حدث عظيم يضاف إلى صفحات مدينة أمدرمان التاريخية الضاربة في الجذور بتدشين مجمعي الكاردينال للجراحة والعظام اللذين يعدان من أكبر المجمعات الطبية في البلاد . ما أثار إعجابي نتج عن مشاهد رائعة وصور موحية بعث لي بها المستشار الإعلامي بسفارة خادم الحرمين الشريفين الأستاذ فيصل الشهري حول مشاركة سفير خادم الحرمين الشريفين علي بن حسن جعفر في عرس الإنسانية للدكتور أشرف سيد أحمد الكاردينال بمدينة أمدرمان في حدث لا تقل أهمية من زيارة الرئيس المصري للبلاد..وأعتقد أن رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك قد أضاع سانحة لا تعوض ومنبراً مهيئاً كان الأجدر لحكومته أن تستغلها وتستثمرها في استمالة رجال الأعمال لحذو الكاردينال لمعالجة إشكالات القطاع الصحي المتردية بالبلاد بدلاً عن تسجيل الغياب في دفتر الوفاء للوطن وأبنائه الشرفاء البارين. بلغتني الدعوة لحضور هذا الحفل ولكن لم أتمكن نتيجة لوعكة صحية عارضة غير أني تابعت الحدث باهتمام كبير من خلال هذه الصور التي بعثها صديقنا الشهري ومواقع التواصل الاجتماعي التي سارعت هي الأخرى لتغطية الحدث في أبهى. صور تجليات الجمال . مشاهد تهز الوجدان الإنساني وتحرك فيه النخوة والشهامة والإقدام لاقتحام هذه العقبة الكؤود التي ظلت عصية على كثير من رجال الأعمال للتنقيب في هذا المجال المهم . في مساء من ذات اليوم أطل علينا صديقنا الشهري مرة أخرى بخبر وصور جديدة حول قدوم الوفد الطبي السعودي التابع لمركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية الزائر للبلاد حيث كان في استقبالهم سفير خادم الحرمين الشريفين .. علي بن حسن جعفر لغرض دراسة إجراء عمليات زراعة الكبد في السودان، وذلك في إطار المشروعات المستمرة التي ينظمها المركز في السودان وقد نفذ مؤخراً جملة من البرامج والمشروعات في عدد من المجالات خاصة في الجوانب الصحية، اشتملت على عدد من القوافل، واحتوت على عدد من الأجهزة والأدوية والمعينات الطبية وأدوات الوقاية من كورونا، وإنشاء مخيمات طبية في العاصمة والولايات السودانية، بتوجيه سامٍ من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وإشراف ومتابعة من سفارة خادم الحرمين بالخرطوم نهار ومساء السبت كان حافلاً بالعمل الطبي والإنساني ..كان سبتاً مشرعاً بالخيرات المتناثرة من سماحة كلا الرجلين وحقاً نقول السفير السعودي علي بن حسن جعفر والدكتور أشرف الكاردينال صنوان في خدمة الإنسانية . مجمعا الكاردينال التخصصيان للجراحة والعظام جاءا كمقدمة لافتتاح شبكة من المستشفيات والمراكز الصحية التي شيدها بعدد من ولايات السودان وسيرفد هذه المجمعات الطبية بمجموعة من الأطباء المميزين والممرضين لتقديم خدمات الرعاية الصحية الجيدة بمجمعي الجراحة والعظام بأمدرمان والمستشفيات الأخرى القادمة في طريقها نحو التدشين قريباً وقطعاً سيحظى الطاقم الطبي بالعناية والرعاية الخاصة من الكاردينال شخصياً لضمان الجودة والتميز وتحقيق رسالة التسامح في مضمونه الاجتماعي. دخول الكاردينال لحلبة السباق في مجال العمل الإنساني يعتبر مشجعاً ومحفزاً لرجال الأعمال للدخول في هذا الميدان خاصة وأن بلادنا لا تحتوي على رعاية صحية شاملة لتغطي الحاجة الماسة وهنا تبرز أهمية مجمع الكاردينال للجراحة والعظام لأنها تخدم الشريحة الأضعف من الفئات الاجتماعية الذين لا يملكون إلا جهدهم ولا يمتلكون التأمين الصحي لضمان العلاج في المستشفيات الجيدة خاصة وأن مستشفى أمدرمان التعليمي يعتبر نقطة التقاء لولايات دارفور وكردفان الكبرى والولاية الشمالية خاصة لمصابي الحوادث المرورية فضلاً عن الخدمة الطبية المميزة التي سيحظى بها ذوو الدخل المحدود وسكان المناطق الطرفية حول مدينة أمدرمان وما جاورها . لقد بات اليوم في عاتق رجال الأعمال مسؤولية اجتماعية كبرى بعد أن ألقت الأزمة الاقتصادية آثاراً كارثية على تكلفة العلاج وأصبح الحصول على العلاج الميسر رحلة لا تتم إلا بشق الأنفس أو بخروج الروح ..!! لذلك فإن التوسع في إنشاء مثل هذه المستشفيات التخصصية لخدمة المواطن يعتبر من أفضل المبرات والأعمال الخيرية على الأطلاق لأنها في الأساس تخدم الاحتياجات الصحية للمواطن السوداني الذي ظل يعاني كثيراً في سبيله ويحمد للكاردينال هذا الصنيع العظيم لتقديم أحسن الخدمات الطبية للمواطن السوداني مقدماً سفراً جديداً للمسؤولية الاجتماعية للبلاد . ومن هذه المساحة أناشد رجال الأعمال للولوج في هذا الحقل الذي ينتظر منهم الكثير ونامل أن نشاهد مستشفى تخصصياً للسرطان ومستشفى تخصصياً للكبد ومجمعاً تخصصياً لمشاكل الجهاز التنفسي و مستشفى لأمراض القلب ومجمعاً لجراحة المسالك البولية ومجمعاً طبياً لأمراض السكري و مستشفى تخصصياً للأطفال بتمويل كامل وشامل من رجال الأعمال السودانيين وقطعاً هذه المستشفيات التخصصية مجتمعة بات اليوم أمراً ضرورياً نتيجة للضغط من المرضى ورواد العلاج على المستشفيات الحكومية القديمة المتهالكة والآيلة للسقوط وليكن شعار الجميع "تطوير الخدمات العلاجية الحديثة بالبلاد" ضريبة وطنية ..!! ويكفي أن الاستثمار في تنمية الإنسان يعتبر خدمة عظيمة للحاق بالعالم المتقدم والمتطور بعقليته وإنسانيته ومواقفه النبيلة.