خطب معاوية يوماً بالناس فقال إن الله فضلنا على سائر الناس بثلاث ، "فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم "وأنذر عشيرتك الأقربين"، ونحن عشيرته الأقربون ،وقال "إنه لذكر لك ولقومك" ونحن قومه ، وقال "لإيلاف قريش"، ونحن قريش ، فقام رجل من الأنصار وقال علي رسلك يامعاوية فإن الله تعالى يقول "وكذب به قومك وهو الحق" ، وأنتم قومه ويقول "ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون"، وأنتم قومه ، ويقول "وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا" ،وأنتم قومه ، ثلاث بثلاث ولو زدتنا زدناك. * بح صوت مكونات "قحت" الكرتونية وهي تعدد مواقفها ضد الإنقاذ التي تجعلها في الأفضلية من غيرها علة سدة الحكم دون تفويض انتخابي وتناست اتفاقيتها ومشاركتها في حكومة وبرلمان الإنقاذ، بل تناست أنها قبل شهور من سقوط نظام الإنقاذ كان في محطة الخيار التفاوضي معها، رفض حوارها في قاعة الصداقة وذهبت تحاورها عبر ثامبو امبيكي في اديس ابابا وخارطة طريقها لم تنص على سقوط النظام بل كانت تؤسس لمشاركتها بضمانات دولية، الكل قبل اندلاع الاحتجاجات في عطبرة كان في محطة الخيار التفاوضي مع نظام البشير وكان شعار الإسقاط الذي تبنته الجماهير يذكر بخجل في ادبيات مكونات "قحت " في حالة تهديدية إذا لم يلتزم النظام بحوار جاد يقضي الى شراكة حقيقية ،وحتى الاجتهاد السياسي الجديد الذي لحق بثورة الجماهير " تجمع المهنيين " لم يفارق محطة الخيار التفاوضي وعقد الورش في قاعات البرلمان لإيجاد صيغة مع النظام لزيادة الأجور وكانت مناشطه ومسيراته تحت هذا العنوان حتى اندلعت الاحتجاجات وظهرت قوى كانت مشاركة في حوار الوثبة تدعي رأس النظام للتنحي فغير مسار وشعار مسيرته. * الثورة لعب فيها الشباب دورًا كبيرًا، فنشأت لها قيادة ظرفية من تجمّع المهنيين وقوى إعلان الحرية والتغيير، وأقول ظرفية باعتبار أن الثورة شارك فيها كل الشعب السوداني، غير أن قوى الحرية والتغيير أخرجت جداول للمظاهرات والمواكب، فخلقت رباطًا مع الشباب الذين اعتقدوا أنها القائدة، مما جعلهم يشكّلون الوضع الانتقالي، لكن قحت تعاملت مع الحالة الثورية مثل تعاملها مع الخيار التفاوضي مع الإنقاذ، كيف تصل الى سلطة حقيقة؟ بعيداً عن الشعارات الثورية وفي ذلك دخلت في صراع طويل مع المكون العسكري اساسه تمكينها ومازال صراع التمكين مستمرا، ثم انتقلت الى صراع مع رئيس الوزراء حتى تفرض اطروحات أيديولوجية في خطته الاقتصادية ثم انتقلت الى صراع بين مكوناتها حول تعيين الولاة. * قد تنجح قحت في تحقيق بعض الأهداف بتسويق عمل لجنة التفكيك الفطير الذي سينهار أمام المحاكم بعد أن قبل أمثال نبيل أديب الدفاع عن ضحاياها لكن الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها أنها باتت فصلاً جديداً من فصول الفشل السياسي السوداني، واستلفت من النظام المباد مقولة الفشل العريض "البديل لنا الفوضى" وعدلت فيها فكان "البديل لنا عودة الكيزان " * حسناً فعل الإمام الصادق المهدي عندما جمد نشاط حزبه في قحت ودعا قُوى الثورة لعقد مُؤتمر تأسيسي بغرض الوُصُول لعقد اجتماعي جديد خاصة بعد التناقضات التي تعيشها "قحت "الآن من معظم مكوناتها وقياداتها غير منسجمة مع أطروحات وبرامج حكومتها وتدير معها صراعا تم ترحيله الى الأمام اكثر من مرة هذا بالإضافة للصراع مع المكون العسكري وأصبحت الفترة الانتقالية في حالة صراع مركب يخص قحت وأطماعها وتمكينها في السلطة وليس للجماهير اي دخل به ولكن الجماهير بدأت تقول لقحت مثل ما قال الانصاري لمعاوية ثلاث بثلاث ولو زدت زدناك