم لا يعيرون بالاً أو كثير اهتمام لما يعرف بصفوة أو نخب أو مما يهتم به هؤلاء من قضايا وإنما الشعوب في غالبها تعرف فقط الإنجازات ومن ينجز لذلك لن يستمر ذلك التخدير طويلا من أي نوع كان من التخديرات تطبيقا للشريعة أو دوسا لكيزان بل لابد من أن يفقد تأثيره يوما ما ليبقى التحدي الحقيقي الدائم ماثلا أمام من يحكمون البلاد هذه الفترة الانتقالية والسودانيون يمرون بظروف وضائقة معيشية طاحنة إضافة لما داهمهم من ظرف صحي زادهم معاناة على ما هم فيه من معاناة. لذلك دعونا عن الإسراف في الحديث عن شماعة الكيزان المهترئة هذه، واهتموا بالسودان وشعبه قبل الاهتمام باللافتات وتلك الآيدولوجيات . البلاد على شفا جرف هار نحو الانهيار الاقتصادي وثورة جياع للأسف بديل عن ثورة عظمى في طريقها إلى مهب من ريح وهو بلا شك عار أيما عار على شعب صنع المعجزات متمثلة في ثورة تحدث عنها العالم أجمع ثم يأتي ليعجز عن توفير أبسط متطلبات أهله من المواطنين الذين باتوا وهم يصبحون على سعر ويمسون على سعر آخر مرتفعا ارتفاعا جنونيا إضافة لما يعيشه من ظروف صحية أخرى تهدد حياته المحفوفة أصلا بالمخاطر جراء الأوضاع الاقتصادية بخطر صحي آخر مداهم، لا مجال الآن لحمدوك ولمن أتى بحمدوك ممن يطلق عليهم بقحت او حرية وتغيير غير الاستعداد لمجابهة الوضع بشجاعة ربما تقود الى تغيير كل الطاقم الوزاري الحالي بطاقم تكنوقراط حقيقي بكل ما تحمل كلمة كفاءات من معنى إيفاء بالوعد السابق وحلا للمشكل الاقتصادي الحالي مع الالتفات الى ذلك الداخل المهمل ومحاولة تنشيطه بالاتصال بعلمائه في كافة المجالات بإقامة المؤتمرات المتنوعة والعمل على استغلال المكون الداخلي وتفجير الطاقات بتوسعة المشاركة والكف عن سياسة الإقصاء لتنهض البلاد كما نهضت غيرها من بلاد عاشت ظروفا أسوأ مما عاشته بلادنا مع قلة إمكانياتها الاقتصادية مقارنة ببلادنا التي تنعم بما ليس عند الآخرين من نعيم وثروات. وهذا بالطبع لا ولن يتحقق بما نشاهد من سير وسياسة لقادة قحت التي تشبه الى حد كبير ما ساد من سير وطريقة سابقة للنظام الذي تم تغييره من الشعب، فلا زال التعصب والحزبية وقلة المعرفة والخبرة بل والعبث أحيانا هو ما يتحكم في كثير من القرارات ونظام إدارة البلاد. والعجيب أن الهدف لم يزل فقط ذلك الهدف الذي اجتمعنا نحن السودانيين حوله لتحقيق المراد من ذهاب للنظام والكيزان، فلم نتقدم خطوة لتحقيق ما يجب تحقيقه من أهداف أخرى من تحسين لمعاش الناس فضلا عن طفرة اقتصادية، بل العجلة تدهورت الى الخلف بكثير مما كانت عليه في السابق. وكما قلت ظل يعتمد النظام باستغلاله للمزاج السوداني في ما يخص النظام السابق ليغطي فشله، فكلما سئل عن تقصير كانت إجابته كل كوز ندوسه دوس تماما كان يخدر النظام السابق شعبه بإرادة تطبيق الشريعة، فهؤلاء ايضا يوعدون بالقضاء على الكيزان مزاج كثير من الشعب السوداني. وبلا شك كان الشعب السوداني ضحية هذه المتاجرة معانيا مما يعاني منه الآن مما يؤكد انه لا مجال لمخرج غير ما اقترحنا من مقترح وهو حل حكومة الفترة الانتقالية هذه ليحل محلها حكومة كفاءات تعمل على إخراج البلد وشعبه مما هو فيه من وهدة.