بالأمس أكملت مطبعة العملة العملاقة طباعة سفري (بخت الرضا .. ومعلمو الزمن الجميل صناع المجد) بهرتني الطباعة الأنيقة الوسيمة والغلاف اللامع المنمق، ثلاثمائة وأربع وستون صفحة من الورق الناعم المصقول المموسق تزينها عشرات الصور التعريفية التوثيقية الملونة لمواقع تربوية عديدة، ومئات من صور معلمي العصر الذهبي للتعليم وازدان السفر وسامة وبهاءً بتقديم بروفيسور الطيب حاج عطية بكلمات رصينة ورؤية علمية ثاقبة صاغها بأسلوب سهل جاذب وسلس كانت المقدمة مفخرة وشرف سفري الموسوعي كفاتحة واستهلالية من كاتب قامة مثل البروفيسور الطيب حاج عطية الخبير الاعلامي الشهير وابن بخت الرضا البار. تقديمه للسفر بمثابة جولة مع فحوى الكتاب وسياحة فكرية فاحصة تعرضت لأهمية التعليم فهو كما نعلم حق وضرورة مثل الماء والهواء، وأصل عالمنا سياحته الباهية فدون عن ما يطويه السفر من توثيق وتأريخ للتعليم بالسودان واشادة بما بذلت من جهد المقل، المقدمة في حد ذاتها وثيقة تأريخية تستحق ان تدون وتحفظ بذاكرة كل من يشغله أمر التعليم فلك مني أخي د. الطيب حاج عطية عظيم الشكر وكل الود وحفظك الله وأبقاك ذخراً لهذا الوطن. دفعني حسي المهني يومذاك ووجداني يجيش بهواجس وهموم قاتمة عن مصير التعليم بالسودان فعقدت العزم وامسكت بالقلم المهني محاولة ومبادرة مني لسرد بعض ما تجود به ذاكرتي الصدئة من أحداث وتدوين أسماء مشاهير معلمي الأمس الذين صنعوا مجد السودان وقدموا من الإشراقات ما يمكن أن يكون قدوة تحتذى وقبسا مضيئاً وفجراً جديداً مشرقاً لمعلمي جيل اليوم والغد. فهذا هو ما كان يشغلني لعقود من السنين، والسفر هو إنطلاقة للإصلاح والتقويم والتقييم، حوى هذا السفر الذي سيغمر الأرجاء قريباً، تسعة عشر باباً، استهل سياحته بالتدوين عن تأريخ التعليم النظامي والديني بالسودان ودور بخت الرضا للنهوض بالتعليم وضم سجلاً حافلاً بخيار الخيار من معلمي الأمس أسماءً وسيرا ذاتية، كما شمل السفر أسماء وسيرا ذاتية لمعلمين ناهضوا المستعمر وانضووا تحت لواء مؤتمر الخريجين أمثال (إسماعيل أبو القاسم هاشم والزعيم اسماعيل الأزهري) وضم السفر أبواباً شتى تطرقت بالتفصيل للآتي: (أهداف التربية، المعلمون المبدعون، المعلمون بعيون الصحافة، المعلمون والأدب، الشعراء والأدباء من المعلمين، معلمون ساهموا بدفع عجلة التنمية بجنوبنا الحبيب، مقتطفات من مجلة بخت الرضا، مقالات دونها قلمي المهني بالصحف عن هموم التربية والتعليم، المنتدى التربوي السوداني، رواد التعليم الفني والتقني، رجال أسهموا في وضع اللبنات الأولى لتعليم الكبار ومحو الأمية، الأوائل بالشهادة الثانوية منذ بدايتها وحتى عام 2012م، مثالية التعليم بكنانة، مدرسة الدويم الريفية المدرسة الانموذج وأسماء طلاب تخرجوا ونبغوا فيها، أسماء رجال شيدوا صروح التعليم). وشكري الجزيل لرصفاء القلم الذين هاتفوني مهنئين بهذا المولود (السفر) عبر جوالي 0918215002 لقد قامت شركة سكر كنانة برعاية هذا السفر (المجلد الأول). فهذا الكتاب يعتبر احدى الكتب التوثيقية والتأريخية المرجعيةHistorical and Documental Reference لمرفق التعليم الذي اهتم بصناعة الانسان. ولكنانة الفضل الاكبر أن يرتدي هذا السفر حلة زاهية ويخرج في ثوب قشيب.. فشكراً لكنانة وحادي ركبها ربان سفينتها العضو المنتدب محمد المرضي التجاني والشكر موصول لابني عيسى عبد الله احمد المصمم البارع صاحب الأنامل المرهفة الناعمة الذي كانت له اليد الطولى في الاخراج الرائع الفخيم للكتاب الذي حظي بالقبول والاستحسان .. والله الموفق والمستعان ,,، * مدير مدرسة الهداية الثانوية بنين بأم درمان