إن خلافنا مع نظام الكيزان هو خلاف مع حكومة أفسدت فساداً بيناً من كل النواحي مما اضطر جموع السودانيين الخروج لتغييرها بثورة ديسمبر المجيدة ولم يكن خلافنا معهم لأنهم نشطاء في الإسلام أو أنهم يتبنون الإسلام أو يرغبون في إقامة الشريعة. أما أنتم فتختلفون معهم لخلفيتكم العلمانية التي تطالب بفصل الدين عن الدولة وكذلك ملاحظاتكم على بعض شعائره بدليل مساندتكم لزعيم الحركة الشعبية الحلو في أطروحته العلمانية وفصل الدين عن الدولة، فشتان ما بين خلافنا السياسي مع الكيزان وبين خلافكم العقائدي الديني معهم، فهم عقائدياً أقرب إلينا منكم. نحن يجمعنا بكم الإخاء في الوطن وهم يجمعنا بهم الإخاء في الوطن والإسلام فالفرق كبير بين خلافنا معهم وخلافكم معهم ، لذلك لا تستغربوا أي لقاء روحي مع أي جهة إسلامية في السودان مهما كان راينا فيها أو لدينا ملاحظات عليها حتى فى سلوكها الإسلامي. هم غاية ما يوصفون به السرقة واللصوصية واستغلال الدين في السياسة وبلا شك هذا لا يخرج الشخص عن الإسلام وهو أخف بكثير مما تحملونه أنتم من اعتقاد يتجلى من وقت إلى آخر في كثير من مبادراتكم وما تنوونه من اتفاق أو سلام مع الحكومة من فصل للدين عن الدولة وعلمانية تصل إلى درجة التحسس من اتخاذ يوم الجمعة عطلة للبلاد؛ لأن الجمعة مظهر من المظاهر الإسلامية وعدم كتابة البسملة فى المكاتبات الرسمية وغير ذلك مما هو قد يصل إلى درجة الكفر بالله. لذا علينا وعليكم الوعي بأن الخلاف مع من حكم من إسلاميين قبل ثورة ديسمبر ليس منطلقاً من خلفية علمانية أو خلفية فصل الدين عن الدولة وإنما بسبب سوء إدارة البلاد وحكمها حكماً شمولياً إضافة لما وقع من فساد أضاع الكثير من المال العام. هذا ما لزم توضيحه