في وقت سابق قالت تقارير إعلامية إبلاغ الحكومة السودانية السعودية رسميًا نيتها عدم التجديد لقواتها ورغبتها في إعادة توصيف دور القوات السودانية وواجباتها ضمن التحالف. ووفقاً للتقارير فإن عملية إعادة التوصيف تهدف إلى بقاء القوات السودانية ضمن التحالف ولكن في غرفة العمليات، وفي إطار استشاري أو المشاركة بقوات لوجستيتة لا تشارك بالمهام القتالية. الوفد الإماراتي بالتزامن مع تلك التصريحات والأزمة الاقتصادية التي يشهدها السودان حاليا، يزور السودان وفدٌ إماراتيٌّ برئاسة مساعد وزير الخارجية الإماراتي للشؤون الاقتصادية والتجارية سعادة محمد شرف. وطبقًا لبيان صدر عن سفارة الإماراتبالخرطوم، فإن برنامج الزيارة يشمل لقاءات مع الرئيس البشير، ورئيس مجلس الوزراء القومي الفريق أول ركن "بكري حسن صالح" ووزراء الاستثمار والتجارة، إضافة لرئيس اتحاد أصحاب العمل ورئيس الغرفة التجارية، إلى جانب مباحثات مع وزارتي الخارجية والدفاع السودانية؛ فيما أكد سفير الإماراتبالخرطوم محمد حمد الجنيبي في حديثه ل(السوداني) أمس، أن الزيارة تأتي في هذا التوقيت بهدف نقل رسالة للسودان وبحث آفاق التعاون في كافة المجالات الاقتصادية. توقيت الزيارة الزيارة التي تأتي بحسب مراقبين في توقيت حرج واعتبرتها وزارة الخارجية بأنها تأتي في توقيت مهم، وأكدت في بيان عقب اللقاء الذي تم أمس بين مساعد وزير الخارجية الإماراتي محمد شرف ووكيل الخارجية عبد الغني النعيم، أن طموح قيادتي البلدين السعي إلى مزيد من التعاون وتبادل الاستثمارات. وأشار البيان إلى أن توقيت الزيارة يأتي في وقتٍ تشهد فيه علاقات البلدين نمواً في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية. المباحثات وفقًا للبيان تضمنت شرحًا وافيًا للأوضاع في السودان إلى جانب تقديم تنوير حول فرص ومجالات الاستثمار المتاحة في السودان. من جانب،ه أوضح مساعد وزير الخارجية الإماراتي محمد شرف، أن الزيارة تأتي في سياق جهود ترقية التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين الشقيقين، مشيرًا إلى أن قيادة الإمارات تتطلع إلى بحث فرص للاستثمار المتبادل وتبادل التجارب والخبرات في المجالات الاقتصادية والفنية، مؤكداً حرص بلاده على العمل من أجل استكشاف مزيد من فرص الاستثمار وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين. استثمارات واتفاقيات الزيارة الإماراتية لا تنفرد بالمشهد الآن وحدها، فقد أعلن سفير المملكة العربية السعودية بالسودان علي بن حسن جعفر في تصريحات صحافية أمس، أن بلاده ستوقع اتفاقيات مع السودان في مجالات الدفاع والاقتصاد إلى جانب استثمارات سعودية بلا سقف لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين. السفير أشار إلى قرب توقيع مذكرات تفاهم مع الخرطوم، لافتًا إلى أن العلاقات بين البلدين صامدة ومتجذرة وستشهد في الفترة المقبلة تناميًا كبيرًا على المستويين الرسمي والشعبي. المفاجأة جاءت مساء أمس، بإعلان وزير النفط عبد الرحمن عثمان بالقصر الجمهوري عن اتفاق مع السعودية حول مساعدات نفطية للسودان لمدة خمس سنوات بتسهيلات، مشيرًا إلى أن الاتفاقية ستتضمن توريد 1.8 مليون طن من النفط سنويًا، إلا أن مراقبين يرون أن زيارة الوفد الإماراتي تتزايد أهميتها في ظل عجز المملكة العربية السعودية عن مد السودان بمساعدات عاجلة تتجاوز الأزمة. علاقات عامة الخبير الاقتصادي د.محمد الناير، يشير في حديثه ل(السوداني) أمس، إلى أن زيارة الوفد الإماراتي تشكل أهمية كبيرة، معتبرًا أنها زيارة اقتصادية في المقام الأول وأن زيادة حجم الاستثمارات والتبادل التجاري من الملفات المهمة. ويرى الناير أن لدى السودان الكثير ليقدمه بما لديه من موارد تحتاج لرأس المال العربي إلى جانب زيادة حجم التبادل الإماراتي مع السودان والتي ظلت تترواح ما بين المرتبة الثانية والثالثة بعد المملكة العربية السعودية. من جانبه يرى المحلل السياسي الحاج حمد في حديثه ل(السوداني) أمس، أن الوفد الإماراتي بتمثيله الحالي هو وفد علاقات عامة يأتي للتأكيد على الإخاء بين الدولتين ولا يرقى لمناقشة القضايا المطروحة سياسيًا، لافتًا إلى أنهُ وفد تنفيذي يتابع قضايا تم التوافق حولها لجهة أن أجندة القضايا السياسية يكون الفصل فيها والقرار للأمراء والشيوخ من دولة الإمارات.