موجة من التساؤلات دلقت عقابيل وفاة شقيق الرئيس السابق عبدالله البشير بالكورونا هو الموقف على ذمة التحقيق منذ إبريل من 2019م، ثم قدم للمحكمة قبل شهور قليلاً، وأثناء محاكمته تعرض عبدالله البشير لبعض الاضطرابات المرضية ومضاعفات نتيجة إصابته بالسرطان؛ ثم لاحقاً بالكورونا قبل أن يلفظ أنفاسه بمستشفى علياء، رحيل عبد الله البشير فتح عدة تساؤلات حول مصير المعتقلين وأوضاعهم الصحية والقانونية. تعامل بلا مهنية يقول المحلل السياسي أسامة عبدالماجد في تعليق ل (السوداني) إن النائب العام يتعامل بأسلوب سياسي مع معتقلين الإسلاميين، وظل يرفض إخراجهم للعلاج بصورة مستمرة. ويعتقد أسامة أن النائب العام يريد أرضاء لجان المقاومة والشارع بالتعنت في معاملة المعتقلين الإسلاميين، وقال إن الحرية والتغيير تعرضت لهزيمة ساحقة بسبب سكوتها على المعاملة القاسية التي يتعرض لها المعتقلون الإسلاميون، مبيناً أن النيابة العامة لم تتعامل بمهنية وتتحمل مسؤولية الأوضاع المزرية التي يعاني منها المعتقلون الإسلاميون.
النيابة وعبدالله البشير النيابة العامة في أعقاب الهجوم عليها من قبل مناصري وأقارب الراحل عبدالله البشير أخرجت بياناً صحفياً توضيحياً قالت فيه إنها سمحت له بالعلاج في المشافي بأوقات سابقة حينما كان الأمر بيدها، وأن الراحل عبدالله البشير أوقف بعدة بلاغات أخرى بلاغ يحاكم فيه أمام القضاء؛ وإن طلبه للعلاج بالخارج أحالته النيابة للمحكمة وصار الأمر خارج يدها وفي محيط الدعوى الجنائية القضائية، وقالت النيابة إنها ترفض المزايدة السياسية في أوضاع المعتقلين. أبرز المعتقلين منذ إبريل من العام 2019م اقتيد العشرات من المحسوبين على النظام السابق وتم وضعهم قيد الاعتقال بسجن كوبر أبرزهم رأس النظام السابق المشير عمر البشير وقيادات حزبه "علي عثمان محمد طه، ونافع علي نافع، وعوض أحمد الجاز، وعثمان يوسف كبر، ويوسف عبدالفتاح، واللواء يونس محمود، وهاشم عمر، وعبدالرحيم محمد حسين، وأحمد هارون، وعلي محمود عبدالرسول، وعبدالرحمن الخضر، وعمر نمر، وعبدالقادر محمد زين، والزبير أحمد الحسن، وكمال إبراهيم، ومحمد حاتم سليمان، والحاج عطا المنان، وعادل السماني، ومحمد أحمد حاج ماجد" ومن حزب المؤتمر الشعبي اقتيد كل من "إبراهيم السنوسي، وعلي أحمد البشير، وعلي الحاج، وعمر عبدالمعروف"، قبل أن ينضم إليهم لاحقاً عدد من القيادات الشبابية أبرزهم "النعمان عبدالحليم، ومعمر موسى" ثم القيادي الإسلامي التاريخي عبدالرحيم عمر محي الدين، والبروفسير إبراهيم غندور، والمهندس إبراهيم محمود حامد. قدم بعض من هؤلآء للمحكمة بينما مازال آخرون قيد الانتظار والاكتفاء معهم بتحري النيابات، بينما اعتقل آخرون لمدة عام وأفرج عنهم دون محاكمات أبرزهم حسبو عبدالرحمن وحامد صديق. عملية جراحية ولا محاكمة في يونيو رحل القيادي بالمؤتمر الوطني المحلول الشريف عمر بدر متأثراً بالكورونا بعد توقيفه بتهم فساد. رحيل الشريف بدر جعل حزبه المحلول يدمغ الحكومة بتصفيته وتعمد قتله، قبل أن تتبرأ النيابة العامة من ذلك وتعلن أنها أعطته رعاية صحية شاملة، وقال بيان النيابة حينها أن الحكومة أولت كل المعتقلين المصابين بالكورونا رعاية صحية. عاد الجدل مرة أخرى وتم اتهام النيابة بالتعمد في إهمال علاج عبدالله البشير الذي رحل مصاباً بالكورونا وطالب موكلوه بالسماح له بالعلاج بالخارج، الجدل الدائرة يشير إلى أن عدداً من المعتقلين يعانون من أوضاع صحية معقدة حيث أخضع المعتقل عبدالرحيم عمر محيي الدين لعملية جراحية وهي عملية تركيب قسرة للقلب؛ وقالت ابنته آلاء عمر محيي الدين إن والدها بالمعتقل منذ يونيو ولم يقدم لمحاكمة وأن أوضاعه الصحية تدهورت لدرجة اضطرت النيابة لنقله لإجراء عملية جراحية الخميس الماضي والسماح لشخص واحد فقط بمرافقته. وقالت ل(السوداني): "بعد إجراء العملية الجراحية؛ لم يفرج عنه، ولم يقدم لمحاكمة، ولم يفتح فيه بلاغ؛ إلا في منتصف نوفمبر الجاري وهو المعتقل منذ أكثر من خمسة أشهر". تدهور صحي مستمر عقابيل محاولة اغتيال رئيس الوزراء الشهيرة عبدالله حمدوك اعتقلت الاجهزة الامنية القيادي الشاب بالمؤتمر الوطني د. النعمان عبدالحليم ومنذ ذاك الحين لم يفرج عنه او يقدم لمحكمة، يقول النعمان عبدالحليم من محبسه ل (السوداني): "اجريت فحوصات صباح أمس (السبت)، وقبل ذلك خضعت لفحوصات دقيقة يوم الثلاثاء الماضية". وقال انه موجود بالحبس دون تجديد، واضاف: "النيابة طلبت من رئيس الجهاز القضائي الخميس الماضي تجديد حبسي؛ ولكنه رفض تجديد حبسي". حبس مستمر في يوليو الماضي اعتقل رئيس تحالف (حشد) معمر موسى وارسل للسجن، وبعدها قيدت ضده بلاغات وصفتها النائب العام في حديث سابق ل (السوداني) بالمعقدة، بيد ان احد المقربين من معمر موسى قال ل (السوداني) انه موجود بالسجن منذ ستة شهور دون محاكمة. وأضاف: "نحن نطالب بتقديمه للمحاكمة او الافراج عنه فوراً، فلا يمكن ان تعتقل شخصا بدون محاكمة طوال هذه المدة، ومعمر موسى كان من ابرز شباب الثورة يجب محاكمته او الافراج عنه فوراً". عمليات هارون يعاني رئيس حزب المؤتمر الوطني السابق أحمد هارون من ظروف صحية معقدة حسب تصريحات اسرته. وقالت ابنته علياء احمد هارون ل (السوداني): "تم نقله صباح أمس (السبت) لرويال كير؛ واجريت له عملية جراحية بالركبة". وأضافت ان والدها هارون اخضع لثلاث عمليات جراحية منذ دخوله المعتقل في ابراهيم الماضي اخرها أمس (السبت). غندور ومحمود: حبس مستمر رئيس حزب المؤتمر الوطني المحلول د. إبراهيم غندور وضع باعتقال منذ يونيو الماضي تقول ابنته د. وفاء غندور ان والدها لا يعاني من اي امراض وان وضعه الصحي جيد ولكنه موجود بالحبس دون محاكمة. وأضافت: "رغم وجوده بالمعتقل لمدة تزيد عن خمسة شهور؛ إلا انه لم يقدم للمحاكمة وتم التحري معه لمدة نصف ساعة فقط وفتح بلاغ واحد ضده، وهو بلاغ غير قانوني، ويتم تجديد حبسه شهرياً ومن غير علم موكليه ونحن نطالب بتقديمه لمحاكمة او الافراج عنه". فيما قال احد افراد أسرة الباشمهندس ابراهيم محمود ل (السوداني) انه معتقل منذ اربعة شهور دون تقديمه لمحاكمة، وان النيابة تحرت معه مرة واحدة؛ وبعدها لم يخرج من المعتقل، وقال ان وضعه الصحي جيد ولا يعاني من اي مشاكل صحية. شقيق البشير: مشاكل صحية لم يكن شقيق البشير، الراحل عبدالله وحده من وضع بالحبس، فهنالك شقيقه علي البشير الموقف بالنيابة منذ ثمانية شهور، يقول ابنه أواب علي البشير ل (السوداني): "والدي يعاني من مشاكل صحية خاصة في وظائف الكلى، ولم يقدم لاي محاكمة". وأضاف: "منذ ثمانية شهور ووالدي خلف المعتقل دون محاكمة؛ والبلاغ مفتوح منذ ثمانية شهور. نخشى على صحته وهو يملك كلية واحدة يمكن ان تتوقف ويلقى حتفه". وكشف بان نسيبهم نورالدائم إبراهيم موجود هو الآخر بالمعتقل منذ عام ولم يقدم لمحاكمة مطلقا، واكتفت السلطات بالتحري معه فقط. الحاج والسنوسي.. أصدقاء المستشفى الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي ورئيس شورى الحزب د. علي الحاج وابراهيم السنوسي؛ اعتقلا منذ عام وقدما لمحكمة المشاركين في انقلاب الثلاثين من يونيو، بيد انهما يعانيان من بعض المشاكل الصحية استدعت نقلهما لمستشفى دار العلاج لمدة طويلة. ويقول موكلهما كمال عمر ل (السوداني) ان الحاج السنوسي وعلي الحاج موجودان حاليا بمستشفى يستبشرون ويعانيان من امراض مزمنة؛ منها ضغط الدم والقلب والسكري، وان حال اصابتهما بالكورونا ستؤدي لمضاعفة اوضاعهما الصحية، وطالب كمال عمر الحكومة بالافراج عنهما لسوء اوضاع المستشفيات؛ في ظل انتشار الكورونا. وقال عمر ان تعرض موكليه لاي مخاطر ستقود إلى ما لا يحمد عقباه وستجعل السودان في حالة من البركان. عدالة غائبة ثمة عدد من الشخصيات المحسوبة على الحركة الإسلامية اعتقلوا في أوقات سابقة ولم يتعرف عليهم الإعلام بل لم يقدموا لمحاكمة واكتفت الجهات الحكومية بالتحري معهم فقط، وقال قيادي بالحركة الإسلامية فضل حجب اسمه: "اكثر من خمسة عشر معتقلاً منذ ابريل من 2019م لم يقدموا لمحكمة، منهم مدير منظمة الشهيد محمد احمد حاج ماجد، ومنسق الدفاع الشعبي السابق كمال ابراهيم، ومنسق الدفاع الشعبي الاسبق عادل السماني، ومدير التلفزيون محمد حاتم سليمان، ومحمد أحمد الهادي، وصديق عمر ادريس". وقال ان كل هذه المجموعة لم تقدم لمحاكمة رغم مرور اكثر من 18 شهرا على اعتقالهم.