إلى التوأمين الشريكين " :برهان وحمدوك":::سلام من عند الله… توج شبابنا الواعد النضر بالأمس حماسه الوطني، وحراكه الثوري، بثورة ديسمبر الخالدة المتفردة unique، التي سمق نجمها، وملأ صوتها الآفاق، حتى أصبحت أنموذجاً وقدوة تحتذى، أثارت الإعجاب والدهشة في كل بقاع الأرض.وبلغت الثورة ذروة الشموخ، والبهاء فلماذا لا نعض عليها بالنواجذ، ونضعها في حدقات العيون؟ واليوم نرى بأم العين سياطاً غليظة تنهال على ظهر ثورتنا، وسهام حادة تصوب نحوها. كما أن هناك رؤوساً قد أينعت وحان قطافها وهي تبث سمومها لتلوث وتطمس مسيرة الثورة، وإجهاض جهود الحكومة الانتقالية. وأقولها صادقاً ولا خير فينا إن لم نقلها ودون حياء أو وجل وللمرة الثالثة، حتى بح صوتي، ولا حياة لمن تنادي! وأقول: اليوم الشارع يئن من جراح دامية:ضيق ذات اليد،المسغبة، لهيب الأسعار، شح المواصلات والانقطاع المستمر للكهرباء.كلها تضاريس حياة ورثناها من عهد فائت، وكأن طائر شؤم قد حلق في سماء بلادي. وبينما أنا في حبس انفرادي اليوم بمنزلي، اخترق أذن جوالي سيل من همسات دامعة حزينة غاضبة ومحبطة ومتشائمة pessimistic ، تحكي كلها عما يدور بدهاليز السلطة الانتقالية من تعثر في الخطى، وغموض وتشاؤم، حكومة أصابها الوهن التنفيذي والهشاشة الإدارية وقلة الخبرة.همسات صاخبة بالغبن هي بمثابة استطلاع للشارع: همسات شعبية كلها تنادي بشجاعة وجرأة بالإصلاح reformation، وتصحيح مسار الثورة، المراجعة تقييم وتقويم evaluation ، أداء الطاقم الوزاري،الذي انعدمت في بعض منسوبيه شح الخبرة، لا بد من خطوات جادة لكبح جماح غلو الأسعارولهيبها بتفعيل وبث الروح في جهاز حماية المستهلك الذي مازال قابعاً في نفق مظلم كئيب، فأصبح نسياً منسيا. الشارع يتوق ويتطلع لبسط السلام الذي تتعثر خطاه لأسباب مدسوسة، ولأمر في نفس يعقوب. نحن كلنا ياجماعة سودانيون تظلنا دوحة الوطن الوارفة الواحدة لماذا التماطل في المفاوضات، التعجيز، التناطح ،التنافر والتسويف؟ بالله ده شنو، وما بشبهنا! الشعب يريد جهازاً تنفيذياً قوياً، أميناً، كفؤاً، نظيف اليد واللسان ولم يغادر منسوبوه أروقة الشباب، يريده جهازاً بعيداً عن المحاصصة والألوان الزائفة. الرجل المناسب في المكان المناسب..الشارع يتطلع لاستتباب الأمن المفقود.الشعب يريد محاكم علنية يحاكم فيها كل من أجرم، أفسد، كل متلاعب بالأسعار وعابث بالاقتصاد القومي..عاوزين حكم رادع سريع دون تأخير ليكون عظة وعبرة للآخرين. بالله خلونا من التساهل،التراخي والضعف، والمجاملة " الفارغة"عاوزين حسم وحزم. خلاص كفاية شوفوا مصلحة السودان وبس.ده كلها معايب وكوارث سلوكية دمرت الوطن وقذفت به إلى غياهب الجب.الشعب يريد إيقاظ العدالة الانتقالية ::لماذا التباطؤ في التحقيق بلجنة فض الاعتصام؟ هل أعدم قتلة الأستاذ أحمد الخير؟ وكثير من الشكوك والظن تدور بذهن الشارع المرتبك.قلنا مائة مرة عاوزين لقاء مكاشفة "ياحمدوك" لإجلاء الحقائق وفك الطلاسم، ولاسكات الأصوات الحاقدة الناقمة، وليطمئن الشارع انفرجت أساريري وزالت الريبة وأنا أتابع بكثب وبأدب واحترام ذلك اللقاء الشفيف الصريح الألمعي المهني الذي أجراه الإعلامي القامة الموسوعة شوقي عبد العظيم عبر قناة السودان مع مولانا النائب العام تاج السر الحبر عن مجريات العدالة الانتقالية. وخلال الحوار غمرت قلبي طمأنينة باذخة على هيبة ووقار العدالة بوطني الحبيب. والله أقولها صراحة دون رياء إذا لم يتحقق طموح الشارع المطروح في هذه المساحة، ستغرق السفينة بنا جميعاً "يا برهان ويا حمدوك".اعملا حسابكما واسرعا الخطى ياجماعة حتى لا نصعد إلى الهاوية!…وعلى الدنيا السلام….وفق الله الجميع. عاشق للوطن جوال رقم 0918215002