رجالة كدة برم (عادل) شاربه الكثيف الذي يمتد على جوانب فمه ويتغول على مساحة واسعة من شفته السفلى ونظر إليّ مليئاً وهو يُمعن في فتل شاربه الذي سّرب إلى نفسي إحساس ما بالقذارة... وقصة القذارة هذه نابعة من إحساسي الدائم بأن الشارب الكثيف يحمل الكثير من الأوساخ ومخلفات الهواء أكثر من حمله لمعاني الرجولة والوجاهة وهي مسألة ثبتت عبر العديد من الأبحاث العلمية التي أظهرت جلياً أن الجراثيم تجد هذه الغابة بيئة مثالية للسكون، كما أنه وعملياً أكثر الرجال وسامة في العالم لا يحملون حشائش فوق فمهم... قال لي عادل وهو مسترسل في ممارسته بعض ظناً أنها من مظاهر الرجولة (نسوان شنو كمان البخليهمّ يسوقو قدامي... إلا أبقى أنا ما راجل)...؟؟؟؟؟ ذُهلت لبرهة وفركت عيوني جيداً لأتاكد أن هذا الحديث صادر منه وليس من رجل في عصر ما قبل التاريخ فالرجل أعرفه جيداً وهو يتمتع بقدر وافٍ من التعليم والمكانة الاجتماعية المرموقة كما وأنه من الطبقات الراقية... ويجيد المشاركة مع النخب في الليالي الثقافية وبرامج المسؤولية الاجتماعية. هل حقيقة يعي ما يقول أم أن حديثه من باب المناكفة فقط؟ استرسلت معه في الحديث..لأعرف حقيقة ما يعتمل في صدره فوجدته ُيثني على حديثه الأول ويؤكد أنه (رجاله كده) لا يسمح لامرأة أن تقود أمامه أو أن تتخطاه أثناء قيادته في الشارع العام أو تحقّرّ بيهو...؟؟ لا حظ إنه يتحدث عن الشارع العام والذي هو حق للجميع وليس عن مزرعته أو منتجعه. حقيقة... أفكاره تشابه شاربه تماماً...! وخلال انخراطي في الحياة العامة اكتشفت أن هناك أكثر من (عادل) يؤمن بأن المرأة خُلقت لتضايقهم في حياتهم وتشاركهم الطريق وكمان (مابعرفن يسوقنْ). ومع الأسف ما زالت النزعة الذكورية في مجتمعنا تتغلب على تصرفات البعض وتطغى على التطور الذي طال بعض الأشياء إلا النظرة الضيقة للمرأة. والشاهد أن المرأة وهي تقود سيارتها تلتزم بقوانين وقواعد السلامة المرورية أكثر من الرجل والإحصاءات لحوادث المرور في كل العالم تؤكد انخفاض معدل الحوادث عند النساء والأرقام لا تكذب ولا تتجمل. كما أن المرأة وبطبيعتها تميل إلى الهدوء والطمأنينة حتى في القيادة وتنفر من العنف والتهور والسرعة الزائدة ودائماً ما تفكر في أسرتها التي تنتظرها وعواقب تجاوز السرعة القانونية. فيا عادل القيادة ما (رجالة) القيادة فن وذوق وانضباط واحترام للطريق وشركاء الطريق... القيادة حقاً قيادة النسوان. للنساء فقط: همسة في أذن النساء خلف عجلة القيادة لا ترضخن لمعاكسات واستفزاز الرجال ولا تتنازلن عن حقكن في الطريق، السرعة الشديدة (كعبه) لكن البطء الشديد ده هو (الجايب لينا الكلام)... ُقدن باحترافية ولا تسمحن لأي شارب كان أن يأخذ حق من حقوقكن حتى لو كانت الإشارة حمراء والشارب كثيف... ولا تهبْن الشوارب... فما أكثر وأكبر حجم الشوارب في قيادات منظومة دفاعنا الجوي التي نتفت إسرائيل شعرها ولم تقو على حمايتنا، واتضح جلياً أن ضل الحيطة أفضل لنا عله يتلقى عنا ضربة دانة أو قذيفة عندما هربت الشوارب إلى البحر تقود أمامها خراف الأضحية... هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته