كلام الناس …نور الدين مدني لم أسلم من الآثار السالبة للبلبلة الإعلامية التي برعت في نشرها وبثها بعض أجهزة الإعلام والصحف ووسائط التواصل الإلكترونية في مسألة الربط المذل بين حق السودان في رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وبين رغبة الإدارة الأمريكية الترامبية والحكومة الإسرائيلية في تطبيع السودان علاقاته مع إسرائيل. مع ذلك لن أدخل في هذه الدوامة التي ما زالت تتفاعل عبر تصريحات مختلفة من قادة الحكومة الانتقالية التي كنا وما زلنا نرى ضرورة تماسكها لاستكمال مهامها الأساسية التي جاءت بها على أكتاف جماهير ثورة ديسمبر الشعبية مابين قائل إن التطبيع تم بالفعل وبين قائل إنه لم يتم في انتظار إجازته في المجلس التشريعي الذي لم يقم بعد. لا أدري كيف حسب رئيس المجلس السيادي الفريق ركن عبدالفتاح البرهان نسبة ال 90% من قادة القوى السياسية والمجتمع المدني قبل الإقدام على خطوة الصلح مع إسرائيل – بمبادرة من المكون العسكري – وعدم تلقيه رفضاً منهم على هذه الخطوة !!. في البدء لابد من توضيح الموقف المبدئي الذي لا خلاف عليه من ضرورة عدم دخول السودان في محاور إقليمية او دولية في هذه المرحلة الانتقالية والانفتاح على دول العالم في علاقاته الخارجية بلا ضغوط أو ابتزاز تحت أي مبرر من المبررات. أعود مرة اخرى إلى ما نبهت له منذ بدء ظهور بعض الخلافات الحزبية وسط قوى الحرية والتغيير وبعد اتفاق جوبا للسلام ولمخاطرها على مسارالحكومة الانتقالية نحو تنفيذ مهامها، لأنها تفتح الباب أمام محاولات الانقضاض على الثورة الشعبية وعودة التسلط والقهر تحت مظلة أحزاب وكيانات تشكلت فجأة ومازالت تتشكل تحت شعارات مضللة لا تخدم للسودان ولا السودانيين قضية. للأسف جاءت تصريحات وزير العدل في الحكومة الانتقالية التي نفى فيها وجود ثوابت سودانية لتبرير موقفه من التطبيع مع إسرائيل متجاهلاً الواقع الذي جاء به على أكتاف الجماهير التي طرحت ثوابت سودانية لخصتها في سلام حرية عدالة، إضافة للثوابت السودانية التي حافظت على تماسك نسيجه المجتمعي رغم كل المؤامرات المصنوعة لإضعاف إرادته الغلابة. مرة أخرى نقول للذين يريدون استغلال الوصع الذي فرضوا فيه أنفسهم تحت شعار الانتصار للإرادة الشعبية للتسلط على رقابهم والزعم بأن هناك سنداً جماهيريا يؤيد موقفهم من التطبيع : إن هذه المحاولات البائسة لن تحميهم من غضبة الشعب المعلم الذي لن يصبر طويلاً أمام أي شكل من أشكال التسلط والقهر. نكرر النداء للأحزاب السياسية والمهنيين وقوى المجتمع المدني وحركات الكفاح المسلح التي وقعت على اتفاق جوبا والتي ننتظر توقيعها كي تؤجل خلافاتها الحزبية والمطلبية والتكالب على المناصب والغنائم في هذه المرحلة الانتقالية، وأن تعكف على إعادة بناء تنظيماتها الحزبية والنقابية والمجتمعية حتى قيام الانتخابات .. بعدها فليتنافس المتنافسون. اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.