في زيارة تستغرق يومين توجه رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان أمس الأحد إلى الإمارات العربية المُتحدة يرافقهُ وفد وزاري رفيع المُستوى وعدد الخبراء والمُختصين في قضايا التفاوض. وطبقًا لتعميم صحفي تأتي الزيارة لبحث العديد من القضايا الإقليمية المُرتبطة بالشأن السوداني، والتفاوض المُباشر مع فريق من الإدارة الأمريكية متواجد بالإمارات حول رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وفد وزاري وتأخذ الزيارة مسارين الأول مع القيادة الإماراتية يقودهُ رئيس مجلس السيادة، فيما يقود المسار الثاني وزير العدل نصر الدين عبد الباريء مع فريق الإدارة الأمريكية. وحول التفاوض مع فريق الإدارة الأمريكية فمن المُقرر أن يبحث الطرفان دعم الفترة الانتقالية، إعفاء الديون الأمريكية على السودان بجانب حث الدول الصديقة على اتخاذ خُطوات جادة في إعفاء الديون. أجندة الزيارة وكان المُقرر أن يزور البرهان الإمارات الخميس الماضي لكن تم تأجيل الزيارة، تقارير إعلامية أشارت قُبيل الإعلان الرسمي عن الزيارة إلى أن جُهودًا حثيثة يبذلها ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمُساعدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إلحاق أكبر عدد من الدول العربية بخطة التطبيع مع اسرائيل قُبيل الانتخابات الأمريكية المُقررة في نوفمبر المُقبل. وفي وقتٍ سابق أكد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أن الحكومة غير مُخولة باتخاذ مثل هذه القرارات المصيرية. يذكر أن ترامب توقع انضمام 6 دول عربية إلى التطبيع مع إسرائيل. تفاصيل الزيارة ما كان لافتًا هذه المرة بحسب الكاتب الصحفي والمُحلل السياسي أسامة عبد الماجد هو الإعلان ولأول مرة عن تفاصيل الزيارة وبشكل دقيق فعلى المعتاد لم تخرج البيانات الرسمية في الزيارات الخارجية سوى الإشارة إلى بحث التعاون المُشترك بين البلدين. ويرى أسامة في حديثه ل(السوداني): إنهُ من الواضح أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان أراد إيصال رسالة بعينها من خلال الإفصاح عن تفاصيل الزيارة بشكل دقيق. وأضاف: هذا يعني أن مجلس السيادة والوزراء على اتفاق كامل حول كافة التفاصيل فيما يلي الملف الخارجي، وهو ما يأتي هذه المرة بعكس التصريحات التي تصدر عن مجلس الوزراء فيما يتعلق بالملف الخارجي. محطة التطبيع ويقول أسامة إنهُ من الواضح من الزيارة أن الهدف هو مرحلة ما بعد تطبيع الإمارات مع إسرائيل، مُشيرًا إلى محطة التطبيع القادمة هي الخُرطوم. يقرأ أسامة ذلك مقرونًا بتصريحات وزير الخارجية مايك بومبيو والتي أعلن فيها عددا من المُحفزات وإزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب في غضون شهرين، وهي مرحلة حاسمة بالنسبة للإدارة الأمريكية قبيل الانتخابات مع ضرورة الحصول على موافقة 3 دول عربية للتطبيع مع إسرائيل. عيون اسرائلية مساء أمس قالت صحيفة (جيروزاليم بوست) الاسرائلية، إن السودان تقدم بطلبات للحصول على مساعدات اقتصادية، وإنه إذا تمت الموافقة عليها، فقد يستغرق الأمر أياماً فقط للتوصل إلى اتفاق تطبيع بين السودان وإسرائيل. وسيعقد ممثلون من السودان والإماراتوالولاياتالمتحدة، اجتماعاً لبحث اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسودان في أبوظبي اليوم الأحد. وأضافت الصحيفة: "يطلب السودان شحنات غذائية بقيمة 1.2 مليار دولار، بالإضافة الى 2 مليار دولار، في شكل منح أو قرض لمدة 25 عاماً للحكومة، مع الالتزام بتقديم مساعدات اقتصادية من الإمارات العربية المتحدةوالولاياتالمتحدة مقابل التطبيع مع إسرائيل". بالإضافة لرفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وقالت انه من المتوقع أن يمثل أمريكا في الاجتماع مدير أول شؤون الخليج في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، العميد ميغيل كوريا، الذي شارك في صياغة الاتفاقية الإسرائيلية. وسيمثل الإمارات مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد، المسؤول عن المحادثات الإسرائيلية الإماراتية. خطاب بومبيو وفقًا لتقرير مجلة فورين بوليسي الأمريكية فإن دعم الكونجرس من الحزبين يتزايد لشطب اسم السودان من قوائم الإرهاب الأمريكية حيثُ تعهدت الخرطوم بمئات الملايين من الدولارات كتعويض للضحايا الأمريكيين. فيما حث بومبيو المُشرعين على دعم رفع اسم السودان من القائمة ، وكتب بومبيو" لدى الولايات المُتحدة فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة لضمان تقديم تعويض أخير لضحايا الهجمات الإرهابية. من جانبه سيُمثل تأمين الصفقة بحسب التقرير نجاحًا آخر في السياسة الخارجية لإدارة ترامب. وفيما يقود وزير العدل نصر الدين عبد الباريء التفاوض المباشر مع فريق الإدارة الأمريكية المُتواجد بالإمارات يقول أسامة: يتفاوض وزير العدل حول تسوية قانونية لملف التعويضات فالحكومة أكملت تسوية هذا الملف من خلال إعلان سفير السودان في واشنطن عن توفير المبلغ المطلوب. وأضاف: الحكومة لن تتراجع فيما يلي التطبيع، والامارات تسعى أن تضم حلفاء جدد. ويبقى السؤال حول الفائدة التي ستجنيها الحكومة السودانية، ويشير أسامة إلى ضرورة تحقيق الحكومة لمكاسب مالية، دبلوماسية، استثمارية، فملف السلام يحتاج إلى دعم، منوهًا إلى أنهُ يجب أن لا تُكمل الحكومة التسويات دون تحقيق فوائد. نحو التطبيع الخبير الاستراتيجي الهادي أبو زايدة أعتبر في حديثه ل(السوداني) أن التفاوض وصل مراحل مُتقدمة وأن مسار التفاوض الذي يقوده وزير العدل يرتبط بنتائج المسار الذي يقودهُ البُرهان في قضية التطبيع. ويتساءل الهادي حول كيفية المواءمة بين خطوة مجلس السيادة وموقف مجلس الوزراء وحاضنته السياسية التي تُبدي رفضًا تامًا للتطبيع مع إسرائيل وحول تبعات نتائج الزيارة. وأضاف: السودان يسير في خطوات التطبيع لا محالة. بالمقابل يرى القيادي بقوى الحرية والتغيير وعضو المجلس المركزي الصادق آدم في حديثه ل(السوداني) أن الزيارة مهمة من أجل رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وعودة السودان كعضو فاعل مؤثر في المنطقة والمجتمع الدولي، واصفًا إياها بالخطوة المهمة ومرحبا بها. وحول موقف قوى الحُرية والتغيير الرافض للتطبيع مع اسرائيل أشار الصادق إلى أن (الحُرية والتغيير) قالت موقفها من قضية التطبيع لرئيس الوزراء، واستدرك: لكن للحكومة الانتقالية تقدايراتها والعمل من أجل رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب وعودة السودان كعضو فاعل في المجتمع الدولي وفك حالة الاختناق الاقتصادي الذي يعيشهُ السودان.