(حتى الكافتريات ورونا ليها)، بهذه العبارة اختصرت زميلة صحفية المشهد في زيارة الأيام الثلاثة لولاية القضارف. ضربة البداية كانت هناك حيث يقف سد أعالي عطبرة وستيت، وعمله الذي يسير على قدم وساق، ومنه إلى التأمين الصحي مرورا بمشاريع الكهرباء بالإضافة إلى محطات تنقية المياه، وكذلك المبنى الجديد للمجلس التشريعي، وفندق قيد الافتتاح، وبين هذا وذاك كانت الشوارع التي تسعى حكومة الولاية لإكمالها أو توصيلها إلى محطات سبق أن تم تحديدها. التحدي الأصعب (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ).. الآية الكريمة تلخص التحدي الأكبر الذي يُجابه إنسان القضارف قبل حكومة الولاية، واعتبر أحد المواطنين في حديثه ل(السوداني) أمس، أن مشروع الحل الجذري لمياه القضارف كان حلما وفي طريقه لأن يتحقق. وبحسب إفادات الرسميين في حكومة ولاية القضارف، فإن افتتاح المشروع سيكون في نهاية العام الحالي. أما تفاصيل المشروع طبقا للقائمين عليه فإنه ينتج 75 ألف متر مكعب بدلا عن 25 ألف متر مكعب، ونسبة الأعمال فيه تجاوزت ال80%. فيما كشف وزير التخطيط العمراني بالولاية حمد النيل محمد عن أن المحطة الرئيسية لإنتاج المياه تم تمويلها اتحاديا بمبلغ (58) مليون دولار بما في ذلك الأعمال المدنية، كما أن الطلمبات وصلت إلى مدينة بورتسودان، مشيرا إلى أن خطوط توزيع المياه تبلغ (4) بوصات بعمق (5) أمتار. الوزير أوضح أن إمداد ولاية القضارف من مياه الشرب يأتي من نهر أعالي عطبرة وستيت عبر خط ناقل طوله (70) كلم، قاطعا بأن إنشاء الخط تم بجودة عالية لتمنع تعرضه ل(الصدأ) من الداخل، مشيرا إلى أن محطة المعالجة والخزان العلوي تعتبر المنشآت الرئيسية للمشروع، وأضاف: يجري الآن تركيب بعض المواسير والطلمبات وسينتهي في غضون الأيام المقبلة. محطة تعزيز الضخ فسر إنشاءها الوزير بأن الهدف منها رفع المياه إلى (170) مترا، وبالتالي فإن ضخ هذه المياه يحتاج لجهد لذلك تم إنشاء محطة تعزيز الضخ، كاشفا عن اتجاه القضارف لإنشاء سدود إضافية بجانب ال(7) سدود الموجودة أصلا بالولاية. من جانبه قال المهندس المقيم بمشروع أعالي نهر عطبرة والستيت، إن المياه ستكون صافية طوال العام وتخفف الضغط على محطة المعالجة، مشيرا إلى أن الخط الناقل من محطة المعالجة وحتى القضارف ومحطة تعزيز الضخ في منتصف المسافة أي أن الارتفاع بين القضارف والموقع الرئيس لإنتاج المياه يبلغ (155) مترا. الثروة الحيوانية وزير الثروة الحيوانية والسمكية عمر موسى لم يكن بعيدا عن يد (السوداني) لاستنطاقه حول حقيقة أوضاع الثورة الحيوانية في الولاية المنتجة، وأكد في حديثه ل(السوداني) أمس، وجود (9) مليون رأس بالولاية، وأن أغلبها من الضأن، كاشفا عن تصدير القضارف لحوالي (20) مليون رأس من الضأن إلى السعودية، معتبرا هذا العدد يمثل نسبة (45) بالمائة من صادر البلاد من الضأن. وأكد موسى أنه على الرغم من وجود البيئة المناسبة لتربية الثورة الحيوانية وخصوصا الضان، إلا أن أسعار اللحوم مرتفعة جدا. مشيرا إلى أن سعر كيلو الضأن وصل إلى (140) جنيها و(120) للعجالي.. مبينا بأن التجار يرغبون في التصديرها بدلاً عن البيع المحلي لأن العائد المادي كبير. مشكلات وتحديات عديدة تواجه الثروة الحيوانية في القضارف لخصها الوزير في نقص لقاحات علاج الثروة الحيوانية بجانب تهريب البقر الإثيوبي (الكرور) عبر الحدود مما يسهم في نقل الأمراض للأبقار بالولاية وأضاف: نعاني من نقص في المياه بشمال القضارف في فصل الصيف، داعيا الدولة للاهتمام بحصاد المياه. وفي مجال الاستزراع السمكي كشف وزير الثروة الحيوانية عن استعداد الولاية للدخول في شراكات مع أي جهة، محددا الشركات الكبيرة للدخول في الاستزراع السمكي في ترعة الرهد، مؤكدا أنه تم الاتصال مع الوزارة الاتحادية وهي متحمسة لهذا الأمر لأنه سيغطي حاجة الولاية والولايات الأخرى. المفاجأة تمثلت في إعلان الوزير عن مؤتمر تنمية الثروة الحيوانية بالولاية الذي يقيمه الاتحاد المهني للأطباء البيطريين في الفترة من 28- 30 من الشهر الجاري برعاية مساعد رئيس الجمهورية فيصل حسن إبراهيم بمشاركة وزارتي الثروة الحيوانية الاتحادية والولائية بالإضافة إلى (200) شخص وسيتم خلاله تقديم 10 أوراق علمية. الكهرباء وزير التخطيط العمراني والكهرباء بالولاية حمد النيل محمد كشف في حديثه ل(السوداني) أمس، عن وجود 12 محلية، وأن 4 محليات لا توجد بها كهرباء، مشيرا إلى أن هناك مشروع إنارة (170) قرية بواسطة صندوق إعمار الشرق سيتم افتتاحه نهاية العام الجاري وبذلك تصل التغطية الكلية إلى أكثر من 85%، مؤكدا افتتاح طريق المصارف سمسم أم الخير بطول 146 كيلو ممول من صندوق تنمية الشرق في ديسمبر القادم، بالإضافة إلى طريق الفاو المفازة بطول (108) كيلومترات ويربط مناطق الإنتاج بالاستهلاك. التأمين الصحي مدير التأمين الصحي بالقضارف د.إبراهيم عبد الرحمن كشف في حديثه ل(السوداني) أمس، عن تغطية أكثر من (55) ألف أسرة بخدمة التأمين الصحي بنسبة بلغت (91.6) بالمائة، معتبرا ولايته الأولى في تقديم خدمة التأمين الصحي، مشيرا إلى أن للتأمين الصحي (300) منفذ لتقديم الخدمة، لافتا إلى توفر كل الأدوية وأن صندوق الإمدادات الطبية القومي اتصل بهم مرتين طالبا أدوية نسبة لنفاد الكمية لديها، كاشفا عن توفير صندوق الإمدادات الطبية بالولاية ل (690) صنفا، وأضاف: الأدوية الموجودة بمخزن الإمدادات الآن تقدر ب (300) مليار جنيه بما في ذلك أمصال الثعابين والعقارب. المالية تتحدث من جانبه أكد وزير المالية بالولاية عمر محمد نور في حديثه ل(السوداني) أمس، أن الولاية غنية بالموارد وأن هذا ما يجعل الرهان عليها في تغيير الاقتصاد بالسودان، مشيرا إلى أن المساحة المزروعة في القضارف بلغت 25% من زراعة مطرية، كاشفا عن أن الولاية تعد رقم 4 في مجال التعدين، كما أن المراعي تبلغ مساحتها مليونَي فدان. وأوضح وزير المالية بأن موازنة الولاية عكست الإيجابيات في الجوانب المتعددة، مشيرا إلى أن موازنة الولاية لهذا العام بلغت 3.4 مليار جنيه، وأنها في المرتبة الثالثة على مستوى السودان، كاشفا عن أن 50% من الموازنة مخصصة للتنمية و22% من الميزانية مخصصة للفصل الأول، وأضاف: المتبقي للمصروفات؛ مؤكدا أن التنمية بالولاية تشهد تصاعدا مستمرا. التعليم في المشهد وزير التربية والتعليم إدريس نور أكد في حديثه ل(السوداني) أمس، أن حكومة الولاية ساهمت في حل كثير من المشكلات التي كانت تواجههم، مشيرا إلى إفراد نسبة كبيرة من الميزانية للتعليم، لافتا إلى أن هناك مساهمات لبعض المنظمات في تعليم مرحلة الأساس. وأكد إدريس ضرورة الواقعية وأن هناك بعض المشكلات في التعليم، واستدرك: لكن جزءا كبيرا منها تمت معالجتها. وتناول الوزير التعليم الفني وأهميته ليست بالولاية فحسب بل في جميع السودان، مبررا لذلك بأنه يخرج كوادر وسيطة تحتاج إليها عملية التنمية، مشيرا إلى أن هذه الكوادر كان لها دور في تطور الدول الكبرى. كوكتيل ختامي في السياق أجمل نائب الوالي ووزير الزراعة عبد الله سليمان في حديثه ل(السوداني) أمس، مشهد الولاية ووضعها، موضحا أن القضارف بها منتجات زراعية وحيوانية مرغوبة في الخارج، وأضاف (حتى التسالي يتم تصديره للخارج)، مشيرا إلى نجاح زراعة القطن مطريا في ولاية القضارف، وأضاف: نتوقع أن يكون هناك أكثر من مشروع جزيرة. ودعا سليمان إلى تطوير الريف باعتباره من هموم الولاية. وفيما يختص بالتقاوي أكد أن حكومة القضارف نجحت في توطينها، مشيرا إلى إنشاء منتجع الفيل السياحي بمساحة (100) ألف فدان بهدف حفظ البيئة بالولاية، لافتا إلى النشاط الذي تقوم به بعض الجهات لسكن المواطنين بدلا عن القطاطي.