أمس عاد الحديث مرة اخرى عن الحركة الإسلامية ومشروعية وجودها الى العلن ،بعد أن اوردت الزميلة ( آخر لحظة) خبرا حول حل الحركة الإسلامية ومنع أي جهات أو أشخاص بالعمل باسمها سرا او في العلن ، وان القرار جاء بواسطة مجموعة من قيادات إسلامية بارزة عكفت على إجراء تقييم شامل للمرحلة السابقة ، مشيرين الي انه استغرق عاما وارتكز على تحليل الأوضاع بالبلاد بعد انتهاء النظام السابق، لكن الحركة الإسلامية سارعت واصدرت بياناُ نفت فيه وجود أي اتجاه لحلها. عمل سياسي مراقبون قالوا ل(السوداني) أن دستور الحركة الإسلامية لا يسمح بحلها بواسطة افراد ، مشيرين الى أن حلها لا يتم الا بمؤتمر عام وبحضور 80% من عضويتها ، وقالوا في الوقت الحالي صعب جدا أن تعقد اجتماعها ، قاطعين بانه لا يمكن أن يجتمع مجلس الشورى لان بعضهم في السجون وآخرين خارج البلاد لاسباب مختلفة . بينما يرى البعض الآخر أن الحركة الإسلامية انحرفت عن مسارها واصبحت بعيدة عن العمل الدعوي وانغمست في السياسة ، مشيرين الى أن امينها العام كان عضوا بالبرلمان ، كما ان امين الطلاب والشباب بالحركة الإسلامية كانا يتوليان مناصب تنظيمية بالحزب المحلول .فيما اشاروا الى انه بعد سقوط النظام السابق فقدت الحركة مصادر تمويلها ، الا أن أمين حسن عمر اعتبر في حديثه ل(السوداني) انها كانت منشغله بالعمل الدعوي والاجتماعي ، واضاف : بل بالعكس يمكن للحركة الإسلامية ان تمول الحزب المحلول لان العمل السياسي يحتاج الى مال. عمر اكد أن الحركة الإسلامية لا ترغب في العمل السياسي لتولي السلطة ، لكن ستكون موجودة وتطرح افكارا سياسية ، وقال (عندما تأتي الانتخابات (لكل حادثه حديث)) ، مشيرا الى انها اذا ارادت العمل في السياسة سيكون ذلك مع آخرين ، ورأي انه على الاحزاب التاريخية وحزب المؤتمر الوطني المحلول أن يبعد عن ممارسة السياسة اذا ارادوا مستقبل للبلاد ، وقال إن الذين يعتبرون ان الحركة الإسلامية انشغلت بالعمل السياسي عن الدعوي يقصدون انشغالها عن العمل المسجدي ، ورأى أن هناك ظروفا معينة جعلت الموازنه تميل لصالح النشاط السياسي او الاجتماعي او المسجدي ، مستدلاً بإغلاق عدد من المؤسسات لانها تتبع للحركة الإسلامية . مجموعات ضغط مراقبون قالوا إن الحركة الإسلامية حُلت مع ذهاب النظام السابق ، مشيرين الى أن الشكوك دائرة حول مشروعيتها ، لكنها من ناحية واقعية كانت موجودة في الساحة السودانية بمسميات مختلفة مثل جبهة الميثاق الإسلامي وغيرها . مؤكدين انها ستظل موجودة وستخلق (تكتيكا) جديدا لدخول الساحة السياسية ولعب دور المعارضة في الفترة القادمة ، وستضغط على الحكومة ربما ب(لافتة) اخرى ، لافتين الى انها في الماضي كانت تترك العمل السياسي لحزب المؤتمر الوطني وتتفرق هي للدعوة . توجهات جماعات ضغط المفكر واستاذ العلوم السياسية حسن مكي يذهب في حديثه ل(السوداني) إلى أن الحركة الإسلامية ليست شيئا واحدا هي حركات إسلامية متعددة ،منها كيان التزكية في الحزب المحلول ، واخرى بتوجه سياسي للمؤتمر الشعبي . ويشير مكي الى أن هذا المصطلح لم يعد ملكا لجهة واحدة ،إن المفهوم أن تطالب إحدى الحركات بإقالة مسؤول او تجديده او أن يقدم استقالته لإخفاق . ويوضح مكي أن حل الحركة الإسلامية يتم في مؤتمر عام وليس بواسطة اشخاص . ويفسر مكي خروج اخبار حل الحركة بأنها قد تكون من مجموعات غير راضية عن الأوضاع او مجموعات ضغط . وقال إنه منذ ستينيات القرن الماضي حينما كانت حركة الإخوان كانت تعبر عن نفسها بجبهة الميثاق الإسلامي و كان البعض يرى انها انشغلت بالعمل السياسي ، واضاف لكن التاريخ اثبت الدور الكبير الذي تقوم به الحركة ، مشيرا الى أن العمل السياسي جزء من التزكية وان اثارة هذا الامر قضية قديمة تظهر كل مرة بوعاء جديد . بيان الحركة الحركة الإسلامية أصدرت أمس بياناً اكدت فيه انها باقية ، معتبرة أن الحديث عن حلها (شائعة) . وأكدت الحركة انها منذ نشأتها تميزت بقوة تنظيمها ومتانة هياكلها ومؤسسية قراراتها ، مما اكسبها احترام عضويتها وصنع الرهبة في قلوب خصومها ، مشيرة لالتزامها بالنظام الاساسي ودستورها وشوراها ولوائحها الداخلية . الإسلامي عبدالماجد عبد الحميد اكد في حديثه ل(السوداني) انه فعلا توجد مجموعة تقوم بمراجعة العمل الإسلامي طيلة ال 30 سنة الماضية، مشيرا الى أن الحركة الاسلامية تاريخيا لا تحل بل تنتقل من مرحلة الى اخرى دون التمسك بلافتة الاسم ، وقال ان التحدي امامها الآن ليس الاسم لانه لا معنى له الآن ، واضاف التحدي الآن هل تستجيب الحركة الإسلامية باسمها الحالي للتحديات التي تواجه الاسلاميين في السودان . عبدالحميد قال اذا تم حل الحركة الإسلامية يكن اكثر ايلاما عليهم من سقوط الانقاذ ، الإسلاميون في الوقت الحالي ويحتاجون الى تنظيم اوسع ، ولن يبكي عليها احد اذا حلت ، واضاف " كثير من الناس ماعنده غير الاشواق مع الحركة الإسلامية " ،وقال ان بعض قواعد الإسلاميين في السودان لا تعرف حتي اسماء قياداتها ، وتساءل هل تحولت لحركة سرية مثلا ؟ ام انها خاصة بمجموعة من الناس ؟ ام انها لا تضم قواعد المؤتمر الوطني ؟