"بخت الرضا والبخت في واديك"… قبل أن يتثاءب ليل البارحة، ويرخي سدوله، اخترقت اذن جوالي همسة فرحة خافتة أطلقها بهدوء متواضع أحد منسوبي جامعة بخت الرضا، وتحمل في ثناياها دعوة كريمة تحثني تشريف الجلسة الافتتاحية لمجلس الجامعة في عهد الإشراق والوضاءة: ثورة ديسمبر المجيدة. جاءتتي الدعوة مهرولة دون استئذان، وانا مسترخيا على مضجعي المتواضع، أصارع موجة نعاس خافتة، ومتوسدا رتلا من هموم الزمن headaches وحفنة من تضاريس الحياة،كسائر ابناء وطني العزيز. تلك الدعوة المباغتة انعشت ذاكرتي المحتشدة بأحداث "بخت الرضا "قلعة العلم والمعرفة: knowledge . وعلى الفور عكفت أناملي العاشقة المتعطشة تقلب صفحات سفرذلك الصرح المعرفي الإرثي" بخت الرضا" في الزمن الأصيل. وفجأة تراءت امام بصري المنهك لوحة ذهبية زاهية تزينت بأسماء عمالقة وأفذاذ رجال التربية"ببخت الرضا" الذين وضعوا اللبنات الأولى لفلسفة وأهداف objectives التربية والتعليم بالسودان.وهم: مستر قريفس، مستر هودجكن، عبد الرحمن علي طه"اول وزير سوداني للتعليم"، نصر الحاج علي "اول مدير سوداني لجامعة الخرطوم"، سر الختم الخليفة "رئيس وزراء حكومة ثورة اكتوبر"وعثمان محجوب"اول عميد سوداني لمعهد التربية بخت الرصا ومكي عباس"اول مدبر سوداني لمشروع الجزيرة العملاق"… وآخرون كثر. وبهؤلاء النجوم الساطعة سمق نجم التعليم بالسودان، واتت الثمار أكلها، بتواصل عطاء الدوحة الوارفة الفيحاء "بخت الرضا" التي ما زالت تقذف بثمارها لكل طالب علم ومعرفة. وبالامس شب عن الطوق احد أحفاد بخت الرضا ليواصل المشوار بالعطاء الأكاديمي والبذل المعرفي انها"جامعة بخت الرضا". وهناك رجال من عشاق بخت الرضا، عقدوا العزم، وشمروا عن السواعد ، فكانوا من وراء بزوغ فجر تلك الإشراقة الوضيئة"الجامعة"، وأوقدوا جذوة العلم والمعرفة بها وحققوا الطموح. نذكر منهم: سر الختم الخليفة" اول رئيس لمجلس الجامعة"، دكتور عبد الله كريم الدين"اول مدير ومؤسس للجامعة" رحمهما الله، دكتور ابراهيم يوسف هباني اطال الله في عمره. ورجل المهام الصعبة التجاني محمد ابراهيم"عطر الله مثواه ". وآخرين غيبتهم الذاكرة المرهقة. واليوم يعقد مجلس الجامعة جلسته الاولى في عهد سودان جديد، عقب ثلاثة عقود جوفاء مشبعة بالخمول والركود الاكاديمي، المعرفي والاداري، واليوم نثرت ثورة ديسمبر كنانتها، وعجمت عيدانها عودا عودا ، فوجدت هذا العنقود الناضج والعقد الفريد من الشباب هم الاقوى والافضل لقيادة سفينة الجامعة وتحقيق طموحها ، بصحبة ربانها الماهر والقائد الفذ ابن الدويم البار الشاب البارع المهندس حسن عبد اللطيف حسن عمران، والذي عرفته منذ عهد الصبا، وانا أعلمه رسم الحرف ونطق الكلمة، وعرفته في عنفوان الشباب:نضرا، خلوقا ودودا. عرفته باستقامته الفكرية، سعة أفقه وذكائه الفطري المتقد، وكاريزمته الجاذبة الانيقة. التهنئة القلبية لكل افراد العقد النضيد اعضاء مجلس الجامعة لمانالوه من ثقة غالية. سيروا ابنائي وعين الله ترعاكم، وكونوا عند حسن الظن… وبدوري أوصيكم بالآتي: اولا: العزم والعمل الجاد على الصعود بالجامعة الى قمة هرم الشموخ والسمو، وأن تضعوها في حدقات عيونكم. ثانيا: وطدوا علائق الود والتوأمة مع أمكم الرؤوم" مدينة "الدويم" فهي خير صديق ومعين لذلك الصرح المعرفي العملاق عبر التأريخ. ثالثا: املي ان تنفضوا الغبار عن لجنة أصدقاء الجامعة وفعلوها ، فهي ساعدكم الايمن، وبوصلتكم للمجتمع. رابعا: انا على ثقة تامة وجد متفائل ان الابن اسماعيل عبد الرحمن وراق"عضو مجلس الجامعة"والي ولاية بحر ابيض سيكون سندكم وعضدكم، وسيمد يده البيضاء سخاء، كرما، دعما وعونا"وما بقصر" خامسا: من هذا المنبر الحر اناشد إخواني واخواتي ،ابنائي وبناتي بمسقط الرأس بولاية الخرطوم وسائر مدن وقرى الوطن ودول المهجر ان يسعوا كدأبهم دائما للارتقاء وتنمية صرحهم الاكاديمي الإرث العتيق "الجامعة" … هاهي الثورة توفي كدأبها للمرأة السودانية ، وتختارالابنة البروفسير"منى إبراهيم عبد الله جمال الدين" نجما ساطعا وقامة سامقة من قامات " الكنداكات " لتمسك بجدارة بزمام العمل الاكاديمي، العلمي والاداري بالجامعة ؛بها اكثر من اربعة عشر ألف طالبا وطالبة وفقها الله وسدد خطاها. وفق الله الجميع. عاشق بخت الرضا جوال رقم 0918215002