وأضافت اللجان في تقريرها الذي قدَّمته للبرلمان، أن الاتفاقية تهدف لإنشاء آلية فعالة للتشاور والتعاون من أجل تسوية النزاعات بالوسائل السلمية واحترام حقوق الإنسان والمساواة في السيادة والسلامة الإقليمية، فضلاً عن احترام حسن الجوار وعدم الاعتداء والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، واحترام الحدود الموروثة منذ الاستقلال. ويقول قائد تمرين إيساف الأخير، اللواء عز الدين عثمان، إن إجازة السودان لقانون إيساف تأخر كثيراً، إلا أن ذلك لم يؤثر في دعم السودان للمنظمة. ويشير عثمان إلى أن إجازة القانون ستُعزِّزُ من دور السودان في الإقليم والقارة في حفظ الأمن والسلم ومحاربة الإرهاب والاتجار بالبشر، لافتاً إلى أن إيساف بمكوناتها الثلاثة (مدني، شرطي، جيش) باتت جاهزة للقيام بالأدوار المنوط بها تحت مظلة الاتحاد الإفريقي. صمام أمان يهدف إنشاء إيساف كواحدة من خمس قوى إقليمية في القارة الإفريقية، لوضع صمام أمان لمنع الصراع والحل في سياق بناء السلم والأمن الإفريقي. وحددت الاتفاقية تكوين الأجهزة السياسية لقوة شرق إفريقيا، وهي مجلس رؤساء الدول والحكومات ومجلس وزراء الدفاع والأمن ولجنة رؤساء أركان الدفاع. أُنشئت قوات (إيساف) بقرار من الاتحاد الإفريقي في 2004 بأديس أبابا، وتعمل تحت مظلَّته، وتتكوَّن من ثلاثة مكونات (عسكري وشرطي والمدني)، وهي جزء من قوات إفريقيا الاحتياطية، وقد بدأ تشكيلها في العام 2015 من قوات تتبع بلدان الإقليم الشرقي لإفريقيا المعروفة بدول شرق ووسط إفريقيا (السودان، إثيوبيا، جيبوتي، الصومال، كينيا، يوغندا، رواندا، بورندي، جزر القمر، سيشل)، وتم تكوينها وفقاً لنص بروتوكول مجلس السلم والأمن الإفريقي، وهي ضمن خمس قوى عسكرية تمثل أقاليم جغرافية إفريقية، تعمل منفردة أو ضمن قوة الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام، للانتشار متى ما طلب منهم ذلك، والتدخل والتعامل مع الأحداث لحفظ ودعم عملية السلام في الإقليم. ومنذ العام 2014 أعلنت (إيساف) جاهزيتها للتدخل لفض النزاعات وإرساء السلام، واضعة إمكانياتها تحت تصرف الاتحاد الإفريقي. وتتخذ إيساف من نيروبي رئاسة للمكون المدني، بينما تحتضن أديس أبابا القيادة العسكرية، فيما ترتكز رئاسة المكون الشرطي في كيغالي الرواندية. ويعتمد نظام المنظمة على المداورة الدورية بين الدول الأعضاء حيث تتولى جيبوتي حالياً منصب السكرتير التنفيذي، ويحظى السودان بالعديد من المناصب داخل المنظمة حالياً وعلى رأسها القيادة العسكرية. سلام الشرق نفذت إيساف العديد من الدورات التدريبية لعضويتها من الدول الأعضاء، بإشراف وتمويل من دول أوروبية تُراهن على إيساف في وضع حد للنزاعات في قارة لم تهدأ فيها أصوات الرصاص عبر الانقلابات والحركات المتمردة والجماعات الإرهابية. اشتملت التدريبات على تمارين تعبئة مكتبية وميدانية كان آخرها في نوفمبر الماضي في جبيت عبر التمرين الميداني (سلام الشرق 2) بمشاركة دول إيساف "السودان، الصومال، إثيوبيا، كينيا، رواندا، أوغندا، بورندي، سيشل، جزر القمر، وجيبوتي". يقول قائد قوات (إيساف) العميد الركن علاء الدين ميرغني، إن التمرين يعتبر الأهم في تاريخ الإقليم بالنظر لعدد ونوعية المشاركين ومعداتهم، فضلاً عن عدد الخبراء والمستشارين العسكريين والمدنيين الأوروبيين الذين يُراهنون على هذه المنظمة، وغيرها في وضع حد للنزاعات في قارة ما زالت تُعاني من ويلات العنف والاضطرابات، وهو ما يعني قدرة دول الإقليم على حسم النزاعات دون الحاجة لتدخلات خارجية. ويضيف العميد الركن علاء الدين ميرغني، أن التمرين مثَّلَ أهمية كبرى لدول الإقليم لاعتبارات تتعلَّق باختبار قدرة المنظمة بمكوناتها الثلاثة على بلوغ مرحلة الجاهزية الكاملة (Full Operational Capabilit)، وهو ما قد يمثل البروفة الختامية لتكليف المنظمة بأدوار ومهام داخل الإقليم وخارجه وفقاً لمعايير الكفاءة ومقاييس الجاهزية للكادر البشري والمعدات. ويُشير ميرغني إلى أن التمرين أكد جاهزية السودان لاستضافة مثل هذه الفعاليات العسكرية الكبيرة التي جسدت سيناريوهاته المعدة نموذجاً مثالياً للتدرُّب على عمليات حفظ السلام، ويضيف أيضاً: "التمرين أبرز مدى تفهم العناصر المشاركة لطبيعة العمل وكذلك أظهر حالة التناغم والانسجام بين مكونات البعثة الثلاثة (عسكرية، شرطة، مدنية) والتعاون بين الخلايا التخطيطية في القوات الأرضية، الجوية والبحرية". كما ساهم في تنمية القدرة على التحليل والمتابعة والرصد واتخاذ القرارات الحكيمة وتطبيق مبادئ وقواعد وفنون عمليات السلام وفقاً لعقيدة موحدة تتعلق بنشر ثقافة السلام.