سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مدير عام مصفاة الخرطوم م.منيرة محمود عبد الله ل(السوداني): تكليفي صعب في ظل شح الموارد الاقتصادية والوضع حالياً (...) الصيانة تأجلت ثلاث مرات من بداية 2017م وحتى 2018م ل(...)
ما هو إحساسكِ وأنتِ تتسلمين منصبك بعاصفة الأزمة النفطية؟ أنا لست غريبة عن الأزمات، كما أنني لم أعيّن جديدة، بل كنت ضمن الفريق الأساسي الذي شارك في تصميم وتأسيس المصفاة عام 1997م، أي أنني من مؤسسيها؛ لكنه بالتأكيد تكليف صعب في ظل شح الموارد الاقتصادية، بيد أن تعاون القائمين بوزارة النفط والعاملين، جعلنا نتجاوز الصعوبات تجاوزا جزئيا.. وتمكنّا من إيقاف المصفاة لإجراء صيانة جزئية حتى نتفادى الوضع غير المريح. وما هي تفاصيل عملية الصيانة؟ صيانة المصفاة مثلها مثل أي منشأة صناعية لا بد من صيانتها ومعداتها دوريا، وذلك كل 3 أو 4 سنوات. وهذا وضع طبيعي في كل العالم.. وفترة الإيقاف لغير الصيانة تكون للفحص الهندسي أيضا من خلال فتح المعدات الداخلية والتأكد من سلامتها لأنها عامل أساسي بالنسبة للمصفاة، ووجود المواد الهايدروكربونية في درجة حرارة عالية أثناء التشغيل من الممكن أن يؤدي إلى كوارث لا تحمد عقباها. لكن الصيانة لا تتم بشكل مفاجئ بل وفق جدول زمني.. فلماذا حدثت الأزمة إذن؟ حقيقة الصيانة كان يفترض أن تكون في بداية 2017م إلا أنها تأجّلت للربع الأخير منه، ثم تأجلت مرة أخرى للعام 2018م. وما السر وراء التأجيل المُتكرِّر؟ بسبب الظروف الاقتصادية الموجودة في البلاد، خصوصا أن الصيانة تتطلب استيراد إسبيرات وقطع غيار. حاليا هل التزمت الحكومة باستيراد اسبيرات ومعدات الصيانة؟ بنك السودان على الرغم من الظروف الراهنة، إلا أنه كان متفهما للوضع، وساعدنا بدفعيات متقطعة، واستطعنا توظيفها على الوجه الأكمل بالتركيز على المعدات المهمة والملحة. كم تكلف الصيانة؟ نحن لدينا مصفاتان، وكلفة صيانتهما 102 مليون دولار وبهما معدات كبيرة يفترض أن نستوردها، لكننا لم نستطع ذلك.. لكننا في المقابل وفرنا مواد وإسبيرات مساعدة. بالتحديد كم سدد بنك السودان المركزي؟ تم سداد جزئية بسيطة حوالي 20% من المبلغ. ومن أين يفترض أن يتم استيراد الإسبيرات؟ من الصين وأوروبا، وبالطبع لدينا معدات أمريكية كان صعباً الحصول عليها وأحضرناها على مرحلتين، مرحلة عبر الوكيل بالصين ليُعاد شحنها إلى السودان وطبعا بسعر زائد. ما هو الموقف الآن في المصفاة؟ الموقف حاليا يتلخص في أن المصفاة بها عدة وحدات تدخل عملية الإنتاج بالتدريج، منها الذي يدخل مع بداية التشغيل، أي مرحلة (التقطير الجوي)، وقد دخلت الخدمة قبل 4 أيام، وتُنتج حالياً الجازولين، وهناك وحدة التكسير (بالعامل الحفزي) وهذه تستغرق زمناً طويلا حتى تدخل التشغيل. وكم تستغرق من الوقت؟ ما بين 8 - 10 أيام في حالة التشغيل المستمر، وما لم تحدث مشكلة تعيدنا للمربع الأول، نحن الآن مستمرون ولكن لم تكتمل المدة بعد. وما الذي تنتجه وحدة التكسير (العامل الحفزي)؟ هذه الوحدة هي قلب المصفاة، وتُنتج كل المنتجات الجازولين والبنزين والبتوجاز. حالياً كم يبلغ إنتاج المصفاة؟ المرحلة الآن تُنتج كميات ليست بنسبة 100%، وأنتجنا بنسبة 50%. وما هو سقف التشغيل الكامل؟ الإجابة صعبة لأن تشغيل المصافي دائما تكون فيه أحداث غير متوقعة وهي من العوامل التي تعيق استمرارية التشغيل.. فإذا حدث عطل يعيدنا للمربع الأول كما قلت لك.. أما اذا استمرت في الظروف الطبيعية سندخل الإنتاج الكامل من الثلاثاء إلى الأربعاء المقبل. بالأرقام لو سمحتِ؟ ننتج بنزين 1500 طن، وجازولين 1500 طن أما البتوجاز، فلم ننتج بعد لأن إنتاجه سيكون بعد اكتمال عملية التشغيل.. ولتبسيط الأمر لدينا مصفاتان، واحدة تعمل بخام مزيج النيل والأخرى بمزيج الفولة.. الأولى تحت التشغيل حاليا، أما خام الفولة فتحت الصيانة. في ظل الأزمة الحالية والصفوف.. ماذا تفعلون؟ حقيقة العاملون تجاوبوا مع الحدث ومنفعلون بالمعاناة، وكان من المقرر أن تكون عملية الصيانة 12 ساعة يوميا من 6 صباحا إلى 6 مساء، ولكن لظروف البلاد جميع العاملين بالمصفاة يعملون لمدة 24 ساعة، وحاليا أتحدث معك من المصفاة، خوفا من الاحتياجات المفاجئة. هل واجهتكم أي مشكلة في التعامل مع أي جهة في الدولة؟ لم تواجهنا أي مشكلة تعاون وقيادة الوزارة ورئيس مجلس الإدارة على تواصل يومي معنا عبر الهاتف والزيارات الميدانية.. وأمس كانت لدينا زيارة من الوزير الاتحادي. تحدثت مواقع التواصل الاجتماعي عن أعطال.. ما صحة ذلك؟ الحديث المتداول غير علمي، وينم عن أنه صادر من شخص لا علاقة له أو لا يعرف شيئا عن قطاع النفط وصناعته، وهو حديث غير صحيح. غير صحيح أم غير دقيق؟ غير صحيح، وليس لدينا أي طلمبة تعطلت، وعادة التشغيل يكون في 3 وحدات، منها 2 تعملان وتكون الثالثة في وضع الاستعداد. ودائما في المصافي المعدات (الدوارة والمضخات) إذا تعطلت واحدة فإن التشغيل لن يتوقف.