عباس بن فرناس بن ورداس ليس اسطورة كما يوحي بذلك اسمه الحامل للموسيقي السجعية الواضحة بل هو عالم مسلم اندلسي ينحدر في أصله من الأمازيغ، له اسهاماته في الفلسفة والعلوم واللغة والشعر ويعتبر رائد الفضاء الاول ومخترع الطيران قبل الاخوان رايت (اورفيل ووليبر) اللذان ينسب لهما اختراع الطائرة ,وقد طار ابو القاسم عباس بن فرناس فعلاً لمسافة ليست بالقصيرة ولكنه أخطأ في الهبوط فكسر ظهره بسبب كونه نسي الذيل ! قصته مشهورة ومتداولة ويمكن الرجوع لها ! منذ ذلك التاريخ والبشرية تتطور في صناعة الطيران وتجعل له احتياطات الامان وتحسن وتجود فيه حتي لتجد ان الدراسات العلميه تثبت ان درجة الامان في السفر بالطائرة عند الامريكان أفضل من درجته في السفر بالسيارة ثلاثين مرة . ورغم ذلك فإن السودان يعد من اكثر الدول التي تحدث بها حوادث سقوط الطائرات _مدنية كانت ام عسكريه _ هذا ان لم يكن الدولة الاولي في هذا المجال ،وهو ما لااستطيع تأكيده ! وبعد فهناك أسئله تفرض نفسها، أولها : ما السبب في هذه الحوادث ؟ هل هو عيب الصناعة ؟فلماذا نتعامل مع شركات ليست لها مواصفات الجودة الدولية للطيران ؟ هذا ما لايمكن ان يكون فالمقاييس الدولية تحتم علي الشركات العامله في هذا المجال تجويد صناعتها . هل توجد ازمة قطع غيار ؟ وهل تكون هذه في كل الطائرات ام تكون في الطائرة ذات الصلة بدول الحصار الاقتصادي واذا افترضنا ان السبب قطع الغيار فلماذا نغامر بأرواح الناس ونحن نعلم حاجة الطائرة لقطع غيار ؟ ربما يكون السبب اننا نشتري (الهكر) وتنطبق علينا نظرية (الغالي بي غلاوتو والرخيص بي رخصتو ) ! أجدني لا أميل لهذا الفرض فنحن نفترض أن الذين يقومون بهذه المهمة لهم أخلاق مهنية علي الأقل، تمنعهم من ارتكاب هذه الجريمة البشعة ولأن هذا الزعم يحمل بين طياته ممارسات فاسدة أقلها ( الكومشن) ، يتم بها تجاوز المواصفات الدولية التي أشرنا لها آنفا ! اذاً ما المشكلة ؟ بل وما الحل ؟ ربما نظرة لتقرير وكالة الأناضول للأبناء حول حوادث الطائرات في السودان يسهم في تبصيرنا بالاجابة عن هذه الاسئله ؟ تورد الوكالة هذه الإحصائية التي تبدأها منذ 1998، وسنوردها بتصرف: (فبراير 1998 طائرة الشهيد الزبير , يونيو 1999 تحطم طائرة عسكريه بولاية كسلا , ابريل 2001 طائرة الشهيد ابراهيم , يوليو 2003 تحطم طائرة مدنية بمطار بورتسودان , يوليو 2005 طائرة جون قرنق , فبراير 2006 تحطم طائرة عسكرية في مطار اوبل , مايو 2008 تحطم طائرة دومينك ديم , يونيو 2008 احتراق طائرة سودانير بمطار الخرطوم , سبتمبر 2010 سقوط طائرة تدريب عسكرية ببورتسودان , ديسمبر 2010 تحطم طائرة مدنية بزالنجي , ديسمبر 2011 تحطم طائرة عسكرية بمطار الابيض , فبراير 2012 تحطم مروحيه بالفاو , يوليو 2012 تحطم طائرة عسكرية بمنطقة تنجر قرب الفاشر , اغسطس 2012 طائرة تلودي ) هذه الاحصائية اغفلت بعض الحوادث التي تزيد (الكوم ردوم) ! (إنا لله وإنا اليه راجعون