عمر، موظف بصيدلية السوق العربي تحدث ل (السوداني ) قائلا "لا توجد زيادة في اسعار الأدوية وأن أسعار الأدوية ثابتة وهي (التسعيرة السابقة) حينما كان سعر الدولار 21,800"، وزاد في حديثه بأنهم لم يتسلموا من مجلس الصيدلة والسموم قائمة بالسعر الجديد وهو 26 جنيها حتى الآن وذلك لارتباط السعر الجديد بالشراء وأن كل الشركات متوقفة عن البيع في انتظار استقرار الدولار، واردف الرجل أن حال المواطنين يغني عن السؤال لأنه يوميا يمر على حالات أسوأ من الاخرى وبعض المواطنين يأخذون نصف العلاج والبعض الآخر يأخذ الربع وشريحة تتخلى عنه نهائيا ويكتفي بعبارة (شوف لي سعره كم ) ويأخذ معه الروشتة و تكسو ملامح وجهه الغضب وبؤس الحال . ندرة وغلاء موظفة بصيدلية شهيرة فضلت حجب اسمها أكدت ل (السوداني ) أن الزيادة المتوقعة كبيرة جدا لكنها لم تعلن للآن، ونفت وجود زيادة آنية في أسعار الأدوية بلغت 300% وقالت إن جميع الصيدليات اسعارها موحدة، ولم تلحظ زيادة حتى الآن وأن ما يتردد حول زيادة اسعار الأدوية بالصيدليات (عار من الصحة ) وان سعر بيعهم بالصيدلية هو( تسعيرة ) ال 21,800 للدولار، واضافت أن عدم استقرار الدولار يؤثر على سوق الأدوية لأن معظم الأدوية تستورد بالعملات الاجنبية، موضحة أن الجدل بين وزارة الصحة ومجلس الصيدلة والسموم لم ينته بعد ولم يتوصلوا لحل جذري واتفاق حول قائمة الاسعار الجديدة . الموظفة بصيدلية زاد جاء حديثها مصحوبا بالدهشة قائلة إنهم كأصحاب صيدليات في حيرة من امرهم من التضارب الذي اصاب الدولار بالسوق الموازي والذي ينعكس على الأدوية ككل واضافت انهم في انتظار وترقب الحلول التي تتيح لهم جلب الأدوية المفقودة ليتماشى عملهم . مرتبات علاجية: نصري مرقص يعقوب رئيس شعبة الصيدليات سابقا وصاحب صيدليات الأم جاء حديثه بأن الأدوية أصبحت اسعارها في تزايد بين الفينة الأخرى، ويرجع السبب لارتفاع سعر الدولار إلى إحجام بعض الشركات عن البيع، معللة أن كل يوم تجتمع الشركات بسعر قبل إعلانه للصيدليات يصبح الدولار بزيادة جديدة وأن اصحاب الشركات عجزوا عن وضع تسعيرة جديدة بسبب تذبذب سعر الدولار، وأضاف مرقص أن المواطن هو الضحية فكلما دخل علينا مواطن بالصيدلية بفاتورة علاج يجدها في الشهر القادم بواقع زيادة، وهذه الزيادات أصابتنا منها إهانة وسب وشتم المواطنين وأننا كأصحاب صيدليات لا علاقة لنا بها وتصدر من مجلس الصيدلة والسموم وليس لنا إلا التنفيذ. ويكتفي المواطنون بعبارة ( إنتو السبب )، حيث قال أحدهم إن بعض العلاجات المتعلقة بالمخ والامراض النفسية بلغ سعر العلبة فيها 900 جنيه بما يعادل مرتب موظف وختم حديثه أن اصحاب الصيدليات الآن في مرمى نيران الزيادة القادمة . رحلة بحث: عبد الله حماد رجل خمسيني التقت به (السوداني) بصيدلية بالسوق العربي يبحث عن دواء ولم يجده، مضيفا أنه استمر في عملية بحث عنه من صيدلية لأخرى وكل صيدلية يقبل عليها متهللا بوجود دوائه فبمجرد إعطاء الصيدلاني الروشته يرد عليه بالاعتذار عن وجود الدواء مصحوبا باسم صيدلية أخرى، حماد ظل يردد عبارة (هسي الدواء ده بلقاهو وين؟ ) خرج من الصيدلية مسرعا في رحلة البحث عن دواء، ليجد ما عجزت الشركات عن استيراده . تعميم الشر: من جهته أكد المريض محمود الجيلي أنه ظل يبحث عن نوع الدواء مدة ثلاثة ايام (اولون) وهو دواء لاصحاب الامراض التي تتعلق بالمخ ومهدئ لتوازن المريض فلم يجد دليلا، وعندما وجدني أتحدث مع الصيدلي عن ارتفاع اسعار الأدوية قال نحن عندنا (الشر ب يعم ) بمعنى أن الزيادة تشمل حتى الأدوية التي تصنع بالبلاد، وحسب قوله (نحنا صبرنا قل ) وما قادرين ناكل فلا طاقة لنا بزيادة جديدة لاسعار الدواء وأن اصحاب الامراض المزمنة والعلاجات المستديمة هم ضحايا القرارات. نفي وإثبات: من جهته نفى رئيس اتحاد الصيادلة صلاح إبراهيم زيادة أسعار الأدوية 300%، وقال في تصريح ل (السوداني) إن شركات الأدوية تعيش حالة من التوجس والارتباك نسبة لعدم استقرار الدولار واوضح أنه لا يوجد منشور من اتحاد الصيادلة او وزارة الصحة بسعر الدولار اليوم وتوقع انخفاض للدولار خلال الايام المقبلة تصاحب اجتماع رئاسة الجمهورية، وقال إن الزيادة الجديدة للادوية لا تتعدى 25% لأن الدولار زيادته 20% بواقع 4 جنيهات من 21,800 إلى 26، منوها إلى أن في العام الماضي عندما ارتفع من 6 جنيهات إلى 15 جنيها كانت نسبة الزيادة 150% وان ما يشاع عن أن الزيادة بلغت 300% حديث عار من الصحة . توقع انخفاض : محمد الحسن العكد أفاد أن ارتفاع الدولار كان له أثر كبير على الحقل الطبي وأن بعض شركات الأدوية أحجمت عن البيع تفاديا للخسائر التي تقع على عاتقها، مبينا إنه لا زيادة في اسعار الدواء حتى الآن في الصيدليات، وقال إن المجلس لم يضع (تسعيرة جديدة ) وتوقع العكد أن يصاحب القرارات الرئاسية انخفاض سعر الدولار إلى أقل من 22 جنيها في مقبل الايام، مقترحا على الدولة أن تستورد السلع الضرورية التي يحتاجها المواطن، وإيقاف السلع الكمالية حتى يتعافى الجنيه السوداني وينخفض الدولار في السوق الموازي .