موج هادر من رسائل الاصدقاء والاحباب القراء تتدافع لاهثة دون استئذان مخترقة بوابة جوالي عنوة ، حتي كادت أن تنقبض انفاسها . رسائل اظنها مشفقة ، وتتقاذف من بين سطورها المتلهفة نشوة من فرح،عطرا من ثناء وبذخ من اطراء.رسائل يفوح منها اريج الوطنية الباهرة، حطت رحالها ، وهي تحمل الثناء العطر والمدح الناعم لقلمي المتواضع لتحليله للحوار العبقري بين "البرهان واللقمان".وقلمي يرد شاكرا ومقدرا، وما سكبه من مداد هو جهد المقل. عقب بزوغ فجر ثورة ديسمبر المجيدة ، نفض المواطن السوداني الغبار عن قلادة الانتماء الوطني التي غابت عنه لثلاثة عقود عجاف، واليوم هاهي قلادة الهوية الوطنية تطوق عنق كل مواطن ،ويتضاعف عشقه وولهه لتراب الوطن الحبيب، واليوم يرقص مواطننا طربا عندما يشدو الشادي المغني بملحمة وطنية هادرة عصماء. الاخ الاصغر سنا دكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء::: بالامس وضعك الشعب السوداني في حدقات العيون:ربانا ماهرا لسفينة الوطن"الامل الاخضر"والجميع على متنها تمخر عباب بحر لجي متلاطم الامواج، وتعيق رحلتها العثرات الموروثة، وتضاريس الحياة التي ورثتها من عهد كئيب قاتم الظلمة.اخي حمدوك: اهمس في اذنك صادقا بحديث لا يشوبه رياء، ولا يخدشه نفاق، او يتوق صاحبه لبريق دنيوي زائل. يخاطبك قلم صار الوطن عشقه، يعضد حديثه هذا مداد الخبرة، وتسنده ذخيرة التجربة.اولا: اجبرتني ودفعتني دفعا لمخاطبتك الآن تلك الكلمة الهادفة المقتضبة الهادئة المتواضعة التي اطلقها لسانك عبر الاثير بالامس لمرات عديدة،مهنئا شعبك الابي النبيل بحلول شهر رمضان المعظم.كلمة رغم قلة عباراتها و مفرداتها فقد احكم قائلها صياغتها بحذق متفرد، وذكاء فطري متوقد.كلمة بليغة توشحت بثوب الروحية spiritual ، وتوهجت بنقاء السريرة، وطهر النفس ، وتعطرت بعطر الود والوفاء.كانت فاتحة كلمتك ذكر الله، واختتمها طالبا العون منه. وبألمعية نادرة وضعت يدك البيضاء فوق يد شعبك تأكيدا للشراكة الثنائية والعمل سويا من اجل حكم عادل راشد تظلله القيم السودانية السمحة values ، فهي السراج المنير الذي يضيء طريق للفلاح. كلمتك تلك هي بداية لانطلاق ثقافة "لقاء المكاشفة"بين الراعي والرعية.والتي كان ينادي بها قلمي حتى بح صوته.فهذه الشراكة partnership ، هي مفتاح النجاح وتدعمها وتشد من ازرها مبادرتك "القومة للسودان ."والامر كله يتطلب منك اليوم وليس غدا تصحيح المسار، وتقييم وتقويم الاداء التنفيذي، ومحو آثار ماقد سلف.وتنظيف جهاز الخدمة المدنية ، والامن الامن الامن. باختصار تنفيذ متطلبات واهداف الثورة بإسراع الخطى.وسيكون يومذاك الشعب معك على متن السفينة، ولكن اذا فقدت المركبة بوصلتها وضلت الطريق ،سيترجل الشعب السوداني من متن السفينة ،وعلى الدنيا السلام.وفقك الله…رمضان كريم.