جدل كبير نشب أثناء زيارة وفد المفوضية إلى المكتب التنفيذي للمريخ حيث دخل بعض أعضاء مجلس المريخ في حالة من النقاش مع وفد المفوضية الذي قاده نائب المفوض سيف وبعض الشخصيات الأخرى. وفي الوقت الذي أكد فيه الناطق الرسمي علي أسد تبعية المريخ المباشرة إلى الاتحاد السوداني لكرة القدم وفقاً للوائح وتشريعات الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وبالتالي عدم السماح لوفد المفوضية بالاطلاع على محاضر الاجتماعات الخاصة بمجلسه، خالف وفد المفوضية حديث الناطق الرسمي وأكد بأن القانون الولائي الساري يمنحه حق الاطلاع على محاضر الاجتماعات باعتبار أن المريخ هيئة رياضية تتبع إلى الولاية حسب حديثه. وبحسب مصادر (السوداني) المقربة من المفوضية فإن الزيارة التي قام بها وفد من الأخير الإسبوع الماضي إلى مكاتب (المريخ) كانت تمهيداً للقرار الذي صدر والخاص بإعلان عدم شرعية مجلس الأحمر لعدد من الأسباب التي تم ذكرها. وكانت المفوضية أشارت في قرارها إلى أن مجلس المريخ فقد الشرعية نتيجة غياب الضباط الأربعة حيث انتخب المجلس في غياب الرئيس بينما بادر نائب الرئيس بتقديم استقالته إلى المفوضية الولائية خلال الأيام الماضية ورفض التنازل عنها بحسب حديث المسؤولين بها، وأعلن الأمين العام طارق المعتصم ابتعاده عن المشهد الإداري بالنادي منذ فترة ليست بالقصيرة، بينما غادر أمين الخزينة الصادق مادبو البلاد قبل 4 أشهر إلى فرنسا. وبحسب قرار المفوضية فإن هناك بعض الأعضاء قدموا استقالات على رأسهم "أحمد مختار، وعمر محمد عبد الله، الكابتن معتصم مالك". ورأت المفوضية بأن الشخصيات المتواجدة الآن بمجلس المريخ والتي يبلغ عددها "6" أشخاص بحسب القرار الأخير لا تستطيع تسيير النادي لا سيما في ظل القرارات الخطيرة التي اتخذتها حسب وصفها؛ والمتمثلة في حل مجلس شورى المريخ المكون وفقاً للنظام الأساسي للنادي. وأشارت مصادر مقربة من المفوض الولائي د. الفاتح حسين إلى أن الأخير لم يتردد في اتخاذ القرار الأخير الخاص بعدم شرعية مجلس المريخ وألمحت المصادر إلى أن المفوض الولائي كان على علم بالزيارة التي قام بها وفد المفوضية وتابع كل الإجراءات التي تمت وبارك كذلك القرارات التي تم اتخاذها والتي تم إبلاغ الوزارة الولائية بها بعد ذلك. ومثل قرار المفوضية الولائية الأخير الخاص بعدم شرعية المجلس المريخ نقطة تحول كبيرة في مسار الطعن الذي قدمه مجلس "سوداكال" خلال وقت سابق إلى المحكمة الإدارية وذلك عقب إصدار الوزير الولائي لقرار سابق بحل المجلس في فبراير من العام الجاري. وحددت المحكمة الإدارية السادس من الشهر القادم موعداً للفصل وإصدار قرار نهائي في المستند المقدم من قبل وزارة الشباب والرياضة الولائية والخاص بقرار المفوض الولائي بشأن عدم شرعية مجلس المريخ المنتخب. وكانت المحكمة الإدارية عقدت جلسة نهار أمس الأربعاء للنظر في الطعن المقدم من مجلس المريخ ضد قرار الوزير الولائي المتعلق بحل المجلس. وقدم المستشار القانوني الطيب العوض المستند الخاص بقرار المفوضية الولائية المتعلق بعدم شرعية مجلس المريخ الحالي، ورأى المستشار القانوني بأنه وبناء على المستند المذكور فإن الطاعن فقد الأهلية في المثول أمام المحكمة، والتمس من الأخيرة قبول المستند وبالتالي شطب الطعن للأسباب آنفة الذكر حسب قوله. ومن جانبه أكد محامي مجلس المريخ، خالد سيد أحمد بأن المستند الموضوع على طاولة المحكمة بشأن عدم شرعية المجلس مردود عليه، وأشار إلى أن الطاعنين يمثلون بشخصياتهم الطبيعية باعتبار أن مجلس المريخ شخصية اعتبارية حسب قوله. وبناء على ذلك حدد قاضي المحكمة الإدارية جلسة السادس من يونيو المقبل لأجل الفصل في مستند الوزارة الولائية الموضوع على طاولته. وبحسب مصدر عالي المستوى بلجنة التسيير المريخية فإنهم جاهزون لاستلام مقاليد العمل الإداري بالنادي، وأشار المصدر إلى أن رئيس اللجنة محمد الشيخ مدني أكد دراسة الفترة المتبقية من عمر اللجنة التي كونت بقرار وزاري خلال وقت سابق ومن ثم إصدار قرار نهائي بالترتيبات التي ستحدث عقب ذلك. ويشير المصدر إلى أن "أبو القوانين" وحال تنصيبه رئيساً للمريخ بقرار من المحكمة فأنه سيركز في خطة عمله على حل مطالبات المريخ تنفيذا لتوجهات "الفيفا والكاف" والمتعلقة بالتحول الكلي لمنظومة الاحتراف. وكان محمد الشيخ مدني قد رد على بعض الشخصيات التي انتقدته بسبب تاخره في استلام مقاليد العمل الاداري بالنادي ب"بالقوة الجبرية" بانه لا يمكن ان يستخدم هذا الاسلوب، واشار ابو القوانين الى العواقب التي حدثت خلال وقت سابق في قضية انتخابات الاتحاد السوداني لكرة القدم والمآلات التي جرت عقب الاحداث المثيرة التي جرت آنذاك، وكشف عن ابلاغ بعض عضوية التسيير له بنيتهم في الاستقالة، ولكنه عاد واشار الى انهم امنوا بعد ذلك على ضرورة احترام سيادة حكم القانون والمواصلة في قضيتهم حتى النهاية باعتبار أن ذلك هو الحل الجذري لقضية المريخ حسب وصفه. من جانبه، لا يبدو موقف مجلس المريخ "غير الشرعي" بحسب المفوضية ليناً، حيث تتمسك عضوية المجلس بعدم صحة قرار المفوضية لا سيما وانه يخالف توجهات الاتحاد السوداني لكرة القدم، وكذلك الاتحاد الدولي "فيفا". ورصدت "السوداني" خلال الجلسة الاخيرة للمحكمة الادارية حضوراً لقيادات المجلس الحالي وعلى راسهم الناطق الرسمي علي أسد، بينما دخل المرشح لرئاسة النادي "آدم سوداكال" في اتصالات مباشرة مع محامي المجلس خالد سيد أحمد والذي طمان الأول على سلامة موقف مجلسه والترتيبات التي تم الشروع فيها عقب قرار المفوضية.. وكان المجلس قد كلف احد المستشارين القانونيين خارج السودان بمتابعة قضيته حسب وصفه ولم يتردد في التاكيد على اللجوء الى الفيفا. وعلى الجانب الاخر وبالرغم من التهديدات الصادرة من مجلس المريخ الا أن مصدر مقرب من الوزير الولائي، اليسع الصديق اشار الى ان الاخير يتابع الوضع الاداري في المريخ بدقة، وكشف عن اجراء الاخير لعدد من الاتصالات مع بعض الشخصيات المريخية لاجل حسم تطورات الاوضاع بشكل نهائي. وألمح المصدر المقرب من الوزير الولائي إلى صدور قرار مرتقب من الاخير بتكوين لجنة تسيير مريخية واستبعد المصدر ان تكون الاخيرة بنفس الاوجه السابقة، وتوقع حدوث بعض المفاجآت وضم بعض العناصر الجديدة مع محافظة آخرين على تواجدهم حال اعادة تكوينها حسب قوله.