مصدر مسؤول بوزارة النفط أبدى دهشته ل(السوداني) أمس، من تفاقم أزمة الوقود بولاية الخرطوم، كاشفا عن أنه حسب دراسة أجرتها وزارة النفط، فإن حجم استهلاك ولاية الخرطوم من الجازولين يقدر بحوالي 2700 لتر في اليوم، مؤكدا أن وزارته توفر 3000 لتر جازولين حالياً بجانب توفير 2500 لتر بنزين، قاطعا بعد تقليص هذه الحصة طيلة الأيام التي تصطف فيها السيارات بطلمبات الوقود بالخرطوم. (وين الأزمة؟) المصدر الرفيع بالوزارة بحكم اطلاعه على حجم ما توفره الوزارة، قطع بأنه مندهش، وقال: (أين تكمن الأزمة؟) عازيا استمرار الأزمة لحالة الهلع والفوضى التي ينتج عنها البيع في السوق الأسود، مشيرا إلى أن احتياطي الوقود المتوفر يكفي حتى شهر رمضان، وأضاف: الوضع مستقر ولا توجد أي مشاكل فقط حالة من الهلع غير مبررة تتسبب في الكثير من الأزمات. وجود سوق سوداء في ملف الوقود بدا أمرا مثيرا للحنق لجهة أنه أضحى الشماعة التي يعلق عليها أي مسؤول ندرة سلعة أو اختفاءها في وقت يمكن فيه مراقبة الأسواق ومحاربة المتلاعبين والمتاجرين فيه، ويذهب المصدر الرفيع إلى أن ثمة جهات أخرى - لم يسمها - تتحمل مسؤولية الرقابة والتنظيم وحسم مظاهر الفوضى الماثلة. الوقود في الولايات المصدر لم يبخل على (السوداني) بكشف ما يعرفه عن حالة الوقود بالولايات، كاشفا عن استقرار موقف الوقود بكل الولايات، وأضاف أنه خلال يومي أمس وأمس الأول تم شحن ما يقارب 11 ألف طن من بورتسودان إلى الولايات. وأكد رسو ناقلة النفط (leopard) أمس بميناء بورتسودان تحمل 38825 طنا من البنزين، فيما يتوقع أن ترسو بعدها الباخرة (Harrison bay) غداً الاثنين، وتحمل 42 ألف طن من الجازولين. وكشف المصدر عن وقوف (3) بواخر في منطقة الانتظار حالياً، مؤكدا أنها ستدخل الميناء تباعا من بينها باخرة بنزين تحمل 38.868 طنا تقف منذ 23 أبريل الحالي، وأخرى وصلت فجر أمس إلى منطقة الانتظار لميناء بورتسودان تحمل 43.878 طن جازولين، وأخرى تحمل 15 ألف طن من غاز الطائرات. معلومات جديدة (السوداني) تحصلت على معلومات تكشف عن شروع وزارة النفط في التعاقد اليوم مع ست ناقلات نفط لتغطية شهر مايو باستيراد حوالي 240 ألف طن، فيما كشف مصدر مسؤول عن أن مصفاة الجيلي ستدخل الخدمة يوم الخميس القادم، وأن وزارة النفط تبذل جهوداً كبيرة في توفير كافة المشتقات البترولية، مضيفا أن هناك حلقة مفقودة لم يُعرف مكانها بعد. وحول خطة الوزارة في إعادة تشغيل مصفاة بورتسودان قال المصدر إن تكنولوجيا تشغيل مصفاة بورتسودان تجاوزها الزمن ولا مجال للاستفادة منها، مشيرا إلى أن المصفاة أنشئت في العام 1964م بطاقة تكريرية تبلغ 25 ألف برميل يوميا لخام النفط الذي كان يستورد من الخارج وهي غير مصممة لتكرير نوعية الخام السوداني، كما أن مكونات المصفاة الحالية لا يمكن الاستفادة منها إلا ببيعها كحديد خردة، كاشفا عن اتجاه ودراسات ومساعٍ بالوزارة لإنشاء مصفاة جديدة على المدى البعيد في بورتسودان لحاجة البلاد المتزايدة للتكرير.