(المسيد) معروف في السودان ومنتشر بحكم ارتباطه بالطرق الصوفية التي مهدت لدخول الإسلام في السودان، ويوصف المسيد بأنه مسجد لأداء الصلوات ملحق به مكان لتحفيظ القرآن ودراسة علومه وعلوم السنة والفقة ومن ملحقاته أيضاً أماكن للطلبة للإقامة فيها فترة وجودهم فهو مكان تقدم فيه الأطعمة ويكرم فيه الضيف، ويعتبر أحد الأساليب المتبعة للتعليم في السودان بل والتربية كذلك.. الخرطوم: ماريا أبكر مسايد مشهورة فالمسيد يعتبر مدرسة يتلقى الطلبة فيها علوم الدين بصفة عامة ويمكثون فيه فترات ربما تصل لسنوات وهم يتلقون علون القرآن بحكم أن المسيد مؤسسة اجتماعية تعليمية تربوية متكاملة ويوجد في جميع أجزاء السودان وعلى سبيل المثال لا الحصر مسيد (الشيخ البرعي) في كردفان وكذلك مسيد (الشيخ الركابي) في دنقلا ومسيد (الشيخ الركيني) الواقع بين ود مدني وسنار وغيرهما. (الحيران) و(التقابة) فالمسيد هو إحدى مظاهر الحياة البسيطة التي يسود فيها التآخي والترابط والذي من أبرز تفاصيله أصوات( الحيران)الطلبة وهم يرددون آيات القرآن في تلاوة جماعية تبعث إلى النفس الشعور بالطمأنينة وآخرون يحملون ألواحاً من الخشب يكتبون عليها بمحلول من الفحم المسحون مضافاً إليه أشياء أخرى يطلق عليه الدواية يمسكون أقلاماً تقليدية جداً مصنوعة من (القصب) يكتبون بها على تلك الألواح وأطفال يحملون أباريق يتسابقون إلى ملئها بالماء استعداداً لأداء إحدى الصلوات عند اقتراب الوقت وشيخ يجوب المكان يتفقد الحيران والضيوف والطعام الذي يعد وحلقات ذكر فيها الدراويش يحزمون وسطهم بشالاتهم الخضراء ويستمرون في ذكر الله حتى يصلوا مرحلة يشعرون فيها بأنهم ليسوا على الأرض كما أفاد بعضهم وتعلو أصوات الطار ويزداد الحماس وفي جزاء آخر من المسيد رجال يعملون على إعداد الطعام في أواني ذات أحجام ضخمة مع وجبة رئيسة وهي( اللقمة) العصيدة تقدم للحيران والزوار.. و(التقابة) هي إشعال نار ضخمة ثم جلوس الحيران على ضوئها مساء وفي الصباح الباكر قبيل الفجر وتعلو حينها أصواتهم بترتيل القرآن وكل هؤلاء الأشخاص تجمعوا على محبة الله وعندما يرى شخص تلك التفاصيل داخل المسيد يشعر باحساس مختلف من جمال وترابط تلك الصورة التى يراها. مسايد الخرطوم هناك العديد منها داخل العاصمة وأشهرها مسيد (الشيخ ود بدر) الواقع بمنطقة شرق النيل في أم ضوبان، وأوضح الشيخ يوسف حسب الرسول ود بدر أحد أحفاد الشيخ والخليفة على مسيد ودبدر في منطقة(النيب) الواقعة في محلية رفاعة ل(كوكتيل) تفاصيل عن مسيد ودبدر ، وقال إن ( العبيد ود بدر)وهي كنية للشيخ محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن موسى هومؤسس مسيد أم ضوبان المسمى باسمه قد وصلت خلافة هذا المسيد اليوم إلى حفيد الشيخ ود بدر (الطيب الجد) وأوضح أن المسيد يعمل على تدريس علوم القرآن والفقة والتوحيد ويوجد جواره معهد الخليفة يوسف البدر وهو ملحق للمسيد يلتحق به الطلبة لتطوير ما درسه الطلبة من علوم ومن ثم الجامعة وقد خرج المسيد أجيالاً من طلبة علوم القرآن وأضاف إن المسيد هو المسؤول عن النفقة على أولئك الطلبة طيلة فترة دراستهم في المسيد كغيره من المسايد الأخرى حيث يأتي الطلبة وافدون من جميع ولايات السودان ومن وخارجه أيضاً لنيل علوم الدين ومن ثم يعودون إلى مناطقهم في فترة الإجازات أو بعد الحصول على القدر المطلوب من العلم. مسيد الشيخ الصايم ديمة وبحسب آراء البعض أنه لا يقل شهرة ومكانة عن مسيد الشيخ ود بدر ويقع في أم درمان في منطقة أمبدة الرابعة ومؤسسه هو الشيخ الراحل دفع الله الصايم ديمه والذي خلفه ابنه عبد الباقي وبحسب مصادر إعلامية سابقة إن الشيخ دفع الله قام بفتح المسيد في وقت الفيضانات والمجاعة عامة (1984-1988) ونزل فيه كل من تضرر من المطر في ذلك الوقت وللشيخ دفع الله العديد من المجمعات الاسلامية داخل العاصمة على سبيل المثال مجمع في السلمة وآخر في الفتيحاب وخارج العاصمة في سنار والدويم وغيرها ويعتبر مسيد الصايم ديمة أحد معاقل الطريقة القادرية في السودان وهو كغيرة من المجمعات الإسلامية يقوم بنشر وتدريس علوم القرآن وكل التفاصيل الواردة فيما سبق في مسيد ود بدر.