تستهويني كثيراً فكرة الوقوف عند تجربة الفنان الراحل ابراهيم الكاشف، وتجذبني بشدة كل تفاصيل حياته، كما اهتم جداً بالاستماع لاغنياته القديمة والتى لم تجد حظها من الظهور، وفي كل مرة اكتشف ان هذا الرجل يمثل لوحده منجماً فنياً يضج بالكثير من ذهب الاغنيات، واكتشف بالمقابل ان الفن السوداني سيظل في حالة من الحياة بفضل تلك الاعمال التى خلفها لنا ذلك الفنان الاستثنائي برغم استئساد اغنيات (الهشك بشك) على ماسواها. ولن ابالغ كذلك إن قلت ان ابراهيم الكاشف يمثل لوحده تاريخاً للاغنية السودانية، خصوصاً وهو يقوم بإدخال الكثير من العناصر الجديدة عليها ويجعلها تمتلك القدرة على المواكبة. ماجعلني اكتب اليوم عن ابراهيم الكاشف هو التجاهل الكبير الذى يجده هذا الرجل في السنوات الاخيرة، خصوصاً في امسيات التكريم والتأبين والتوثيق والتى تصمم لانعاش المجتمع وتذكير الوسط الفني برموز قدمت لهذا الوطن الكثير، وابراهيم الكاشف احد اولئك، لذلك اتمنى ومن كل قلبي ان تتبنى اية جهة كانت مهرجاناً ضخماً وتطلق عليه (مهرجان الكاشف) لأن الرجل يستحق، وما اقل من يستحقون في هذا الزمان. (تيلماتش) على النيل الازرق: شاهدت ترويجا لاحدى حلقات برنامج (تقاسيم) الذي ستقوم قناة النيل الازرق ببثه في الايام القادمة، وهو البرنامج الذى تستضيف فيه فنانا شابا ظل يقفز من مكان لآخر داخل الاستديو قبل ان يصعد لمكان عالٍ بالديكور ويهبط بصورة بهلوانية على رأس احد العازفين، واصدقكم القول ان ذلك الترويج منحني احساساً مباشراً بأننا على موعد مع حلقة ربما ستعيد الينا ذكريات سلسلة (تيلماتش) للالعاب البهلوانية والتى كان التلفزيون القومي (رد الله غربته) يبثها لنا قبيل سنوات. فرقة الاصدقاء...مشتاقين والله: لوسئلت عن دراما سودانية جذبت كل قطاعات هذا الشعب وجعلته يتسمر امام الشاشة لأجبت فوراً ودون اي تردد: انها الدراما التى تقدمها (فرقة الاصدقاء المسرحية)، واقول هذا الحديث لأننا بالفعل نفتقد اليوم اولئك الاصدقاء والذين كانوا يجعلون كل الشعب السوداني في زمان ما يسهر حتى منتصف الليل ليشاهدهم ويستمتع بهم، وبعفويتهم الطاغية وموهبتهم المهولة التى يتمتعون بها، هذا بجانب الشخصيات الموزونة والمفصلة بالمقاس على افرادها مثل (كبسور والمطوفش وغيرها)، ولو كنت في هذه البلاد امتلك اية صلاحية فيما يختص بالشأن الثقافي والمسرحي لدعوتهم الى مؤتمر عاجل لمناقشة اسباب غياب تلك الفرقة واعادتها للحياة من جديد، والتأسيس لمؤسسة درامية كبيرة تحمل اسم (مؤسسة الاصدقاء الفنية لرعاية المواهب)، لكن لأن العين (بصيرة) واليد (قصيرة) سنحلم فقط، ونتمنى ان يتحقق ذلك الحلم. شربكة اخيرة: ليس المهم ان يرضى عنك الناس...المهم ان ترضى انت عن نفسك.