نواصل سرد الإجتماع المهم الذي دار بمقر إتحاد أصحاب العمل بين وزير الإستثمار د. مصطفى عثمان إسماعيل وكبار رجال الأعمال السودانيين. أعتقد اننا في غنى عن التذكير بأن الإقتصاد العالمي الحديث جوهره يقوم على (القطاع الخاص) ... ولى زمان الإحتكار الحكومي ... القطاع الخاص هو الذي يمول الدولة ويوفر فرص العمل للمواطنين ... هذه الصحيفة التي أكتب فيها (قطاع خاص) ويشتريها المواطن بحر ماله ... والحكومة الآن لا تمتلك جريدة (والحمد لله) ... لقد صفّت جرائدها في أربع تجارب مريرة الفشل. القضية التي تجاوزها الحضور سريعا وكان يجب أن يتوقفوا فيها ويمنحوها مقدارا من النقاش هي النقطة التي طرحها الشيخ علي أبرسي حول (ضريبة التنمية) التي فرضتها وزارة المالية وأخذت بها باليد اليسرى كل الإعفاءات الممنوحة باليد اليمنى بموجب قانون الإستثمار ... أبرسي يتحدث أيضا عن (اللوائح) التي تبطل مفعول القانون وتجعله (حبر على ورق) وعن إستئنافات رجال الأعمال في مواجهة الجمارك التي لم يكسبها أحد وذلك لأن القوانين الأخرى أقوى. حديث أبرسي كان في صميم الصميم ولذلك أستوقفه وزير الإستثمار مطمئنا الحضور بأن كل هذه الأخطاء لن تتكرر وأن القانون الجديد واللائحة الجديدة ستفحص فحصا قبل إيداعها للبرلمان. وتدخل هنا وزير الدولة بالإستثمار الدكتور الصادق موضحا أن وزارة الإستثمار طيلة فترة نيفاشا كانت في يد الحركة الشعبية التي لم تكن منسجمة مع الخطط القومية. وحديث الوزير صحيح ... وذات التجربة ذاق وبال امرها الأستاذ علي كرتي بعد أن تولى الخارجية ليجد ميراثا من (التآمر على السودان) صنعته الخارجية! السيد هاشم هجو تحدث بوضوح عن إنحياز الدستور للحكم الولائي والمحلي وذات الخط سار فيه وزاد عليه بالنماذج السيد سمير احمد قاسم. هجو وجه الرسالة لي وأسدى نصائح قيمة للإعلام سآتي عليها في أعمدة قادمة ولكنني انتهزت الفرصة لبيان التعاون المثمر بين إتحاد الصحفيين وإتحاد اصحاب العمل ... معظم المؤتمرات والقمم الأفريقية والعربية التي نجح إتحاد الصحافيين في إستضافتها في السودان كان لإتحاد العمل سهم فيها بدعوة غداء أو عشاء مبهرة لضيوف البلاد. ولا ننسى في هذا المقام الامين العام للإتحاد السيد بكري يوسف وقد صادف الإجتماع غيابه في مهمة للنرويج. أما السيد سعود مامون البرير رئيس الإتحاد فقد كان يدون كل الآراء أثناء الإجتماع وينشغل بتوزيع الفرص والترتيبات الدقيقة ... كان يجلس على كرسي العمل العام ... هذا الكرسي الساخن المرهق ... له التحية. السيد عبد الرحمن عباس – الصناعات الغذائية، تحدث عن ضريبة قيمة مضافة 17% على معدات وآليات الإنتاج ... (سبحان الله!) الدولة تأخذها من المعدات ولا تنتظرها حتى تنتج السلع لتأخذ ضريبتها منها. أشار السيد نور الدين سعيد إلى إرتباك السياسات وتطرق إلى قضية قطاع النقل ... تحدث السيد محمد عباس عن معايير العاملين في الإستثمار ... جودة المواصفات مطلوبة ... السيد عيدروس تحدث عن (وهم الإعفاءات) ... على محمد دفع الله عن قانون العمل ... القانون حاليا يهزم المستثمر في أي نزاع عمالي ... أين النماذج الدولية ... وهنا تمت إحالة الأسئلة للبروف غندور. سعادة السفير احمد شاور الامين العام للإستثمار كان حاضرا ... الرجل صاحب تجارب ممتازة ومنها تشييد قنصلية دبي دون أن تخسر المالية ولا فلس ولاحد.