تحديات عديدة تواجه ولاية القضارف بعد التوترات مع الجارة إثيوبيا وتدفق اللاجئين على المعسكرات داخل الولاية فضلا عن أن المشاريع الزراعية الواقعة في منطقة الفشقة تمر بمرحلة مفصلية وهي مرحلة الحصاد إضافة إلى أن الحصاد يعتمد بشكل كبير على العمالة الإثيوبية، وهناك مشكلات أخرى تواجه الولاية أهمها مياه الشرب "السوداني" حاورت والي ولاية القضارف د. سليمان علي عن الوضع الراهن بالولاية . *ما هو تقييمكم للعلاقات مع الجارة إثيوبيا بعد التوترات الأخيرة ؟ اولا احيي شهداء ثورة ديسمبر العظيمة الذين وضعوا بلادنا في منصة تأسيس جديدة وخلق قطيعة مع واقع الإخفاقات بأنواعها السياسية والحروب الاهلية. وأود ان أشير الى ان سياسات النظام السابق وانهزام جبهته الداخلية من خلال الحروب التي اشعلها في السودان خلقت تلك الفوضى في العلاقات مع دول الجوار. والان ظروف الثورة مواتية من أجل فرض سيادة السودان على أرضه وهذا ما يجري حاليا ونحن لسنا معتدين ولا دعاة حرب ونسعى الى علاقات جيدى مع إثيوبيا وهي علاقات ازلية معروفة ولكن في ذات الوقت نطالب الجانب الإثيوبي بالالتزام والسير في إظهار العلامات الحدودية وحسم ملف الحدود التي تم ترسيمها منذ العام 1902م من خلال الاتفاقية بين الإمبراطور الإثيوبي والحكومه البريطانية التي كانت مستعمرة للسودان . *وكيف تمضي الأوضاع الامنية حاليا في منطقه الفشقه الحدودية؟ الوضع الأمني في الفشقة ممتاز للغاية والمواطنون مطمئنون جدا بتواجد القوات المسلحه السودانية وهذه المنطقة كانت فيها فجوة امنية كبيرة في السابق ولكن الآن بفضل هذا الانتشار وإعادة التموضع للقوات المسلحة شعر المواطن بالامن والأمان . *ماهي المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوداني؟ لا يمكن التحديد طبعا ولكن عادت الينا الاراضي بنسبة 95% وهناك جيوب محددة في مناطق معينة سيجري التعامل معها قريبا وهذا الأمر حقق كثيراً من سد الثغرات في منطقة الفشقة . *هل تأثر النشاط الاقتصادي بالأحداث الجارية بالولاية؟ بالطبع منذ اليوم الأول كنا نعلم بأن تدفقات اللاجئين سوف تؤثر على الإمدادات في الدقيق والوقود وحدث هذا فعليا ولدينا فجوة في دقيق الخبز ومن هنا نناشد وزارى التجارة بزيادة حصة الولاية من الدقيق لان الولاية بها حوالي 65 الف لاجئ ويضغطون على الإمدادات المركزية من الدقيق ويجب أن تراعي الولاية وتستثنى من هذه الحصص المعتادة، وهناك أيضا عمالة زراعية دخلت الولاية وإعداد كبيرة من السيارات التابعة للمنظمات تشكل ضغطاً على موارد الولاية ولدينا حاجة ماسة لزيادة الحصص من الدقيق والوقود . *ماهي الضوابط والإجراءات التي وضعتها الولاية لتنمية الشريط الحدودي؟ لدينا خطة واضحة وبالامس اصدرنا قرارا بتنمية الشريط الحدودي وتشكيل لجنة تضم كافة الوزارات والاجهزة الأمنية في الولاية وستقوم بتنفيذ المشاريع التنموية المرصودة وهناك خطط سابقة موجودة لتنمية الشريط الحدودي من حيث المياه والصحة والتعليم والطرق الزراعية والمسفلتة لاستقرار المواطنين من خلال دعم الزراعة في الشريط الحدودي وتمليكهم وسائل الإنتاج لحراسة وتعمير هذه الأرض . *وكيف الوضع الصحي بالولاية؟ نواجه حالات انتشار لجائحة كورونا وفي الوقت نفسه تسير الإجراءات بصورة طيبة للحد من انتشار الجائحة ومقاومتها وتم تنفيذ كافة الإجراءات الاحترازية وتطبيق القرار الخاص بمنح الأعمار فوق 55 عاما إجازات ونسير بخطوات كبيرة في التباعد الاجتماعي . *موقف الولاية بالنسبة للاجئين؟ تم تهيئة معسكر أم راكوبة وهو معسكر سابق للاجئين والآن فيه أعداد كبيرة منهم تفوق 25 ألف لاجئ ويجري تجهيز موقع آخر، واشترطنا تجهيزه بالكامل، وأؤكد استقرار أحوال اللاجئين وفي البداية كانت استجابة المنظمات ضعيفة ولكن حدث تحسن كبير في مدى الاستجابة . *هل تم حل مشكلة مياه القضارف؟ حقيقه تمثل قضية المياه معضلة حقيقية في الولاية ولدينا حل جذري وهو محطة المياه من سد ستيت وتوقف هذا المشروع بسبب التمويل وحاليا وبجهود حكومة الولاية تم إيصال القضية الى أعلى مستوى وكون السيد رئيس مجلس الوزراء لجنة لفك التمويل من بنك جدة الإسلامي وتلقينا البشريات بدفع المكون المحلي وبعودة التمويل للمشروع يمكن أن تحل قضيه مياه القضارف، ولكن هذا ليس المشروع الوحيد لدينا و هنالك خطة لحل جذري لمشكلة المياه في كل الولاية. *في رأيك هل هناك حل جذري لمشكلة مياه الولاية؟ نسعى لاقامة محطات وآبار للمياه في محليات ولاية القضارف لأن مشكلة العطش واجهتنا إبان زيارتنا الى منطقة الفاو وهناك عدد كبير جدا من القرى ليست بها أي مصادر للمياه ولدينا الآن خطط مع المنظمات لإقامة محطات مياه في منطقة راشد وغيرها من المناطق التي تتوفر بها مصادر للمياه الجوفية . *وماذا عن طريق المفازة الحواتة؟ هذا الطريق فيه فساد منذ النظام السابق وهو من القضايا الموروثة لا حول ولا قوة لنا فيها ولكن تم إيصال القضية الي أعلى مستوياتها وهناك لجنة مع النائب العام نأمل أن تسرع إجراءاتها وان يتم تمويل اتحادي للطريق مرة أخرى وجلسنا مع وزيرة المالية وادارة التنمية بوزارة المالية ووعدوا باعادة الدراسة لهذا الطريق . ماهو تقييمك للموسم الزراعي الصيفي؟ من المعلوم أن ولاية القضارف زراعية من الدرجة الاولى وفيها الكثير من المشاريع تمثل أهم المحاصيل وهي الذرة والسمسم والفول السوداني وعباد الشمس وغيرها من المحاصيل . كم بلغت مساحة الموسم الصيفي؟ هذا العام تمت زراعة 8 ملايين فدان وهذه المساحة كبيرة للغاية، واجهت الموسم كثيرا من العقبات في الوقود الزراعي ولكن تخطينا المشكلة بالتعاون مع الحكومة الاتحادية ووزارة الزراعة والطاقة وانساب الوقود وان كانت ليست الكميات المطلوبة للمزارعين واستطعنا أيضا تمويل عمليات الكديب بالاتصال مع السيد الرئيس ووزير الزراعة ومحافظ البنك المركزي ومدير عام البنك الزراعي تيسر هذا الأمر وحصل المزارعون على التمويل الكافي لمرحلة الكديب وفيما يتعلق بمحصول السمسم واجهتنا عقبات منها آفة الهاموش مما دعا بعضا من المزارعين الى الاحجام عن زراعة الذرة بدلا عن السمسم بسبب تلك الآفة ومن المؤكد ان الموسم ناجح بلا شك، واعتقد ان الزراعة هي المخرج الحقيقي من الازمة الاقتصادية الخانقة ونامل ان نكون البلد الزراعي الأول أفريقيا . هل وجدتم مبيد لمكافحة آفة الهاموش التي ظهرت علي محصول السمسم؟ الافه غير مسجلة وهي آفة قومية وطلبنا بتسجيلها لتسهيل التعامل معها وفي هذا الموسم تم تجريب بعض المبيدات ونجحت في محاصرة الافه وهناك مساع لتطوير هذا المبيد احترازا للموسم المقبل .