نهاركم سعيد – مكي المغربي 2011-12-17 الشيخ المهندس حمادي الجبالي الأمين العام لحزب النهضة الإسلامي في تونس ورئيس وزرائها المرتقب يبدو عليه من الوهلة الأولى بسبب اتساع عينيه ودورانهما في المحيط يميناً وشمالاً مثل الرادار مع نصف ابتسامة دائمة أنه مكار أو داهية، ولكن سيرته تناقض هذا الانطباع الذي تفرضه الصورة الخارجية ..! كما أن اتهامات الدكتور محمد الهاشمي الحامدي له بالاستكبار إثر مقابلة تليفزيونية رفض فيها الجبالي التعليق على سؤال يخص حزب العريضة الشعبية التي يتزعمه الحامدي تجعل المشهد أكثر تناقضاً ضد الجبالي ..! الصحيح أن الجبالي (رجل مثل الجبل) إسلامي أصيل ومستقيم جداً غير مراوغ وغير متكبر. رجل قضى خمس عشرة سنة في سجون (بن علي) عشر سنوات منها في زنزانة انفرادية تحت التعذيب النفسي والبدني إلى أن أضرب من الطعام لفترة طويلة أحيل بعدها للسجن العادي ليتم إطلاق سراحه 2006 ..! الجبالي عندما قال إنه يسعى مع النهضة لتأسيس الخلافة السادسة (باعتبار أن الخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز) قامت الدنيا ولم تقعد وذلك لأن الجبالي ليس من الشخصيات التي تقول كلاماً للاستهلاك السياسي ..! النقطة التي يتزين بها محمد الهاشمي الحامدي أنه بسبب تعاونه مع نظام بن علي نجح في مبادرات لإطلاق سراح كثير من الإسلاميين، تعبر في حكم الملغاة في حق الجبالي، الرجل الذي فضل البقاء 15 سنة دون أن يفاوض الجلاد ليخرج ليعيش في نعيم لندن أو منفى باريس ..! الجبالي متخصص في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ولكنه فضل أن يقبع في زنزانة مظلمة ومحبس لا يتجدد فيه الهواء ... حقيقة هو شخصية يتضائل أمامها كثيرون ..! الدكتور المنصف المرزوقي هو العلماني الذي أنصف الإسلاميين ... رجل سريع الكلام ويدخل إلى الموضوع مباشرة ولديه عبارات على طريق المختصر المفيد: 1- تونس هي مختبر الديموقراطية العربي. 2- دوري هو حماية المنقبات والمحجبات والسافرات ... كلهن بنات تونس وهذه اختياراتهن في الأناقة. 3- أريد أولاً هدنة سياسية واجتماعية لمدة ستة أشهر ... تتوقف فيها الاعتصامات والإضرابات وتخف المظاهرات وذلك حتى ندشن الموسم السياحي ... نحتاج للمال ولجلب المستثمرين، أعطوني هذه المهلة وإذا لم أنجح سأستقيل ... ستة أشهر فقط وليس عام ... أرجوكم يا توانسة. تونس تشهد الآن حلف ثلاثي (النهضة الإسلامي) رئيس الوزراء حمادي الجبالي – (المؤتمر من أجل الجمهورية) الرئيس منصف المرزوقي وهو علماني – (التكتل) رئيس البرلمان مصطفى بن جعفر وهو علماني أيضاً ..! النهضة رفض التحالف مع الحامدي الإسلامي وفضل التحالف مع القوى العلمانية المعتدلة التي رزحت تحت نير بن علي وشاركت الإسلاميين السجون والمعتقلات ... وربما (التكتيك) هو إرسال رسالة للدول الغربية أننا لن نضطهد العلمانيين عندما نحكم ولكنكم ساعدتم الحكومات العلمانية على الانفراد بالحكم واضطهاد الإسلاميين وتعذيبهم ..! من جهته المنصف المرزوقي علماني محترم جداً، لا يؤمن بمبادئ فوق الدستورية كل شيء عنده بالديموقراطية ... إذا رأى البرلمان دخول المنقبات للجامعات فأهلا وسهلا وإذا لم ير ذلك فالكلمة للديمقراطية ... ولكن مذهبه الشخصي واختياراته التي يدعو لها ترفض الإسلام السياسي تماماً ..! حقيقة الشارع التونسي هنالك جزء كبير منه يرى عدم التراجع من موضوع تحريم تعدد الزوجات، بعضهم يقول يجب أن تكون هنالك استثناءات حسب الظروف وبتقدير القضاء ولكن لا يوجد رأي عام للانقلاب على كل شيء كان موجوداً في عهد بن علي ... التوانسة أقرب لتقييم كل خطوة بعمق شديد قبل الإقدام عليها ..!