قبل سنوات خلون رحل بروفيسور أحمد عبد العال – خطفة – فتمتمت فى سري أن الموت لوكان بحسابات الحضور والعنفوان لما مات أحمدا وأنا سادر فى غفلتي والدنيا رمضان هاتفني الصديق الحميم شمس- عماد الدين إبراهيم الدوام لله لم أجبه تذكرت عبد العال – وأنا فى ذات الغفلة لو الموت بالسماحة والوسامة والحميمية والعطر والأناقة لما مات عمادا. مالنا ونحن فى خريف العمر لم نأنسن الموت مع أننا ندعي المعرفة ، فهو بالطبع الحقيقة الوحيدة فى الوجود المتفق عليها، ومع ذلك نتغابى . كتب الرشيد أحمد عيسى – بكامل تاريخه الدرامي( بقينا شوية ) ويبكى كما الثكالى ويأتيني حرفه فى البدء عبر بوابة مكي سنادة – أبونا الذي ورط كثيرون فى سحر الدراما والمسرح – ود ناس دخل إليها من بوابة السودان العريض كتب عصام أبو القاسم ولدنا الناقد بالشارقة بأننا لم نقرأ عماد بعد ووافقه السر السيد أسماء لها باع فى بحر المسرح والدراما المتلاطم كتب تروس وربيع يوسف وعزى هجو مختار وهادية وسمية وشاطر والبحر ومخاوي وعبادي وسهير وعليش ومجيد و . و. و. يبكون عماد ما الذي جمّعهم. هذا الفتى له مقدرة عجيبة على السماحة وعلى التواصل مع مختلف أطياف الوسط الفني فالذين اختلفوا معه فى شئون الإدارة أكثر الناس بكاءاً عليه . هاتفته قبل سنوات وأنا استمع لإذاعة الحرة وهي تحتفي ب ( مصري) قالت أوقال أنه أول مخرج فى العالم العربي وب ( لسان طويل) ينتج مسرحية كل أبطالها نساء .. كلم الناس ديل يا أستاذ حقك وحق المسرح السوداني مايروح تحت الكرعين . خليهم يا يسع ( ويجردها من الألف واللام أيضاً) حقنا مابيروح وحسرة إعلامنا يغشى ديار عنبر المجنونات ونسوان برة الشبكة وموعودة بيك وبيت بت المنى بت مساعد ولم نقرأ الرجل بعد ناشدت ولأكثر من مرة طلابنا للبحث عن طرائق الإنتاج فى مسرح عماد الدين إبراهيم والمقدرة المتفردة فى إستدراج الجمهور وتوريطه بالحضور إلى صالات مسرحه. لعماد صبر عجيب على الإنتاج وعلى الإعلان فيظل أياماً وليالي يعافر تجويد ما يراه يصب فى مصلحة المسرحية وجمهورها ولا يتورط فى أستسهال صناعة المسرح بأي حال من الأحوال كما يفعل الكثيرون ولعله بدأ يسد فراغاً عريضا وهوة متعاظمة بين المسرح وجمهوره وذلك بموت الفاضل سعيد ومجدي النور وانسحاب مخرجين أُخر – سعد يوسف مكي سنادة عادل حربي من المشهد المسرحي المعاصرإثر تعقيدات متشابكة جعلت من المسرح يتيما يتوكأ على عصا المجهودات الفردية وهذا منحى لايستطيعه إلا من أوتي صبراً ومقدرة على التكيف والحفر بعيداً عن عطايا (الحيكومة) تمنح زيداً وتحرم عبيدأ وذاك شأن آخر. لكن للأسف عماد انسحب أيضاً منحازا للإدارة ففقد المسرح معداً ومخرجاً جريئا ومثابراً وكان يمكننا أن باهى بمدرسة مسرحية جسورة على مستوى الإقليم ولكن ولكن ….وفي ظني لم تكسب الإدارة فى ظل فقدان للمؤسسية وتحديد الأهداف ورزق اليوم باليوم. ومن الإشارات المهمة والتي نحاول التطرق إليها في حلقة قادمة وهو إنتمائه الفني لقضية المرأة أشعاره تهاجر بالمرأة لقضايا الحلم المرتجى والأشواق وكذا فى مسرحه ظل يجبر ما تكسر من أنموذج المرأة المثال وسعيها للإنعتاق ومخارج الضوء فقط لأنها تعني عند عماد ( لأنك عندي كل الخير) وعلى المحبة نلتقي غداً بحول الله مع مشروع عماد الفني تقبل الله من الصائمين بس نبقى فى البيوت شدة وتزول بحول خربشات د. اليسع حسن أحمد عماد .. الموت فى زمن العنفوان (2-3) اجتهدت كثيراً أن لاتكون الكتابة مناحة ورثاء بقدر ماتكون أقرب للقراءة الأولى حتى نضمد جراح فشلنا ونهزم القاعدة ( إن شاء الله يوم شكرك مايجي) وها نحن نفشل للمرة الألف . قال لي صديق ( ود صالح) المسرحي المعروف ومدير المسرح الأسبق ( الناس بتقول عماد صارم وصعب) صارم فى ضبط فعله المسرحي لايساوم فيه ولايجامل، عنيد ،فالمسرح فى مفهومه ليس لعب عيال بل حضور كامل الإنضباط ينفذ ماهو مخطط له ولا ينتظر ( يا خى دا باع واطاتو وعربيتو) وكان حريص أن يصعد ممثله الخشبة وهو فى كامل لياقته ( يستعين بأخصائي أكروبات ) وتوافق أمنا فايزة عمسيب صديقاً الرأي ( عماد البيتفق معاك عليه بيلتزم بيه ماينقص ولا تعريفة ، لكن تانى لو كسرت رقبتك). إذاَ للرجل منهج فى الإنتاج والإخراج يحتاج قراءة بعيداً عن العاطفة وفعل كأس( الموت الداير). المسألة الأهم عماد ظل وفياّ للمرأة ويبدو أنها قضيته المركزية فى أشعاره والتى سنتناولها لاحقاً وفى مسرحه وربط بين الأرض ورمزيتها وبين المرأة ليس بجامعية الإخصاب لكن بجوهرية العطاء . بخلاف الآخرين،ويبدو أن ذلك الذى ساقه للتعاون الوثيق مع عادل ابراهيم محمد خير فعادل هو الآخر يرى فى المرأة منفذاَ لجوهر الوجود وكوة نفاذ بين عوالم الغيب والشهادة ولعل مأساوية صورة المرأة عنده ما دفعه لذاك البعد الفلسفي والصوفي وبالتالى عماد يحتاج لقراءة فى علاقته مع المرأة ودافعيتها للوجود وتلك فكرة بعيدة الأغوارتتماس مع (إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ — وَقَرِّي عَيْنًا –فَإِمَّا تَرَيِنَّ) فالرؤيا هنا حمّالة معان جسام يساءل عنها عماد وعادل.وتلك جولات أخرى. يكاد يجمع الذين قابلتهم وهاتفتهم بأن الإدارة سلبت منّا مخرجا ومنتجا جسورا للمسرح والدراما.ولكن!!.. جاءني بالإذاعة يحمل ثمانية عشر عاماً ورغبه عنيدة – ويبدو أن العناد سمة- فى التعلم وهو أكبر أشقائه – هكذا قالها بروفيسور صلاح الفاضل خلف غلالة الأسى – فهو ابنه وشقيق أولاده – وأستمر فى الإذاعة بذات الرغبة فى التجويد والإجادة حتى جاء يوما الإستاذ هاشم صديق يحمل ملفات مسلسلة الجهير (الديناصور)( والذي خاض به هاشم تجربته فى الإحراج التلفزيوني فيما بعد بمسمى طائر الشفق الغريب ) وأنا حينها مديراً للإذاعة التي حالت بيني وبين رغبتي فى إخراج هذا العمل الكبير ، عهدت لعماد بذلك وصارت( بقدرة قادر) كل أستيوهات الإذاعة تحتشد بالديناصور وكل البنوت أمونة ياخرطوم( آه يا أمونة عيونها يا زول كان تقابلك ما بتقرأ غير عين الشمس وكلامها ما قول اللسان، والله ساكته تحدثك) ولعل عماد بشاعريته المحفزة قرأ هاشم بعين الشاعر فالتقى الإحساس بالإحساس وقدما لمستع إذاعة هنا أم درمان أحد مسلسلاتها الجهيرة بمؤازرة صديقهم عركي أيقونة غناء أهل السودان فترددت الأصداء فى المنتديات وقعدات الجبنة وعطر المناديل والخطايبات الوالهة لحبيب بعيد كل البنات أمونه يا خرتوم معاي ساعة افتح الدكان معاي ساعة الدرس با لليل معاي في البص على أم درمان من الكبري الكبير في الليل أعاين في البحر مهموم ألاقي وجيها شاقي النيل وفي ساعة التعب والخوف، تشيل خطواتي أمشي عديل دحين خاتي؟!! أكان يا يمه صبحت نفسي في ساعة الكتمة من ضيق النفس والناس. وصبحت راحتي لامن ألقى دمي يفور. تمد إيديها تمسح في العصب والرأس أمانة كلامها كان رفرف وكت ساعة الدرس يا بوي يطير قلمي، ويزغرد سنو في الكراس. فهل يا تُرى أضحت للمرأة لعماد رحاتو ساعة دمو يفور أم ظل باحثاً عن مريماً أخرى حتى الممات رحم الله عماد وغداَ بحول الله على المحبة نلتقي ونقف قليلاً عند شاعرية عماد ابقوا عافية وفى البيوت شدة وتزول بحول واحد أحد