اتهمت الحكومة إسرائيل بتنفيذ هجوم جوي استهدف مصنع اليرموك منتصف ليل أمس الأول استناداً لإدلة تم العثور عليها وجمعها من موقع الحادث، وأعلنت في ذات الوقت احتفاظها بحق الرد على تل أبيب "في الزمان والمكان" و"رد الصاع صاعين" وبرأت دول الجوار ودولة الجنوب والقوى الداخلية من التورط في هذه العملية، فى وقت لم تستبعد القوات المسلحة وجود أختراقات في صفوفها ولكنها أكدت على مقدرة الأجهزة الاستخباراتية في الكشف عنها، فيما ناشدت الشرطة المواطنين بعدم التعامل مع الشائعات باعتبار أن ترويع المواطنين لها يعتبر مهدداً أمنياً. وقال وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة د.أحمد بلال في مؤتمر صحفي عقد بوكالة السودان للأنباء عصر أمس إنهم تيقنوا من تورط إسرائيل في العملية من خلال المخلفات الصاروخية بموقع الحادث والتي بينت مكان وتاريخ الصنع ورقم الكود وأضاف:"نحن تروينا قبل أن نطلق الاتهام وهذا قطع باليقين". وأشار إلى قصف المصنع بواسطة تشكيل جوي مكون من 4 طائرات أتت من ناحية الشرق والتي استخدمت تقنية عالية للتشويش على الرادارات لا تتوفر إلا لدول بعينها، وبرأ في ذات الوقت دولة الجنوب ودول الجوار والقوى الداخلية من التورط فى قصف المصنع، مبيناً بأن دولة الجنوب لا تمتلك التقنية التي تم استخدامها في القصف. وأكد أن مصنع اليرموك "تقليدي يصنع أسلحة تقليدية غير محرمة دولياً وليست ضد القوانين الدولية وإنما هي حق وطني خالص، وأردف" بأنه لايصنع أسلحة محرمة تحت الأرض"، وكشف عن وجود ترتيبات مستقبلية كانت تقتضي نقل المصنع لخارج حدود الولاية إلا أن الضربة جاءت استباقية قبل نقله، ولم يستبعد علم الدول المعتدية بعملية نقل المصنع لخارج الولاية. واعتبر بلال أن الغرض من العملية تعطيل وشل القدرات العسكرية للسودان لإضعاف قدرات الدولة داخلياً وخارجياً وسيادتها الوطنية ،مشيراً إلى أن نوايا إسرائيل وتخطيطها ضد البلاد أصبح وبات أمراً غير خفي. وكشف استنفار الدولة لكل قياداتها بغرض خلق تعبئة شعبية ضد الاعتداء، وأعلن عزم السودان تحريك إجراءات دولية ضد إسرائيل لدى مجلس الأمن والقيام بتحرك دبلوماسي بشرح القضية للبعثات الدبلوماسية، وتابع:"سنحتفظ بحقنا في الرد على دولة إسرائيل في الزمان والمكان باعتبار أن الاستهداف يدلل على الغطرسة"، وشدد على أن البلاد لاتمتلك القدرات العسكرية المتطورة لكنها تمتلك الوسائل التي "من خلالها تستطيع رد الصاع صاعين"، مبيناً "أن القصف لن يلين عزمنا ولن يوهن الإرادة السياسية لدينا وسلامة واستقلال القرار السياسي والسيادي للبلاد". من جهته لم يستبعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد وجود اختراقات داخل القوات المسلحة، وقال:"لسنا بمعزل عن الاختراق وليس مستبعداً أن يكون هنالك أختراق للقوات المسلحة طالما أننا لسنا بمعزل عن السياسات العالمية والاستهداف العالمي والعمل التخريبي سواء كان داخلياً أو خارجياً"، مؤكداً بأن لديهم أجهزة مختصة من الاستخبارات تعمل ليل ونهار لكشف أي اختراق للقوات المسلحة ووضع حد له، وأضاف" لولا هذه الأجهزة لما كانت الانتهاكات بهذه الصورة المتقطعة بل كانت ستكون بصورة أكبر"، وأكد بان كل القرائن تشير إلى أننا استهدفنا استهدافاً واضحاً، مشيراً إلى أنه تم رصد كل الخسائر وتجري معالجتها. من جانبه شدد الناطق الرسمي لقوات الشرطة اللواء السر أحمد عمر على أنه تم تأمين كل المواقع والسيطرة على الأوضاع عبر التنسيق التام بين قوات الشرطة وبإشراف المدير العام لقوات الشرطة، مبيناً بأن(30) عربة إطفاء هبت لموقع الحدث وأخمدت النيران خلال ساعتين، وتابع بان هنالك منازل تأثرت بالأحداث بمنطقة أبو آدم ، وطالب عمر بعدم التعامل مع الشائعات باعتبار أن ترويع المواطنين لها يعتبر مهدداً أمنياً.