في إطار فعاليات ملتقى الشارقة الدولي للراوي تحت شعار (قصص الحيوان) وتقديراً لدوره وإسهاماته في جمع وتوثيق الموروث الحكائي في تونس من الضياع والاندثار، تم تكريم الأستاذ عبد العزيز العروي رائد الحكاية الشعبية في تونس، "كشخصية اعتبارية". وقد استطاع العروي من خلال هذه التجربة أن يؤسس لنفسه مدرسة تعرف باسم (المدرسة العروية)، وتجاوز تأثيرها ليصل إلى المغرب و الجزائر وليبيا، وتحتوي حكاياته التي قدمها بأسلوب جمع فيه مابين الفكاهة والنقد اللاذع أحياناً على تلميحات ذكية وإشارت بليغة.. وقدم العروي حكاياته على الإذاعة والتلفزيون التونسي على امتداد سنوات عدة، وكانت تلك الحكايات تعالج قضايا اجتماعية، وتهدف لبناء مجتمع متوازن من دون أن تخلو من الفنتازيا والخيال الشعبي. وأعاد العروي جمع القصص والحكايات الشعبية لاحيائها وحمايتها من الاندثار، وبلغ عددها نحو 208 حكايات، وقد شكلت موروثاً ثقافياً واجتماعياً زاخراً كرس له العروي حياته، فجمع ونقح وروى أغلب القصص المتوارثة، بعد أن طعمها من خياله الثري، وزاده المعرفي والثقافي بمجهود ذاتي، أنقذ التراث الروائي التونسي من الاندثار برغم محدودية الامكانيات في منتصف القرن الماضي. تعتبر حكايات العروي جزءاً لا يتجزأ من ضمير الأمه العربية عامة، والشعب التونسي خاصة، وقد قامت الدار التونسية للنشر أواسط السبعينات بجمعها وإصدارها في كتيب يحمل عنوان (حكايات العروي) وحرصت على تقديمها باللغة العامية، مذيلة بدليل لشرح بعض الكلمات باللغة العربية الفصحى، لراحل محمد أديب آل المرزوقي. كما ترجمت بعض هذه الحكايات إلى اللغات الفرنسية والإنجليزية والألمانية.