مساعد رئيس الجمهورية د.فيصل حسن إبراهيم جاء ممثلاً للرئيس البشير في الجلسة الختامية لمؤتمر منظمة الفاو للأغذية والزراعة الإقليمي لإفريقيا بالخرطوم، وأكد لدى مخاطبته الحضور أمس، أن انعقاد الاجتماعات بالخرطوم يؤكد توفر الإرادة السياسية لمكافحة الجوع والحد من الفقر. وأكد فيصل أن الحكومة السودانية قدمت عدداً من المبادرات الكبيرة للحد من الفقر من ضمنها إنشاء جهاز قومي لتشغيل الخريجين استفاد من التجارب الناجحة في تشغيل الشباب، مشيراً إلى أن البرنامج الخماسي للإصلاح الاقتصادي في السودان يعتمد على القطاع الخاص بنسبة كبيرة. وأكد فيصل دعم الحكومة السودانية لجهود المنظمة الدولية في تحقيق الأمن الغذائي لإفريقيا، مشيراً في هذا الصدد إلى المبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير في توفير الأمن الغذائي. النائب الأول النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس الوزراء القومي الفريق أول بكري حسن صالح أكد في حديثه بقاعة الصداقة، اهتمام السودان بنهضة القطاع الزراعي عبر استصحاب التجارب والأساليب المستحدثة في العالم، معتبرا القطاع الزراعي ذروة القطاعات، وكشف عن استراتيجية لتوفير فرص عمل للشباب باعتبارهم من أكبر الشرائح في البلاد، ويسهمون في التقدم الفني والأكاديمي بما يتسق مع برامج الدولة. وجدد النائب الأول على استمرار الشراكات المستثمرة مع الدول كالصين والاتحاد الأوروبي، قاطعا بأن السلام والاستقرار الذي تنعم به البلاد من إشراقات الحوار الوطني والتوافق على القضايا الوطنية، لافتا إلى ما تتمتع به القارة الإفريقية من موارد بكر ويقظة، داعيا إلى تعزيز مصالحها حتى ينظر لها العالم كقارة للمستقبل، وشدد على أهمية تلمس الطريق الأمثل لتحقيق الأمن الغذائي. وأشار بكري إلى أن رفع الحظر الاقتصادي عن البلاد فتح آفاقا واسعة أمام الاستثمارات الخارجية خاصة الزراعية في الحزم والإصلاحات المشجعة، مؤكدا توفر الإرادة السياسية على مستوى رئاسة الجمهورية بتكوين مجلس الأمن الغذائي، مقراً بتحديات تواجه القارة الإفريقية أهمها ارتفاع معدلات السكان وتدني الإنتاجية وتغير المناخ وانتشار البطالة وسط الشباب والنزاع على الموارد مما أدى إلى عدم الاستقرار، وأضاف: "تلك التحديات تحتاج إلى برامج وخطط متكاملة وتقانات وتكنولوجيا حديثة للوصول إلى قارة خالية من الجوع"، داعيا إلى الاستغلال الأمثل لموارد القارة وتعزيز التجارة البينية بين الدول الإفريقية. الوضع مقلق بدوره كشف وزير الزراعة والغابات د. عبداللطيف العجيمي عن مشاركة عدد 51 دولة و48 وزيرا للزراعة و15 سفير و226 من الوفود و42 عضوا من الفاو و27 مختصا من السودان و18 منظمات عالمية و5 دول مراقبا في المؤتمر. مشيرا الي ان الاجتماعات تداولت عدد من القضايا الخاصة بالزراعة ومكافحة الجوع مؤكداً التزمه بتنفيذ كل التوصيات التي صدرت خلال اعلان الخرطوم معربا عن امله بان تشهد فترة رئاسة الدوره المزيد من المشاركات والخطط الاقليمية والعالمية اضاف ان تلاحم القارة اليوم بالخرطوم له دلالاته وسيقود عجلة التنمية المستدامة . وشدد وزير الزراعة والغابات على الالتزام بالتعاضد بين الدول الإفريقية والاستفادة من الخبرات المتراكمة لمنظمة الفاو، مؤكدا التزام السودان مع إفريقيا بتنفيذ كافة البرامج المشتركة، متعهدا بالعمل معا وتعزيز التعاون من اجل تنمية مستدامة، وأضاف: "إفريقيا من أكثر الدول المتأثرة بتغير المناخ"، مطالباً بإعادة نظم الزراعة المتأثرة بالجفاف، راهناً الاستمرار في زيادة الإنتاج بإسناد المجتمع الدولي وتنمية القدرات والوصول إلى الحلول الممكنة. ومن جانبها أقرت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة مارتا رودس، بأن وضع الأمن الغذائي في إفريقيا يدعو للقلق، داعية الدول إلى إدخال التنمية المستدامة ضمن استراتيجيتها الوطنية والاستثمار في البنيات التحتية وخلق فرص للشباب، وأضافت: "بدأت مرحلة من الشراكة مع الاتحاد الإفريقي مع كافة الشركاء بما يعود بالنفع للشركاء". فيما أكد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة جوزيه غرازيانو دا سيلفا، أن الزراعة ستستمر في توليد فرص العمل في إفريقيا خلال العقود المقبلة، إلا أنه يجب استكشاف الفرص في مجالات تتعدى الزراعة عبر سلاسل إمدادات الغذاء لاستحداث الوظائف للشباب خاصة الذين يعيشون في المناطق الريفية، وأضاف: "على الدول أن تشجع التحول الريفي والهيكلي الذي يجمع ما بين النشاطات الزراعية، وغير الزراعية التي تقوي الروابط بين المناطق الريفية والمدن، ويشمل ذلك عمليات معالجة ونقل وتسويق الغذاء وتقديم الخدمات خاصة الخدمات المالية وخدمات الأعمال". القضاء على الجوع وأكد جوزيه أن برامج الحماية الاجتماعية مثل تحويل النقد يمكن أن تربط شراء الأغذية بإنتاج الأسر الزراعية، وأضاف: "ما يزال هدف القضاء على الجوع على رأس أولويات الفاو وهو هدف تشترك فيه مع القادة الأفارقة الذي التزموا من خلال إعلان مالابو بالقضاء على نقص التغذية المزمن في القارة الإفريقية بحلول عام 2025م"، لافتاً إلى أن دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى يعاني فيها شخص واحد تقريباً من بين كل أربعة من نقص التغذية، معتبراً أن الوضع في إفريقيا مقلق، واستشهد بتقديرات منظمة الصحة العالمية بأن الأمراض المرتبطة بالبدانة قد تصبح القاتل الأكبر في أفريقيا بحلول عام 2030م، ودعا إلى ضرورة "التحرك على جبهتين" والتركيز على إنتاج واستهلاك الأغذية الصحية.
