رغم (الملاحيظ) على بروتكول وكلمات المؤتمرين للشأن الاقتصادي إلا أن رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان جدد خطب ود ممثلي قوى الثورة على أمل وعشم أن تعبر البلاد هذي المرحلة من عمرها . من المفارقات أن المكون العسكري الذي يسعى دوما لمراضاة قواعد المكون المدني وقواه يقابل بشيء من الصد والجفاء وسط توصيف بأن العسكر يسيطرون على السلطة وان الثورة ما جاءت إلا لإنهاء الحكم العسكري! مع هذا التوصيف والتخوين والاحساس بالتخويف احيانا يمضي أنصار المكون المدني بعيدا في المواقف حد الشطط في القول والفعل معا فيما يمارس العسكر أعلى درجات الضبط والربط بتقديرات ان أي مفارقة الآن ناهيك عن المواجهة سوف تلحق الهزيمة بالمكونين (2-صفر )! يعلم المكون العسكري ان الفاشلين في المكون المدني سوف ينجحون في تأليب الشارع التواق للمدنية والديمقراطية والحرية وانهم في دنيا حدود مسؤوليتهم لا يهتمون للنتائج والعواقب لذا تقوم معادلة اليوم على طرفي كظم الغيظ والصبر على الأذى . ان نتيجة كظم الغيظ والصبر على الأذى غريبة جدا فالمكون المدني وأنصاره غير راضين معها عن المكون العسكري وأنصار (العسكرية)يرونها ضعفا في المكون العسكري والجيش الذي يتمنون لو انه فرض الأمن ووضع حداً للفوضى من وجهة نظرهم التي صوروها بتفويض الجيش ! الحكمة في الراهن هي المزيد من الصبر وكظم الغيظ والحياد النفسي للمكون العسكري والجيش عموما تجاه كافة (الملاحيظ) الصغيرة والكبيرة واعلاء خطاب الود وممارسة القيادة بحكمة لأن المدنيين في ذمة العسكريين . لئن اكتشف العسكر في هذا الحين ان الصبر على السلام أمر من الصبر على الحرب فسوف يكتشف الجميع -ولو بعد حين- ان نتائج الصبر لصالح الجميع ولصالح البلد ان الشراكة بين العسكر والمدنيين شراكة حتمية في هذه المرحلة ولئن كانت مشاركة العسكر في السلطة تقوم وفق لوائح القوات النظامية والتراتيبية المعلومة وان هذا الأمر غير قابل للأهواء والأمزجة وما دونه مغامرات فإن مشاركة المدنيين هي القابلة للتعديل والحذف والإضافة!