سألني أحد الاصدقاء عن برنامج اغاني واغاني، وقال لي بصورة مباشرة: (هل تتوقع نجاحه لهذا العام)، وبصورة مباشرة اكثر أجبته: (بالطبع)، ليتطلع إلي في دهشة قبل ان (يُسمع) لي مقالاً كنت قد كتبته قبل ايام عن هواجس فشل البرنامج هذا العام بعد (تعسيمه) وعدم الابتكار والتحديث في مفاصله الرئيسية، بجانب الابقاء على اصوات عديدة تمثل خصماً مباشراً على ذلك النجاح، وبعد ان اكمل صديقي حديثه، اجبته ببساطة بأن نجاح البرنامج لهذا العام لن يكون بسبب (شطارة) مخرجه، أو (تجديد) القائمين على امره، أو حتى عودة الحياة لبعض الاصوات بداخله والتى (ماتت) منذ زمن بعيد، ولكن لأنه يعتمد في هذا العام على اثارة العواطف، واستدعاء الحزن، وهو ماوضح جلياً من خلال الترويج للبرنامج خلال اليومين الماضيين، حيث اعتمد الترويج على عرض صور لمطربي البرنامج ومطرباته وهم في حالة من الحزن، بينما تسيل دموعهم مدراراً، في حلقات التوثيق للراحل الشفيف نادر خضر، ولعل متابعتي لذلك الترويج اكدت لي بما لايدع مجالاً للشك ان البرنامج سينجح لهذا العام، وسيتابعه الملايين، من اجل نادر خضر، وليس من اجل (سواد) عيون اهليه، فالشعب السوداني مشهور جداً ب(رهافة) قلبه، وبحنيته وبتأثره الشديد من مثل تلك المواقف الحزينة، وعموماً هي لفتة انسانية تستحق الاشادة من اهل البرنامج، بعيداً عن (الذكاء) التسويقي. ماهو المطلوب من وزير الثقافة الجديد.؟ وزارة الثقافة وبصراحة شديدة ظلت طوال السنوات الماضية من الوزارات التى تغيب عنها الرؤية المتكاملة والخطط المستقبلية، بجانب إغفال تلك الوزارة لمسماها الحقيقي، إي بمعنى ان الوزارة ظلت تهتم بالبرامج (الترفيهية) من تنظيم حفلات، ومهرجانات، وخلافها، وظلت تغفل دورها الاساسي في نشر الثقافة وسط هذا المجتمع إلى تدنى مستوى ثقافته للحضيض، وابتعد شبابه عن القراءة والمطالعة، وتناثر مبدعوها على رصيف العجز والمرض، دون ان تتبنى وزارتهم قضاياهم وتسهم في إنهاء حكايات الالم التى يسردها اولئك المبدعون من على فراش المرض، ونحن هاهنا لن ننكر الدور الذى لعبه الوزير السابق السمؤال خلف الله، فقد إجتهد وله التحية، ولكننا نود ان نضع الصورة متكاملة بين يدي الوزير الجديد الدكتور احمد بلال، ونتمنى منه ان يغير المفاهيم الراسخة عن تلك الوزارة، وأن يجعلها فاعلة في قضايا الشباب، وقضايا مبدعيها، والذين يعتقدون ان تلك الوزارة مجرد (اسم) ليس الا..واذكر انني قبيل سنوات حاورت الاستاذ (اب دليبة) احد رواد المسرح العمالقة، وعندما سألته عن وزارة الثقافة رد على بلهجة حزينة: (يكفي انها وزارة ثقافة لايوجد بداخلها قسم للثقافة)..!!! شاعر (هابط جداً) ماذا يريد ذلك الملحن المدعو أمجد حمزة.؟؟ سؤال نسأله في اليوم الواحد الف مرة، ولايجد اجابة شافية، وذلك لأن (السيد) أمجد يعتقد جازماً انه امير شعراء السودان، (تخيلوا)..!! ولعل حالة ذلك الشاعر تحديداً بحاجة ماسه للدراسة والبحث، فهو يمثل ظاهرة جديدة و(مقلقة) على الساحة الفنية، خصوصاً والجميع يشهد على اعماله واغنياته (الركيكة) والتى تستحي منها البيوت السودانية، ولعل مكامن العلل في (هبوط) ساحتنا الفنية بمثل ذلك (الامجد) احد اضلاعها الاساسية، والغريب انه لايخجل او يستحي مما يكتب، ويقول وبالفم (المليان):(انا احسن شاعر..والداير مني اغنية يجيب معاهو الف دولار)..؟؟ لكن وبصراحة العيب ليس في امجد او غيره من شعراء (التلاقيط)، وارزقية (الغناء)، لكن كل العيب يكمن في اتحاد شعراء (غائب عن الوعي) منذ تأسيسه وحتى الان..ولاحول ولاقوة الا بالله. شربكة اخيرة: أضحكني جداً الفنان الشاب شكر الله عز الدين في تصريح عبر صحيفة فنون، قال من خلاله ان اغنيته (اضربني بي مسدسك) ليست (هابطة)، ودافع عنها دفاع المستميتين، ولانستبعد غداً ان يخرج علينا (شكوكو) -كما يسميه طلاب الجامعات- بتصريح آخر مفاده أن اغنيته تلك هي الافضل في القرون الماضية، وهي اجود واجمل بكثير من (قصتنا) لعثمان حسين ومن (المقرن مع الصباح) للكاشف ومن (هجرة عصافير الخريف) لمحمد وردي، فكل شئ متوقع بعد تصريحه (الاشتر) ذاك. السوداني